لم يكن التعاون الجميل والمحبة الصادقة بين الكنيستين الأرثوذكسيتين الشقيقتين القبطية والسريانية، الذي ظهر نقيًا اليوم في قيام الأب مار ثاوفيلس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس بالصلاة على جثمان القس رويس الأورشليمي راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في لبنان، بعد تعذر سفر نيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى أو أيا من آباء الكنيسة القبطية إلي لبنان، لم يكن هو الأول.
القس باسيليوس حنا كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون كتب على صفحته الشخصية ما يلي:
” ما حدث اليوم في صلاة جنازة الراهب القس رويس الأورشليمي كاهن الكنيسة القبطية بلبنان، وترأس ثلاثة أحبار أجلاء من الكنيسة السريانية للصلاة على جثمانه الطاهر، مع لفيف من كهنة وشمامسة الكنيسة السريانية الشقيقية، ذكرني بما حدث من 65 سنة، يوم جنازة مثلث الرحمات المطران مار كيرلس ميخائيل أنطون النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس بمصر والإسكندرية وتوابعهما، الذي رقد بالرب بشيخوخة صالحة يوم الجمعة 4 مارس (آذار) 1955م، وكانت جنازته يوم الأحد ، ونظرًا لعدم وجود أحد رجال الإكليروس السرياني الأرثوذكسي بالقاهرة وقتها، فقد ترأس الصلاة على جثمانه الطاهر أربعة أحبار أقباط هم: الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب والمعاون البطريركي وقتئذ، الأنبا ياكوبوس مطران القدس، الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية ومركز قويسنا، الأنبا باخوميوس أسقف ورئيس الدير المحرق (نيح الله نفوسهم جميعًا)، مع لفيف من الإكليروس القبطي. علمًا بأن كاهن سرياني أرثوذكسي حَضَر خصيصاً من القدس على أخر وقت … كما حضر الجنازة مندوبو الطوائف المسيحية المتنوعة في مصر وقتها.
فيحق لنا أن نقول: ما أجمل الوحدة بين الكنيستين الشقيقتين .. وما أشبه اليوم بالبارحة”