كتبت الأسبوع الماضي داعيا الله أن يترفق بمصر في مواجهتها فيروس كورونا ومؤيدا لكل القرارات والتدابير الاحترازية التي تتخذها الحكومة من أجل حماية الشعب وترويض تجاوزاته أمام تهديدات هذا الوباء الذي اجتاح العالم وبث الرعب في سائر الدول ودفعها إلي حالة الإغلاق شعبيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا.. وغيرها من أنشطة, حتي أن النداء الذي اجتاح العالم مثله مثل كورونا هو ابق في بيتك ونتج عنه طبقا لتقدير منظمة الصحة العالمية أن نحو 50% من سكان كوكب الأرض أصبحوا رهن الاعتقال الجبري أو الاختياري في منازلهم.. وحتي إشعار آخر.
وما من شك أن هذه التدابير الاحترازية ألقت بظلالها القاتمة علي سائر المجتمعات بتعطيلها عجلات الإنتاج وإرباكها أنماط الاستهلاك ودفعها الملايين خارج سوق العمل ليواجهوا البطالة والمصير المجهول… صحيح أن ذلك خلق حالة استنفار عالمية لإقالة الاقتصادات من عثرتها ودعم أولئك الملايين, لكن ماتزال هناك تحديات جمة تدفع الخبراء والمراقبين وهم يرقبون الأوضاع لأن يؤكدوا أن عالم ما بعد كورونا لن يكون أبدا هو نفس عالم ما قبل كورونا حيث ستتغير مواقف الدول ومراكز الثقل والتكتلات وحتي أدوات إدارة الأزمات.
والواضح أن مصر لن تنجو من هذا الواقع وأنها بدأت تتحمل نصيبها من فاتورة التدابير الاحترازية وتعطيل عجلة الإنتاج ـ بل عجلة الحياة بشكل أعم وأشمل ـ وتعطل شرائح كثيرة عن العمل وتطلعها لتدخل الدولة لإقالتها من عثرتها… ولا نملك إزاء ذلك إلا أن نعود نتضرع إلي الله أن يترفق بشعب مصر في كبوته الاقتصادية مثلما يترفق به في وطأة فيروس كورونا التي ماتزال أخف وأرحم من مثيلاتها في دول كثيرة حول العالم.
وإذا كنت أتحدث عن فاتورة التدابير الاحترازية, أود أن أصارحكم بأن الصحافة تتحمل جزءا من فاتورة هذه التدابير وانعكس ذلك علي تقليص الكوادر التحريرية والعاملين وعدد الصفحات من جانب, وإنكماش عائد الإعلانات والتوزيع من جانب آخر… ولم تكن وطني بمعزل عن ذلك المصير بل لعل ما حاق بها في مجال التوزيع كان أكثر إيلاما من غيرها من جراء قرار الكنائس إغلاق أبوابها أمام الصلوات والشعائر والأنشطة ـ وهو القرار الذي رأينا فيه كل الوطنية والحكمة ـ لكن نتج عنه هبوط نسبة 50% من توزيع الصحيفة كانت تتم عبر الكنائس وذلك توقف بطبيعة الحال مع توقف المترددين عليها… لكن تظل وطني متاحة لدي كافة منافذ توزيع الصحف في جميع أنحاء مصر ويستمر إرسالها إلي جميع مشتركيها, وتجدر الإشارة إلي أن الكميات المعروضة منها لدي منافذ توزيع الصحف تم تكثيفها لتعويض توقفها مؤقتا لدي الكنائس.. وتأمل وطني في استمرار دعم ومؤازرة القراء لها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر وحتي نتجاوزها جميعا سالمين.