ألقى منذ قليل قداسة البابا تواضروس الثاني، عظة قداس عيد القيامة المجيد، من كنيسة التجلي بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون.. فقال قداسته: “المسيح قام .. بالحقيقة قام”، اهنئكم بعيد القيامة بعد ٥٥ يوم من الصوم المقدس، الصوم الكبير، بعد اسبوع الآلام و الألحان المعزية، رغم أن الظروف لم تسمح في الاحتفال بكنائسنا بسبب الإصابات الموجودة من الوباء، لكن شهدنا احتفال عائلي بصورة رائعة، في صورة كل أسرة تتابع الصلوات، كانت صورة بالحقيقة رائعة جداً لتكوين فكرة المذبح العائلي.
و أضاف البابا أن القيامة أثبتت أن الحياة أقوى من الموت، و أن الخير أقوى من الشر، و أن الحق أسمى من الباطل.. يقولون أن حياة الإنسان على الأرض مكونة من ٣ أيام، يوم الميلاد، ويوم الوفاة، وبينهما يوم طويل وهو الحياة.
وتابع قداسته: إنه مع انتشار وباء كورونا بصورة فجائية جعل الإنسان في حالة قلق، لكن القيامة هي الوسيلة التي تنقل الإنسان من حالة الخوف والقلق لحالة الحب.. فالإنسان يقف اليوم متحير قائلاً: “انت فين يارب من هذه المخاوف، انت نسيت الإنسان صنعة يديك؟ هي صلواتنا لم تصل إليك يارب؟” لكن يا أحبائي علينا أن نعلم جيداً أن هذا القلق لا يتحول ولا يهدأ إلا بنقاء قلوبنا وبالرجاء..
الرجاء المرتبط بالإيمان، شهدنا مريم المجدلية تذهب لقبر المسيح بكل رجاء برغم مخاوفها ودموعها، ومتاعبها الداخلية، ولذلك نحن نصلي ونقول: “يا رجاء من ليس له رجاء”
وأخيراً، بعد القيامة تأتي خطوة البناء، خطوة الصعود والارتفاع والسمو.. فإذا توفر نقاوة القلب ورجاء العقل من القيامة، يستطيع كل إنسان أن يخدم ويبني.. توما، تلميذ المسيح، تحول من تلميذ شكاك إلى خادم ووصل ببشارته إلى الهند.. و قال داود في العهد القديم “احبك يارب ياقوتي”.
وفي نهاية العظة دعى قداسة البابا كل أبنائه بكل المسكونة لقراءة إنجيل يوحنا ورسائله وسفر الرؤية الذي هو أيضا ليوحنا التلميذ الذي يحبه المسيح، وقال البابا: إنها فرصة ان نقرأ هذه القراءات التي عددها ٥٠ بفترة الخماسين المقدسة.