قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإلقاء عظة خلال قداس خميس العهد وذلك بكنيسة التجلى بدير الأنبا بيشوى “وادي النطرون”.
وبدأ قداسته العظة قائلاً:
في البدايه أحب أن أشرح ان السيد المسيح في هذا اليوم صنع خمسة أعمال:
العمل الأول: تمم الشريعة من خلال الفصح، فأكل الفصح مع تلاميذ فى عيد الفصح وكان ذلك هو الفصح الأخير.
الفصح: يعنى عبور أو بصخة
العمل الثاني: أنه قدم لنا أهم فضيلة في حياتنا المسيحية وهي فضيلة “الإتضاع” حيث قام وغسل أرجل تلاميذه وهو المعلم والسيد.
العمل الثالث: أن السيد المسيح أسس الكنيسة من خلال سر الإفخارستيا و هذا السر العظيم الذي تقوم على أساسه الكنيسأ المقدسة “القداس” وكما يقولون بعض الأباء: ” المسيحيون يقيمون سر الإفخارستيا وسر الإفخارستيا يقيم المسيحيين” لذلك تحرص الكنيسة على تقديم هذا السر فى كل وقت.
العمل الرابع: أن السيد المسيح أخذ يتحدث حديثا طويلاً، اسمه حديث العليه نقرأه في انجيل (يوحنا اصحاح 8: 13- 16) ،وهذا الحديث طويل، وتذكر معظم هذه الأناجيل في ليلة الجمعة الكبيرة “الخميس بعد الظهر”
العمل الخامس: أن المسيح صلي الصلاة الوداعية أو الصلاة الشفاعية وهي من الصلاوات العميقة التي تسمى “صلاه الصلوات” و هذه الصلاة مذكورة في انجيل ( يوحنا اصحاح ١٧) وينفرد بها القديس يوحنا الحبيب “التلميذ الذي كان يسوع يحبه” وسجلها لنا في 26 ايه.
وتعتبر هذه الصلاة “قدس الكتاب المقدس أو قدس العهد الجديد” كل عبارة و كل ايه لها معاني عميقه للغاية، كما ترسم ايضا حياة الكنيسة.
هذه الأعمال الخمسه قدامها المسيح في هذا اليوم ، كما تصنع الكنيسة أيضا خمسة اعمال في هذا اليوم.
أولاً: لقد قامت الكنيسة اليوم برفع بخور باكر في حين أنها لم ترفع البخور خلال الأيام السابقه من البصخه المقدسة (الإثنين، الثلاثاء، الأربعاء).
ثانياً: لقد قامت الكنيسه بعمل” دوره تبكيت يهوذا ” و تشرح لنا لكنيسة “كيف اخطأ يهوذا ” ورغم أنه كان تلميذ المسيح، إلا أنه قد وقع في خطيه الخيانة وانتهت حياته و انهي حياته بيدي وهذه الدورة العكسية يتضح فيها التوبيخ ليهوذا حتى لا يوجد يهوذا آخر.
ثالثاً: أن الكنيسة قامت بعمل القداس كما علمه السيد المسيح لتلاميذه
رابعاً: أن الكنيسة لم تقرأ بعض القراءات التي تتلى في القداسات العادية وهى:(الإبراكسيس الكاثوليكون، مجمع القديسين، الترحيم).
خامساً: تصلي الكنيسة ساعات البصخة ولكن يزيد عليها الأناجيل، حيث تقرأ أربع فصول في كل ساعة و هذه الفصول تسمي “فصول البارقليط” أو الحديث الطويل الذي تحدث به السيد المسيح مع تلاميذه.
وأضاف قداسته : دعونا نتوقف أمام أهم تعليم نتعلمه في هذا اليوم” الدرس الأخير والعشاء الأخير”
الدرس الأخير هو (الإتضاع والحب) وهؤلاء هما الذي يمشي عليهم كل خادم للمسيح على مر العصور.
الإنسان لا يملك سوى الإتضاع والحب.والإثنين مرتبطين ببعض أشد ارتباط، السيد المسيح في اتضاعه يصل الى قمه الحب، و هو أيضا في محبته يصل الى قمه الإتضاه والإثنين متداخلين ولا نقدر أن نفصلهم.
وشرح قداسته قائلاً: في غسل الارجُل” قمة التعليم الذي قدمه المسيح بالقدوة” وهي حادثة فريدة، فدائماً يجلس المعلم في مرتبة أعلى، والتلاميذ في مكان أقل، ولم نسمع ذلك في العهد القديم أو العهد الجديد أو عبر العصور في تاريخ البشر أن يصنع المعلم هذا، لذلك اعترض بطرس الرسول ورفض أن يغسل المسيح رجله.
وقد صنع المسيح ذلك كعلاج لخطأ قد وقع فيه التلاميذ، الذين سقطوا في خطية “من هو الاعظم ” وأراد المسيح ان يعلمهم درس الإتضاع.
وقال بطرس للمسيح : “لن تغسل رجلي ابداً” فقال له المسيح: “إن كنت لم اغسل رجلك فليس لك معى نصيب” وهنا اعاد بطرس التفكير وقال له “اغسلني بالكلية”
.
نحن نمارس سر المعمودية نولد ميلاد جديد من الماء والروح وتصير للإنسان حياة جديدة، ولكن عبر مشوار حياتنا، يتعرض اللإنسان لأخطاء وخطايا كثيرة وسقطات، نعبر عليها بسر التوبة وغسل الأرجل.فالإنسان يحتاج أن يغسل رجليه وذلك يعني أن يقدم اعتراف ويقدم توبة حقيقيه.
في سبت لعازر قرأنا: ان مريم قدمت ناردين كثير الثمن وغسلت رجل المسيح واليوم قد غسل المسيح ارجل التلاميذ، غسلها بالماء لكي يعلمهم درس في الإتضاع .
درس أخر: هو أن الانسان يحتاج على الدوام الى توبة نقية، ويعيش بأرجل نقية وسلوك نقى.
– القديس يوحنا المعمدان قال: لست أهلً أن احل سيور حذاءه. وقد نال كرامة من المسيح. وقد علمنا يوحنا الإتضاع. كما علمنا أنه “ينبغى أن هذا يزيد وانا أنقص”
الدرس الثاني: هو تأسيس سر الإفخارستيا، سر التناول صار بمثابة عهد جديد بين الإنسان وبين الله.
.أيام نوح كان قوس القزح عهد
. أيام ابراهيم كانت وصيه الختان عهد
.أيام نوح النبي كانت حادثه العبور والفصح عهد
. فى العهد الجديد فكان العهد الذي قدمه السيد المسيح هو أن المسيح قدم جسده ودمه أجل الإنسان.
وقد علمنا المسيح أنه “من ياكل جسدى ويشرب دمى يثبت فيا وأنا فيه” عندما تتناول وتاخذ الجسد والدم فانت تثبت المسيح والمسيح يثبت فيك.
– يقوم هذا السر على حبات القمح وحبات العنب.
القمح يصنع منه الخبز:
للسنبلة حبات كثيرة، حيث تطحن الحبات وتوضع في للنار لتصير خبزاً.
العنب يصنع منه الخمر:
للعنقود حبات كثيرة وتعصر الحبات لتصير خمراً.
وذلك كان أقدم نظام غذائي عرفه الإنسان.
نقول في نهاية القداس وعند التناول نقول “يعطي عنا خلاصً وغفرانً للخطايا و حياه ابدية لمن يتناول منه”
في الماضى صُلب المسيح من أجلك ومنحك خلاصاً وفي الحاضر المسيح يغفر خطاياك وفي المستقبل يعطيك الحياة الابدية والفرح والسلام، وهذا ما نشعر به بعد التناول نقول “فمنا قد إمتلأ فرحا وتهليلاً”
واختتم قداسته العظة قائلاً:
– إن خميس العهد: هو العهد الجديد الذي يربط بين الانسان وبين الله، وإن كانت ظروفنا في هذه السنة بسبب انتشار وباء وانتشار مرض وإن كانت ظروفنا الصحيه تمنعنا من التجمع والتواجد في الكنائس، ليس في مصر فقط ولكن في بلاد كثيره في العالم ولكن نحن لنا ثقه في الله انه يستطيع أن يُنهي هذه الامور، ويتم شفاء المصابين وبذكر الذين رحلوا، ونحن النهاردة في بيوتنا التي صارت كانها كنائس، ونصلي فيها ونتابع الصلوات، وهذا وضع إستثنائي، لكن شعورك الداخلي وايمانك ونيتك وصلواتك المرفوعه يقبلها الله اليك، والنهارده فرصه وانت تصلي معنا، ان تقول له: ” يا رب انا سأأخذ معك عهد جديد، العهد الجديد هو مكون من كلمتين ” تواضعى ومحبتي لكل أحد” في جميع علاقاتى داخل المجتمع”
العهد الجديد يتلخص في “الإتضاع والحب”
الإتضاع: في غسل الأرجل
الحب: في بذل السيد المسيح نفسه من اجلنا على خشبة الصليب ليقدم لنا حياة ابدية لكل من يتناول منه.
جدير بالذكر انه:
شارك في الصلاة اصحاب النيافة الأجلاء:
.الأنبا دانيال سكرتير المجمع وأسقف المعادي
.الأنبا أنجيلوس أسقف شبرا الشمالية
. الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة
.الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد
. الأنبا يوليوس أسقف مصر القديمة
.الأنبا مكاري اسقف شبرا الجنوبية
كما حضر الصلاة أيضاً لفيف من رهبان الدير والشمامسة
الخميس ١٦ أبريل ٢٠٢٠م… ٨ برموده ١٧٣٦ش الآن بث مباشر لصلوات يوم خميس العهد من دير القديس العظيم الأنبا بيشوي بوادي النطرون #أسبوع_الآلام
Gepostet von المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية am Mittwoch, 15. April 2020