حالة من الحزن الشديد تسيطر علي أوساط الأقباط ، بعد قرار المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس، استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات أسبوع الآلام المقدس، والتي تعتبر من أهم المناسبات الكنسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وقال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للمنيا، إن الإجتماعات الروحية ما تزال معلقة، مؤكداً أنه لا شك أن هذه الحزمة من القرارات تؤلم قداسة البابا، ولكن قداسته – من واقع مسئوليته نحو الكنيسة والوطن – مضطر إلى ذلك للحفاظ على أرواح الناس وهم الأهم، فإن الكنائس والطقوس والإكليروس، جميعهم يُقامون لخدمة الإنسان، حتى الشريعة نفسها أُعطِيت لأجل الإنسان، وهو ما عبّر عنه السيد المسيح قائلًا: ” إنما السبت جُعِل لأجل الانسان ..”
ولفت في بيان عبر الصفحة الرسمية لمطرانية المنيا، أنه في هذه الأيام نتذكر المسبيين، والمحبوسين، والمتغرّبين، والذين لا كنائس لديهم، نتذكر الأوقات التي أُغلِقت فيها الكنائس، نتذكر الآباء الكهنة الذين كانوا يمرّون بين منازل الناس لعدم وجود دور عبادة آنئذ، نتذكر الذين في الحروب على الجبهات، نتذكر المُقعَدين الذين لا قِبَل لهم بالذهاب إلى الكنيسة، نتذكر الأيام التي كنا فيها نتكاسل عن الذهاب إلى الكنيسة، إنها تشبه إلى حدٍّ ما شخصًا اُضطُرّت أمه إلى السفر، فعانى كثيرًا في غيابها، وهي التي لم تقصد التخلّي عنه، ولكنه عرف قدرها في غيابها، وأهمية وجودها في حياته.
إننا مبهورون وفخورون بمحبتكم للكنيسة، وبأن اهتمامكم الأول الآن ليس بالعيد، وإنما بالاحتفال بآلام السيد المسيح .
ونحن نقول له : ها نحن يا رب نمزق قلوبنا لا ثيابنا، ونعبدك من القلب الذي سنجعله هيكلًا لك ، وسنجعل من بيوتنا كنائس من جديد، وسيعود الأب ليتخذ دور كاهن الأسرة، يقودها في العبادة والقراءة والتقوى .
وعقدت لجنة سكرتارية المجمع المقدس للكنيسة القبطية المصرية، مساء أمس الخميس، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الخميس، لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19 .
وذكر المجمع أنه في ظل استمرار الوباء والذي لا يزال يهدد مصر والعديد من دول العالم حتى الآن ، وحيث إن الكنيسة جزء أساسي من المجتمع، وتسعي دائمًا للحفاظ على جميع أفراده، وتؤمن أن النفس الواحدة لها قيمة غالية عند الله محب البشر، وانطلاقا من حرصها على سلامة الجميع وصحتهم وفي ظل خطورة إقامة أي تجمعات، أصدرت الكنيسة ١٠ قرارات مهمة.
وشملت القرارات استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات الأسبوع المقدس، والتي تعتبر من أهم المناسبات الكنسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، وذلك لحين استقرار الأوضاع وانتهاء الأسباب الصحية التي دعت لذلك وتأجيل طقس إعداد زيت الميرون المقدس، الذي كان من المقرر إعداده خلال الأسبوع المقبل، وهو حدث كنسي له أهميته الكنسية والتاريخية والرعوية وهو الذي يقوم به قداسة البابا مع جميع الآباء مطارنة وأساقفة المجمع المقدس والتأكيد على أن تقتصر الجنازات على أسرة المنتقل فقط .
وقرر المجمع المقدس إيقاف صلوات الأكاليل ، لحين استقرار الأوضاع واستمرار الآباء الكهنة في متابعة العمل الرعوي للأسر ولا سيمًا الحالات الخاصة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وتقديم تبرع مالي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قدره ٣ مليون جنيه لصندوق تحيا مصر ، وذلك للمساهمة في شراء أجهزة التنفس الصناعي وتوجيه مشاغل الخياطة بالإيبارشيات للمساهمة في إعداد الملابس الطبية ومستلزماتها، التي تحتاجها الطواقم الصحية في عملها الوطني، الذي نقدره كثيرًا.
كما قرر المجمع استمرار مشاركة الكنائس في تقديم التوعية المستمرة لأبنائها، بالإلتزام بتعليمات الأجهزة الصحية ومشاركة الكنائس القادرة في المساهمة في توفير المطهرات وأدوات التعقيم للأماكن المحتاجة ومناشدة جميع المصريين بإتباع تعليمات الوقاية والسلامة مع الإلتزام بالبقاء في المنزل لمنع تفشي الوباء.
واختتم المجمع اجتماعه بقوله نثق في تفهم أبنائنا للظرف الراهن، والضرورة التي دعتنا لإتخاذ هذه القرارات الإستثنائية سعيا لكل ما هو صالح لجميع أبناء الوطن الغالي وسنظل نصلي متضرعين إلى الله ضابط الكل أن يحفظ كل إنسان في كل مكانٍ في العالم، كل إنسان وكل الإنسان ، وندعو الجميع إلى الصلاة بتوسل إلى الله القادر على كل شيء لكي يرفع عن مصر والعالم هذا البلاء الخطير.