ذهب شاب إلى راهب في الصحراء عارضا له مشكلته.. أنا لا أفهم ما أقرأ من الكتب الدينية.. حاولت أن أحفظها.. ففشلت.. ان افهمها فاستعصى على الفهم .. فتركت قرأتها لاني فاشل..
بعيون اتعبها السهر والصلاة نظر الراهب إلى الشاب وقال له : أتطيعني فيما اطلب منك.. توافق؟ .. أجاب نعم..
دخل الراهب إلى مغارته المحفورة في الجبل وأخرج (قفه) قديمة مصنوعه من الخوص و قال له املائها من ماء النهر و تعالي لي .. (تذكر عزيزي القارئ أنه في القرن الرابع كانت الماء تملاء في (قرب) مصنوعة من جلود الحيوانات.. لأنها الوسيلة الوحيدة لاحتواء الماء… ف المسافات بين “الخوص” تجعل الماء يتساقط من ( القفة)
بإندهاش نظر الشاب إلى الراهب.. تتطلب مني أن أذهب كيلومترات إلى النهر حتى اعبئ ماء في (قفة) خوص؟
” انت قلت أطيعك.. و هذا طلبي”
نادما على ذهابه إلي الراهب.. قطع الشاب كيلومترات من مغارة الراهب في الصحراء حتى النهر.. و ادخل ( القفة) إلى داخل النهر و أخرجها ممتلئه بالماء و لكن ما أن يتحرك أمتار قليلة حتى يكون الماء قد تسرب من فتحات “القفة” …
كرر الأمر عشرات المرات وعندما تيقن من انه مستحيل ان يحتفظ الخوص بالماء .. رجع إلى الراهب..
” اطعتك و لكن بلا فائدة.. لا يوجد ماء بالقفة..”
نظر الراهب الي القفه قائلا .. ” ولكن انظر إلى القفة و أخبرني.. هل اختلف فيها شئ؟”
بعيون مدققه نظر الشاب إلى القفه فوجدها مغسوله ونظيفه.. كانت متربة و متسخة و قذره عندما أخذها من الراهب و الان هي نظيفه…
أجابه الراهب.. مخك و روحك مثل القفة .. مياه القراءة تغسلها حتى لو لم تحتفظ بها في عقلك..
أذهب و أقراء و اطلب الفهم من الذي قال لك اقرا.. و لكن لا تتوقف حتى لا تتسخ روحك و عقلك…
مع ازدياد الألم.. . اعترف لك يا الله أن السلام تسرب من نفسي مثل الماء من الخوص.. و أنني لم أعد أفهم ماذا يجب أن أفعل..
و لكني على وعدك ” ادعني في يوم الضيق.. فأنقذك ”
انا أدعوك و انتظرك
اقرأ كتابك و انتظر خلاصك.. حتى لو لم أفهم الآن ما انت تصنع و لكني أثق بك..