فرض انتشار وباء كورونا المستجد على جميع المسيحيين فى العالم عدم حضور مراسم الاحتفالات بعيد الفصح المجيد، بسبب الحجر المنزلي على غالبية دول العالم، والإكتفاء فقط بالمشاهدة عبر شاشات التلفزيون، ولم يتمكّن الحجاج المسيحين من الذهاب الى الأراضى المقدسة، فبدت القدس فارغة والتي كانت تستقبل عشرات الآلاف من الحجاج المحتفلين من أنحاء العالم، للسير فى رحلة على درب آلام السيد المسيح كل عام فأغلقت القدس متاجرها وجميع المرافق الحيوية .
ولم تشهد الأراضى المقدسة منذ 100عام أيام شبيهة بما يعيشها المسيحين حاليا، حيث أحتفل المسيحيون هذا العام بـعيد”القيامة المجيد” عبر الشاشات وإحياء المناسبة في بيوتهم وراء الأبواب المغلقة، وأقتصر الاحتفال بالقدس على مشاركة رجال الدين فقط وذلك عبروسط مشاعر خيم عليها الحزن والقلق إزاء إستمرار قرار الإغلاق وتعليق الصلوات .
و جاءت لحظة ظهور النور المقدس لجميع انحاء العالم عند فتح قبر السيد المسيح، حيث تم توزيع شموعًا على كل الأكليروس وتضاء تلقائيا بمجرد ظهور النور المتوهج ومعجزة ظهور النور المقدس من قبر المسيح تحدث بناء على عدة خطوات وطقوس، فى صباح يوم سبت النور وقبل مراسم خروج النور المقدس يتم فحص قبر المسيح والتأكد من عدم وجود أى سبب بشرى لهذه المعجزة، ويبدأ الفحص فى العاشرة صباحًا وينتهى فى الحادية عشر ظهرًا، وبعد التأكد من خلو القبر المقدس من أى مادة مسببة لهذا النور، يتم وضع ختم بالشمع على باب القبر.
– الصلوات إقتصرت على الكهنه فقط:
فيما يتعلق بمراسم الإحتفال بعيد القيامة المجيد في مدينة القدس في ظل تفشي فيروس أوضح الأستاذ أديب جودة الحسينى , حامل مفاتيح كنيسة القيامة بفلسطين فى تصريحات خاصة “لوطنى”, ان إحتفال عيد الفصح إقتصر على رجال الكهنوت وشارك فى الإحتفالية : “ثلاثة كهنة من الروم الأرثوذكس” و”ثلاثة من الأرمن الأرثوذكس” و”أثنين أقباط أرثوذكس”، بالأضافة الى “أثنين سريان” و”أثنين مصورين” و”أمين مفتاح كنيسة القيامة وأخيرا”الشرطة الإسرائيلية” كما إقتصرت الصلوات على الكهنه فقط فى عيد الفصح المجيد ولايوجد حضور للعامة من الشعب.
– تفتيش غرفة القبر المقدس:
وعن تفاصيل النور المقدس يوم السبت,أكد حامل مفاتيح كنيسة القيامة بفلسطين : فى يوم سبت النور رافقني إلى حجرة القبر المقدس مطران طائفة الروم الأرثوذكس، والأرمن وقمنا بتفتيش غرفة القبر المقدس والتأكد بأنه خالي من أي شعلة أو مواد مشتعلة، وبعد التفتيش والتأكد من خلو الغرفة ، قامت طائفة الروم الأرثوذوكس حسب القانون المتبع “الستاتيكو” أوالوضع الراهن بوضع قطعة كبيره من الشمع المقدس على بوابة القبر وغلقها بإحكام و أقوم بوضع ختمي الخاص على هذه القطعة ، يكون ذلك إيذانا ببدء الأعياد عند المسيحين، بعدها تم مرافقتي إلى صالون البطريرك ثيؤفيلوس بطريرك الروم الأرثوذوكس فى موكب مهيب من بطريركية الروم حتى باب القبرهناك وتم إنتزاع الشمع المقدس المختوم ووقتها دخل غبطة المطران إلى غرفة القبر ليقيم الصلوات وخرج وبيده النور المقدس .
قال الحسيني: إتخاذنا قرار من روؤساء الكنائس على فتح أبواب الكنيسه للطائفة الفرنسيسكان واللاتين لإقامة صلوات العيد ودخول موكب “المطران بييرباتيستا بيتسابال” المديرالرسولي ، وتم فتح أبواب الكنيسة وإستقبال الموكب ،وإغلاق أبواب الكنيسة وأتمام الصلوات لمدة ساعتيين , وأضاف: تمت اقامة صلوات سبت النور داخل كنيسة القيامة وفتح أبواب الكنيسة وخروج موكب المدبرالرسولي عائدا الى بطريركية الأباء الفرنسيسكان والتي تقع بمقربة من كنيسة القيامة ، وبعد خروج الوفد تم إغلاق أبواب الكنيسة مرة أخرى.
– غصة فى قلب تجارالقدس وركود اقتصادى:
وعن أثر تعليق الزيارات بالقدس إزاء الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا قال:حامل مفاتيح كنيسة القيامة، أن فلسطين قبل شهريين من دخول عيد الفصح المجيد ، كانت تبدأ بالتحضيرات لإستقبال عيد الفصح المجيد، فيبدأ القطاع السياحي بتحضيرات وحجز الفنادق والمطاعم للحجاج من جميع أنحاء العالم ، واصحاب محال الهدايا ( التحف الشرقية ) بشراء البضائع وخصوصا من مناطق “ببت لحم” و”بيت ساحور” و”بيت جالا” , حيث تكثر في هذه المناطق الأيدي الماهره في الحفر على خشب الزيتون ، كما كانت تستعد الكنائس في جميع أنحاء البلاد بالتحضيرات لإستقبال المؤمنين وخصوصا “كنيسة القيامة المقدسة” حيث يتوافد الحجيج بعشرات الالاف للاحتفال بأسبوع الالام وسبت النوروعيد الفصح المجيد.
ويأسف الحسينى، أنه بعد انتشار وباء الكورونا كل هذه التحضيرات يتم إلغائها من قبل وزارة الصحة الاسرائيلية والفلسطينية , حيث تم إغلاق أبواب الكنائس والمساجد وكل المرافق الحيوية في البلاد ، كما تم فرض حظر التجوال الأمر الذى شل الحركة في جميع إنحاء البلاد , مؤكدا على أنه تم اغلاق أبواب كنيسة القيامة ، والغاء “الاشتراك بالصلوات” ، والغاء الإحتفال “بعيد الشعانين” ، و”مسيرة ضرب الصليب” وحتى الإحتفال “بخميس الاسرار” و”الجمعة الحزينة” وسبت النور وحتى “أحد عيد الفصح” كل هذه المراسم إقتصرت على صلوات عدد قليل من الرهبان لا يتعدى عددهم العشرة رهبان .
وكشف عن أن هذه القرارات الصادرة عن وزارة الصحه ، أثرت على الاقتصاد فى البلاد وأصبح المواطن مشلول الحركة وسجين البيت , بحيث يمنع المواطن من الخروج من بيته الا في حالات الطوارئ ، مثل مراجعة الطبيب أو شراء المواد التمونية .
وأكد أن القطاع السياحي والتجاري ، أصبح يعاني الإفلاس وتم تسريح جميع العاملين , حيث لا يجد صاحب العمل طريقه لدفع الأجور ، كاشفا بإن الوضع في المدينة المقدسة حزين وسئ ، وأجواء عيد حزينة ، و”طريق الالام خالي” من الحجاج , و”كنيسة القيامة أبوابها مغلقه” ، مؤكدا أن هذه المشاهد تفطر القلب وخصوصا في هذه الأيام المباركة , حيث تعود سكان المدينة بأن يروا شوارع المدينة تعج وتضوج بالحجاج والذين يحيون بها المدينة وينعشون اقتصادها ، لكن وكما قال الشاعر: ( عيد باي حال عدت يا عيد ) .
وأضاف:كنا فى هذه الأيام نستعد لاستقبال عيد الفصح المجيد لدى الرعايا المسيحيين، فهذه الأيام هى بداية موسم عيد الفصح المجيد لديهم”، مشيرا إلى أنه من المفترض أن تكون كنيسة القيامة المقدسة تعج بالزوار وآلاف الحجيج من جميع أنحاء العالم , مؤكدا على وجود ركود اقتصادى وغصة فى قلب تجار مدينة القدس القديمة، كما أن هناك العديد من الرحلات قد تم إلغائها،وأكد أمين مفتاح كنيسة القيامة أنه وفقا لملفات اجدادي أن هذه هي المره الثانيه التي تغلق ابواب الكنيسة بسبب فيروس فتاك،ففي سنة ١٣٤٩ إجتاح العالم “فيروس الطاعون”، وكان يسمى في ذلك الوقت”الموت الأسود” ففي هذه السنه تم إغلاق أبواب كنيسة القيامة لعدة أشهر.