فيروس كورونا سبب هلعا للعالم كله لكن من منظور آخر ونحن نطلب من الله أن يعبر بسلام أثبتت الأزمة أنالحياة الخاصة لها طعم,وأن حياة كل شخص ليست مختصرة في شلة أصحاب بل هناك أسرة افتقدناها منذ زمن طغي فيه الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي علي كل واحد فينا وعلي وقته ساحبا إياه إلي عالم خاص بعيدا عن تفاعل الحياة مع من حوله.
في مواجهة فيروس كورونا,وجدنا معني جديدا لكلمة حكومة لكنه مختلف عن المعني التقليدي الذي يحمله بعض الناس الذين يعلقون شماعة كل شيء عليها, وأظهرت الأزمة ما كانت تفعله الحكومة طيلة الفترة الماضية وإن كانت هناك بعض الاخفاقات ولكن تعلمنا كيف نترفق بحكومتنا ونتعاون معها واثقين أنها تعمل لصالحنا.
في هذه الأزمة أيضا أن مصر بالفعل تدير أزمة كورونا بفكر علمي متعقل والعالم يشيد بها وبرئيسنا المحبوب, الذي يعي خطواته وقراراته من أجل شعب أقسم يوما أن يراعيه بأمانة.
وجدنا في هذه الأزمة إننا متعطشون لبعضنا البعض فهناك من اكتشف أسرته التي كان بعيدا عنها, ومنا من اكتشف منزله, وأن حجرته ومكتبته وملابسه كانت بحاجة إلي ترتيب وتنظيم لم يكن يملك وقتا لترتيبه من قبل وهناك من بدأ يكتشف تفاصيل في حياته لم يتعرف عليها من قبل.
وفي مواجهتنا لفيروس كورونا التزامنا في منازلنا جعلنا نواجه أنفسنا ونحسب حسبتنا فيما مضي هل كانت الحياة تستحق كل هذا الصراع والغضب والتوتر والتفكير؟ وجدنا أناللمة لم تكن في شلة الأصحاب فقط, ولكنها أيضا في معايير أخري كثيرة طالما اتبعناها منساقين بلا تفكير ويقين وعلي رأسها حياتنا الأسرية والروحية فجعلتنا الأزمة نراجع أنفسنا ونعيد تشكيل علاقاتنا بها.
جاءت أزمة كورونا لتفض حسابات كل شخص مع نفسه جيدا حتي يخرج من هذه الكبوة وقد صقلته التجربة واكتسب سلوكيات جديدة يمضي بها في حياة أفضل.