“كله للخير ” عبارة شهيرة كان يرددها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة فى مواجهة التجارب التى مرت بالكنيسة وما أكثرها ، لكن يبدو أن أقباط القليوبية إتخذوها شعارا لهم لمواجهة أزمة غلق الكنائس فى أقدس أيام السنة وهى أسبوع الألام وعيد القيامة المجيد وإقتصار الإحتفال داخل جدران البيوت ،مع متابعة الصلوات على شاشة التلفزيون بسبب وباء “كورونا ” القاتل والذى تسبب أيضا فى سجنهم داخل بيوتهم فى يوم عيد الربيع “شم النسيم” ولقد حاولت “وطنى” رصد مشاعرهم تجاه هذا العيد الإستثنائى.
فى البداية يقول القمص جرجس زكى راعى كنيسة السيدة العذراء ببنها والمسئول عن خدمة إخوة الرب فى إيبارشية بنها وقويسنا ،”لا شك أن الله له حكمة من تجربة هذا الوباء وإن كان تفكيرنا البشرى لا يدركها الأن مثل بعض الفترات التاريخية الصعبة التى مرت على الكنيسة وما نقرأه من تجارب صعبة فى حياة القديسين ،والذى إتضح بعد ذلك أنه كان للخير وإن كان هذا الخير غير واضح فى البداية وبالنسبة لإحتياجات إخوة الرب التى تقوم الكنيسة بتوزيعها قبل العيد فالغريب أنها زادت بركة خلال هذا العيد أكثر من كل الأعياد السابقة.. وربنا بعت لهم خير كتير.. وكنا نقوم بالتوزيع داخل الكنائس بشكل فيه نظام يراعى فيه عدم التكدس مراعاة للإجراءات الإحترازية التى إتخذتها الدولة والتى تضمن عدم نشر الوباء”.
أما القس إميل أنور راعى الكنيسة الإنجيلية ببنها ،فيؤكد” إننا لم لسنا بمعزل عن شعب الكنيسة خلال هذه الأزمة بل نقيم إجتماعاتنا أون لاين عبر الصفحة الرسمية للكنيسة على موقع “فيسبوك ” ،ليشاركوا فى الصلاة والترانيم وهم في بيوتهم التى تحولت لكنائس بالصلاة والإلتفاف حول الكتاب المقدس وهى فترة للهدوء ومراجعة النفس بعمق روحى كنا نفتقده فى زحام الحياة ،ولا شك أن هذا جانب من حكمة الله التى لا ندركها الأن من وراء هذا الوباء أما عن إحتياجات إخوة الرب فقد زادت بركة هذا العيد عن كل الأعياد السابقة، بالرغم من إقتصار موارد الكنيسة على تبرعات الأعضاء وعدد قليل من كراتين المواد التموينية وفرهم لنا “سنودس النيل الإنجيلى” ،أما بالنسبة للتوزيع فقد راعينا فيه الإجراءات الإحترازية وكنا نتصل بالأسر المحتاجة بشكل فردى لمنع أى تكدس محتمل بالكنيسة.
فيما أكد د/ ملاك صبحى “صاحب معمل تحاليل ببنها،” أن غلق الكنائس هذا العام خلال العيد بما يصاحب ذلك من إفتقاد للبهجة والطقوس الروحية الخاصة له حكمة إلهية لا نعلمها، لكن من المؤكد أنها لخيرنا لعدم تفشى هذا الوباء القاتل الذى يزداد فى التجمعات ولأسباب أخرى قد تتكشف فيما بعد ولقد تابعنا القداس ليلة العيد ولم نكن مكتئبين بل فرحين بجوهر العيد وهو قيامة السيد المسيح، ومعناها الروحى وأهميتها لخلاصنا وبالنسبة لشم النسيم فبالرغم من حداثة سن أولادى “ثانية وسادسة إبتدائى” ،وإعتيادهم على تلوين البيض والخروج للحدائق إلا أنهم جيل الإنترنت الذى يسبق سنه ومدركين لخطورة الموقف ولن يضيقوا بالبقاء فى البيت لأول مرة فى هذه المناسبة.
أما سوزان شفيق “مدير عام العلاقات العامة والإعلام بديوان المحافظة “، فتؤكد إننا كأسرة ندرك أن الله له حكمة من غلق الكنائس هذا العام ندرك جزءا منها وهو خطورة التجمعات فى نقل الفيروس ،خاصة أن الإحصائيات تؤكد هذا وأضافت أنها مع عدم الخروج يوم شم النسيم وأنها تؤيد الحكومة لو إتخذت إجراءات أكثر تشددا فى سبيل إنحسار الوباء عن مصرنا الحبيبة فى أقرب وقت ممكن.
فيما قال مجدى رياض “فنان تشكيلى” ،إن غلق الكنائس والإحتفال بالعيد مع الأسرة فى المنزل لم يصيبهم بالإكتئاب بل شعروا بالتعزية والفرح بقيامة المسيح كالمعتاد رغم إفتقاد الجو الكنسي الرائع ،وبأن هذه التجربة لها مغزى وأن الحظر ومنع المعارض كان فرصة له لقراءة سفر الرؤيا ورسم لوحات تعبر عن بعض ما يحويه من مشاهد الحياة الأبدية ،ولم أزرع داخل زوجتى وأولادى الرعب بل نمارس حياتنا بشكل طبيعى مع مراعاة الإجراءات الإحترازية وأضاف إننى إنتهزت الفرصة لرسم لوحات توعية عن وباء “كورونا” ،وقمت بنشرها على بعض صفحات بموقع “فيسبوك” منها “صفحة الأنبا مكاريوس ,طغمات السمائيين ,فنون العالم المسيحى ..وصفحات أخرى”.
وأخيرا تقول مرفت منير”موجهة بالتربية والتعليم،” أن مقاصد الله لا يعلمها إلا الله وأن غلق الكنائس رغم أنه تجربة صعبة لكن من المؤكد أن وراؤه حكمة ظاهرها أن الكنيسة لا تريد أن تكون سببا فى تفشى الوباء بالتجمعات ،لكن باطنها قد يكون أن ندخل لعمق الكتاب المقدس وتجتمع العائلة فى الصلاة بقلب واحد كما كان الأباء الرسل و”كله للخير” ،كما علمنا مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وكما يعلمنا الكتاب المقدس وسير القديسين ولقد شعرنا كأسرة بمنتهى التعزية ونحن نتابع صلاة العيد مع قداسة البابا على شاشة التلفزيون ،ولا شك أننا سندرك الدروس المستفادة عندما نعبر ومعنا العالم أجمع هذه التجربة بسلام وبأقل الخسائر أما عن الخروج فى “شم النسيم” ،فلا بأس من التضحية به هذا العام فى سبيل عدم تفشى هذا الوباء القاتل فى بلدنا الحبيبة.