حققت مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، نجاحًا جديدًا عقب إنشاء وتطوير مقر “بنك الدم” المتكامل مجهز بأحدث المعدات والأجهزة المتطورة لتحقيق أفضل نتائج وتوفير كافة فصائل ومكونات الدم لخدمة كل مريض سرطان يتلقى العلاج داخل المستشفى على مدار الساعة، فمع تزايد حالات مرضى السرطان الذين يتم تقديم الخدمات المجانية لهم داخل أقسام المستشفى، واحتياج أغلب الحالات من مرضى السرطان للفصائل والمكونات المختلفة من الدم بصورة يومية خلال رحلة العلاج، تقرر عمل بنك متكامل وحديث يضاهي المستشفيات العالمية لبنك الدم في قلب الصعيد.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمد يعقوب مدير بنك دم مستشفى شفاء الأورمان: “بنك الدم تم إنشاؤه وتطويره مؤخراً لتحقيق خدمة أفضل للآلاف من مرضى السرطان بالمستشفى، فهو المنوط بتوفير فصائل ومكونات الدم المختلفة لمرضى السرطان سواء كانت كرات دم مكدسة أو صفائح دموية أو بلازما طازة للمرضى، والمعروف أن مرضى سرطان الصعيد غالبيتهم يعانون نقص المناعة، وكل مريض حسب الخطة العلاجية الموضوعة له يكون في احتياج لمكون من مكونات الدم المختلفة، وتمت إقامة بنك دم عبارة عن (FULLY AUTOMATED BLOOD BANK) أي بنك متكامل لتقديم كافة متطلبات مرضى السرطان بالصعيد، يبدأ من أول اختيار المتبرع في قسم التبرع بالمعايير الأساسية للخدمات القومية، ومن خلاله يتم اختيار المتبرع بالدم أو بالصفائح الدموية، وبعد ذلك يتم فصل مكونات الدم للمكونات المختلفة سواء كرات دم مكدسة أو صفائح دموية أو بلازما وصرفها للمرضى كلٌ على حسب المكون المطلوب له”.
ويضيف الدكتور محمد يعقوب، أنه يتم العمل بتلك الإجراءات والخطوات للتأكد من خلو جميع الأكياس من الفيروسات سواء “b – c” أو مرض الزهري وغيرها، حيث يقدم بنك الدم خدمات للمتبرع بغض النظر عن خدمة مريض السرطان بالمستشفى، حيث أن خدمات المتبرع تكون أشمل وأدق وتفيده في حياته، حيث يتم عمل تحاليل فيروسات له بالكامل وصورة دم كاملة للمتبرع، ومن خلالها يتم اتخاذ القرار بقبول التبرع من عدمه، وكذلك حال اكتشاف أي مشكلة في تحاليل المتبرع من فيروسات أو أنيميا وخلافه، يتم البدء في التعاون مع التبرع وحل مشكلته الصحية حال اكتشافها.
ويؤكد مدير بنك دم مستشفي شفاء الأورمان الدكتور محمد يعقوب: “بنك دم مستشفي شفاء الاورمان يقدم خدمات لكل مريض علي حسب الإحتياج، بالدم المشع أو الدم المفلتر فكل مريض يحصل علي المطلوب له حسب حالته، كما يقدم البنك فرصة للمتبرعين بالإطمئنان الدائم علي التحاليل الخاصة بهم من خلال التبرع، وكذلك القوائم الخاصة بالمتبرعين داخل البنك، فالمستشفي وبنك الدم في إحتياج دائم للتبرع بالدم”، مشدداً علي أنه أقامت المستشفي “بنك الدم” علي أحدث الوسائل والأسس العلمية في بناء بنوك الدم بمصر وحول العالم، وقررت تزويد بكافة الخدمات والكراسي لإستقبال المتبرعين والأجهزة الأحدث في مصر والعالم أجمع، وذلك لبث رسائل طمأنة لجميع أبناء الصعيد الذين يفكرون في التبرع بالدم لصالح مرضي السرطان بأنهم في أيدي أمينة قادرة علي خدمتهم والحصول علي الدم منهم وتقديمه للمرضي بالمجان تماماً، وكذلك العمل علي مساعدتهم بسحب العينات منهم للإطمئنان علي حالتهم الصحية وصورة الدم لكل متبرع قبل بدء التبرع بالدم.
أما الدكتور هاني حسين مدير عام مستشفي شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالأقصر، أن بنك الدم بالمستشفي يضاهى المستشفيات العالمية فهو قسم رئيسي في المستشفي ويساهم في إكتمال منظومة الخدمة لمرضي السرطان الذين يحتاجون علي مدار الساعة وبصورة يومية فصائل ومكونات الدم المختلفة لمرضي السرطان، مؤكداً أنه مرضي سرطان الصعيد هم من نوعية المرضي الذين يعانون من نقص في المناعة ولذلك يحتاجون الدم علي مدار الساعة في حالات معينة، مؤكداً علي أنه في كل مرة يتبرع فيها المواطن بالدم يساهم في إنقاذ حياة 3 أشخاص حيث يتم فصل الدم لمكوناته لعلاج الأمراض المختلفة، ويستطيع التبرع من يبلغ عمر من 18 لـ60 سنة، وإذا بدأ الفرد الواحد في التبرع من سن 18 سنة حتي سن الـ60 فهو بذلك يساهم في إنقاذ حوالي 300 شخص، موضحاً أنه يمكن التبرع بالدم كل 3 شهور للرجال و4 شهور للسيدات، كما يمكن التبرع بالصفائح الدموية كل أسبوعين بأمان تام فلا يوجد أي إحتمال لإنتقال أي عدوي للمتبرع.
ويضيف الدكتور هاني حسين أن التبرع بالدم زكاة يؤجر عليها المتبرع من الله، فضلًا عن أن التبرع بالدم مفيد للصحة ولتجديد الدم وينشط خلايا المخ، حيث أن عملية التبرع بالدم تستغرق حوالي من 20 لـ40 دقيقة وتشمل ملئ إستمارة المتبرع وتحليل الهيموجلوبين، والكشف الطبي للتأكد من ملائمة المواطن طبياً للتبرع بالدم، موضحاً أنه رغم تطور العلم الحديث فلم يتم إكتشاف بدائل لدم الإنسان وأنه فقط يمنح من شخص لآخر، وبالتبرع يكون الفرد سبب في إعطاء شخص آخر فرصة للحياة، وأن التبرع بالدم يعيد الحيوية والنشاط للجسم بسبب تحفيز النخاع لتجديد خلايا الدم وتنشيط الدورة الدموية.
ويؤكد مدير عام المستشفى، أنه تقرر في بنك الدم بالمستشفى أن يتم توفير قائمة انتظار ثابتة للتدخل بطلب التبرع منهم في حالة وجود احتياج عاجل للدم لأي مريض بغرفة العمليات أو الأقسام المختلفة بأي نوع من الفصائل وحتى النادرة منها، حيث أنه يوجد أيضاً “قائمة خير” من العاملين بالمستشفى والذين يتبرعون بصفة مستمرة بالدم وصفائح الدم لتوفير الأكياس للمرضى، وذلك يثبت أن المستشفى صرح خيري حقيقي قائم على حب الخير ودعم المرضى بصورة تليق بهم.
ويقول الأستاذ محمود فؤاد المدير التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان ونائب مدير عام جمعية الأورمان، إن مستشفى شفاء الأورمان تسير بخطى ثابتة في تقديم الخدمات للآلاف من مرضى السرطان بالصعيد، وهو دورها الأول في خدمة المرضى وتوفير عناء السفر لعدة ساعات للوصول للعاصمة لتلقي العلاج في المستشفيات والمعاهد المختلفة في القاهرة، مؤكداً أنه يجري حالياً العمل علي قدم وساق لإنهاء التجهيزات والفرش لمبنى المرحلة الثالثة الذي تم إنشاؤه، والذي يحتاج للكثير من أهل الخير خلال الفترة المقبلة، حيث أن مبنى المرحلة الثالثة مبني على مساحة 27 ألف متر، قائلاً أنه بفضل الله ودعم أهل الخير استلمت إدارة المستشفى مبنى المرحلة الثالثة، ويجري خلال تلك الفترة تجهيزه لإنهاء أكبر قسم لعلاج سرطان الأطفال بالصعيد وذلك لتكتمل المنظومة الطبية المجانية داخل المستشفى لخدمة جميع مرضى السرطان بالمجان تماماً بمختلف أعمارهم، مضيفاً أن المبنى يتكون من 4 طوابق، ومن المقرر أن يضم أكبر قسم لعلاج أورام الأطفال، وقسم خاص للطوارئ لمرضى أورام الصعيد ملحق به قسم داخلي وقسم أشعة تشخيصية، وعيادات خارجية متخصصة وزيادة لعدد أسرة المرضى، وقسم للعلاج الطبيعي ومعهد للتمريض، ومركز لتدريب الفنيين والعاملين وقاعة محاضرات، ومركز للأبحاث الخاصة بالأورام السرطانية وتسجيل الحالات السرطان ودراستها، وقسم أشعة يشمل رنين مغناطيسي، وأشعة مقطعية وأشعة ديجيتال وأجهزة تصوير بالموجات الصوتية، فضلًا عن توفير أول جهاز من نوعه لقياس هشاشة العظام لمرضى السرطان، وعيادات متخصصة في أمراض القلب والأسنان والرمد ورسم المخ، ورسم العضلات، لتقديم خدمات طبية علاجية متكاملة لمرضى السرطان بالصعيد.