تحل في هذه الايام ذكري رحيل ممثل كوميدى ومنولوجست ظهر بخمسينيات القرن الماضي مع بداية عصر الفن “بالزمن الجميل”
ذاك الرجل الذي جاء من جنوب الصعيد للقاهرة بالجلباب و العمامة “الملفوفة” بطريقة كوميدية ويغنى بلسان معوج حتي ذاع صيته وشهرته بالوسط الفني وتربع علي عرش الكوميديا في جيله
ووصل به المطاف الي احياء فرح الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
هو الرجل “الصعيدي الاصيل”العاشق لتراب وطنه
فكان رجلا وطنيا من الطراز الاول
عندما تغني بالاغاني الحماسية ضد العدوان الثلاثي
وهو صاحب المبدأ عندما حاصرته الملكية بتهمة الشيوعية لرفضه الغناء والمديح لجلالة الملك،
انه عمر الجيزاوى الذي نتذكره في هذه الايام في ذكري رحيله لكي نخلد ذكراه العطرة ونتعرف علي حياته الشيقة والمثيرة المليئة بالمفاجأت واسرار حياته الاجتماعية ونتعرف ايضا كيف اعيد للحياة بعد الموت عند تشريحه؟ مما ادي الي موت دكتور التشريح نتيجة الصدمة .
– وعن نشأته :-
اسمه الحقيقي هو عمر سيد سيد سالم
وشهرته “عمر الجيزاوى”
ولد فى ٢٤ ديسمبرعام ١٩١٧
بدأ تعليمه في كتاب قرية أبوتيج بأسيوط، وتعلم منه قراءة القرآن .
– بداية حياته العملية في ورش الطوب والمعمار :-
حيث اكدت ابنته في احدي الحوارات الصحفية أنه ظل هناك فى «أبوتيج» بأسيوط مع أخويه لفترة عاملًا فى ورش الطوب وفى المعمار، حيث كان والده من رجال المقاولات التى دعته ظروف الحياة لأن «يتوسع»، ولأن الرزق فى الصعيد قليل جاء وأقام فى شارع المأمون بالجيزة.. وهناك لا يزال بعض أفراد عائلة الجيزاوى وبالتحديد ابنه عبدالله.. فيما ذهب عمر نفسه إلى فيلا فى شارع نصرالدين بعدما فتحت الدنيا أبوابها له.
– قصة بدايته الفنية واحيائه زفاف الرئيس السادات :-
لم يكمل الجيزاوي تعليمه، فقد قرأ فى الكُتّاب لكنه أحب العمل مع والده.. وعندما كان يشارك العمال رفع الأسمنت على السقالة، كان يغنى وسمعه حينذاك أحد المقاولين فطلب مشاركته فى احياء حفل زفاف ابنته، لينطلق بعدها فى كل أفراح المنطقة ومنها لمناطق أخرى قريبة حتى وصل إلى فرح جيهان السادات على أنور السادات، ومن الفرح إلى عالم السينما حيث أصبح أحد ثلاثى «الرحيمية قبلى».
و اصبح الفنان الكوميديان الجزاوي متربعا علي عرش الكوميديا وكان المطرب الشعبى المحبوب
وعمل فى الافراح والملاهى الليليه
حتي صار مصدر سعادة لقلوب الجماهير العريضة لا سيما الشعب المصري فقط بل والوطن العربي ايضا .
– حياته الاجتماعية :-
لحبه للسيدات، تعددت زيجات الفنان عمر الجيزاوي، فتزوج أول مرة وأنجب ٤ بنات وأسماهن «فرفش، أسرار، تحفة، جلاء»، وثلاثة ذكور «الجيزاوي، عمار، مصطفى»، ثم تزوج من الراقصة اللبنانية أنوار حسين وأنجب منها «معين».
– يعد من أوائل العرب الذين غنوا «فرانكو أراب» :-
فلا تزال حياة الفنان الراحل مليئة بالمفاجآت
حيث يعد من أوائل العرب الذين غنوا «فرانكو أراب»، فقد كانت أغنية «يا ميت ندامة على اللي حب ولا طالشي»، لتصبح هذه الأغنية أولى الأغنيات المصرية التي خرجت عن الطابع المميز لهذا العصر في جيله
– تخرج من فرقته المسرحية اشهر نجوم الوسط الفني :-
اشتهر الجيزاوي وبرع بنجاح منقطع النظير في ادوار الصعيدي الكوميدي الساذج
ثم انشأ فرقة الجيزاوي المسرحية و تخرج منها علي يده عددا من النجوم اللامعين، مثل سمير غانم وحسن حسني .
– قصةقضيته ضد رئيس الفنون بشان واقعة «الهرش»بالعصا:-
لم تكن قضية شادية الوحيدة، ففي عام ١٩٥٧ تقدم الفنان عمر الجيزاوي بشكوى يطلب فيها التحقيق مع زكي طليمات بحجة أنه يعوق عمله في فرقة الفنون الشعبية، حيث حدد طليمات مساحة ٣ أمتار فقط للجيزاوي كمساحة مسموح له فيها بالحركة أثناء غناء مونولوج «يا حلوة ضمي الغلة»، بل طلب الجيزاوي تشكيل لجنة تقصي للحقائق مكونة من السيد بدير وحمدي غيث….
ثم كانت واقعة طريفة أخرى حاضرة بقوة، حين حل عام عام ١٩٥٨ ليشهد رفع عمر الجيزاوي قضية ضد رئيس مصلحة الفنون؛ لأنه رفض أن «يهرش» بالعصا في مسرحية ليل وعين، ليتلقى بعدها دعوة لبحث شروط الصلح….
– واقعة الهرش اصبحت مادة صحفية ثرية تناولها الكاتب الساخر أحمد رجب :-
مثلت واقعة «الهرش» مادة صحفية ثرية وقتها، وسط تعاطف كبير من الوسط الصحفي وكان الكاتب الساخر أحمد رجب واحداً ممن دافعوا عن الجيزاوي؛ حيث انتقد ما يتعرض له؛ بل تطور الأمر أن رفع شكوى إلى الوزير عبد القادر حاتم ضد الفرقة، وخصص رجب مقالاً لواقعة «الهرش» على صفحات مجلة المصور.
وبعد مرور عدة سنوات، عاد الفنان جمال سلامة عاد واتهم المطرب الجيزاوي بـ«الكذب»، ما تسبب في إصابة الجيزاوي بجلطة في المخ فقد معها القدرة على الكلام والنطق والحركة، ومما زاد الطين بلة إصدار جمعية المؤلفين والملحنين تعميماً بحق الأداء العلني للأغنية؛ حيث قررت مشاركة الثلاثي الجيزاوي وسلامة وعبد الوهاب حقوق الأداء العلني، وتوفي إثر إصابته في ٢٢ أبريل ١٩٨٣ عن عمر يناهز ٧٦ عامًا….
– تكريمه من الرئيسان عبدالناصر و السادات :-
كان الجيزاوي قد تم تكريمه من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
وكرمه ايضا الرئيس محمد انور السادات
– طبعاعة فرنسا صورة الجيزاوي على علب الكبريت ؟
حيث ان الجيزاوي الذي اشتهر ببصاتته بجلبابه الصعيدي وعمامته لم تقف شهرته في الوطن العربي فقط
حتي سافر إلى معظم دول العالم بفرقته.. وعرض على مسارح إيطاليا وباريس، ولأنه حقق نجاحًا مدويًا فى فرنسا.. طبعوا صورته على علب الكبريت..
– كيف تزوج عشر مرات منهم لبنانية وفرنسية وايطالية :-
حيث اكدت ابنته في احدي الحوارات الصحفية
انه تزوج من إحدى الإيطاليات التى كانت تذهب للفرجة عليه كل يوم.. وفعلها فى فرنسا أيضًا.. وفى لبنان.. وكما تؤكد ابنته تزوج عشر مرات.. وأنجب عشر مرات..
– الجيزاوي رجلا صعيديا وطنيا اصيلا فتغني ضد العدوان الثلاثي :-
فبالرغم من شهرته لكنه لم ينس أبدًا أنه رجلا صعيديا وطنيا اصيلا ومع الثورة.. فلما جاء العدوان الثلاثى ومن بعده النكسة وحرب الاستنزاف.. شارك فى حفلات المجهود الحربى..
– تغني الجيزاوي بكلمات لكبار الشعراء :-
حيث تغنى الجيزاوي للكثيرين من الشعراء الكبار من أمثال مصطفى الطاير وحسيب غباشى.. وأيضًا عبدالرحمن الأبنودى الذى كتب له أغنية نادرة اسمها «البندقية» لحنها حسن نشأت.
– قصة عودته للحياة بعد الموت عند تشريحه وموت دكتور التشريح نتيجة الصدمة :-
ولهذا قصة طريفة.. فقد كان الجيزاوى يجلس بجوار سائقه الخاص فى سيارته، وهم عائدون من سهرة ريفية وإذا بالسيارة تنحرف وتغطس فى الترعة وينجو السائق الذى قفز فيما تستقر السيارة لمدة ١٣ ساعة فى بطن الترعة.. حتى جاءت الشرطة والإسعاف ونقلت الجيزاوى ميتًا إلى المشرحة.. وعندما جاء الطبيب ليمارس عمله فى تشريح الجثة، فوجئ بعمر ينتفض جالسًا ليصاب الطبيب بصدمة أودت بحياته.. وعاش عمر.
وعاش الجيزاوي سنوات بعد تلك الواقعة.. لكن أغنية شادية الوطنية التي ادعاه انه سرقتها هي التي اودتة بحياته
– اتهامه بالشيوعية لرفضه الغناء في مدح الملك فاروق :-
فعندما اضطرت ظروف الحرب العالمية الأولى وتداعياتها، أسرة الجيزاوى لترك أسيوط والرحيل للقاهرة.. وذهب بقدميه إلى زفاف أنور السادات.. لكن البوليس السياسى الذى كان يتابع نجاحاته وسخريته من الملك فاروق، بالاضافه الي انه رفض الغناء في مدح الملك
لذلك ذهب إليه البوليس السياسي بدل المرة مائة مرة.. حتى أصبح الرجل مطاردًا بتهمة «الشيوعية».
أصبح رجلًا مطاردًا بتهمة لا يعرف عنها شيئًا لا لشىء سوى أنه رفض أن يمدح الملك فى مونولوجاته
بالرغم من انه رجلا صعيديا بسيطا في اسلوبه وملابسه في ارتداء الجلباب والعمامة
.. وإذا كان قد استطاع أن يهرب من شبح الفقر ويسكن فى فيلا ويركب سيارة، فإنه لم يستطع أن يهرب من كلاب السلطة، فقرر أن يعتزل الغناء والتمثيل ويجلس فى بيته بعد أن قدم أول أفلامه السينمائية
ولم يصبر الجيزاوى كثيرًا فقد أنقذته ثورة يوليو من عزلته بعد أن عزلت فاروق وحاشيته ليعود عمر ويصبح أحد رجالها ومناصريها الأشداء.. بالمال.. والغناء.
“فى كل خطوة سلامة.. ومن نجاح لنجاح
دى معجزات وكرامة.. يا ثورة الإصلاح..
سبعين سنة وزيادة.. باتم ضلام فى ضلام
ما بين قلم وزيادة.. من قسوة الحكام
ولما هل هلالك.. كل الوجود غنا لك
وإحنا رفعنا الهامة.. وكل قلب ارتاح
دى معجزات وكرامة.. يا ثورة الإصلاح..”
– تغني للرئيس عبد الناصر بعد محاولة اغتياله وبعد بنائه لبرج القاهرة :-
فحينما نجا عبدالناصر من محاولة اغتياله فى المنشية غنى له «سالمة يا سلامة».. وعندما ضحك ناصر على الأمريكان وبنى بأموالهم برج القاهرة.. غنى الجيزاوى.
“م البرج العالى بصيت : على بلدى الغالية.. بصيت
:شفت الهرمات شفت الأثرات”
م البرج العالى بصيت : على بلدى الغالية.. بصيت
شفت الهرمات : شفت الأثرات
وقريت الفاتحة لأهل البيت : م البرج العالى.. بصيت
شفت المريخ.. : من غير صواريخ..
ونجوم وسحاب: ماشيين بحساب
فكرت أجيب حملين بطيخ:لأهالى السهرة ونبقى صحاب..
طردونى من بره وأنا جيزاوى:وفى علم الذرة.. أفتى فتاوى
وقريت فى تاريخنا واترويت:م البرج العالى.. بصيت”
ثم تغنى أيضًا لخطة الإصلاح الزراعى ابان عهد الرئيس عبد الناصر وكانت كلمات الاغنية كالتالي :
«يا حلوة ضمى الغلة : يا بيضة ضمى الغلة
يا سمرا ضمى الغلة : غلتى نادية غالية عليا
من خير طينتنا المصرية : غنيتلها يا حلوة شويه
قمره على الغاب.. هاله.. : ويا حلوة ضمى الغلة”
– اتهامه للفنانة شادية بسرقة اغنية “مصر اليوم في عيد” :-
ففى احتفالات مصر بعودة سيناء فوجئ الجيزاوى بالفنانة شادية التى سبق وأن شاركته التمثيل فى عدة أفلام، تغنى من ألحان جمال سلامة «ياللى من البحيرة وياللى من آخر الصعيد».. وزمجر الرجل، فقد سجل هذه الأغنية من كلمات مصطفى الطاير وألحانه فى بداية الخمسينيات بالإذاعة المصرية.. فكيف ينسبونها لجمال سلامة؟.
فبعد أن غنتها شادية فوجئ الجميع بالجيزاوي يرسل لصفية المهندس رئيسة الإذاعة حينذاك إنذارًا يطلب فيه منع إذاعة الأغنية
وفي إنذاره، طالب الجيزاوي بحفظ حقه والتعويض عما لحقه من أضرار بصفته المالك الأصلي للأغنية، والتي تغنى بها أبان العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦،
وذهب الجيزاوي إلى المحكمة
وبعد البحث ثبت التطابق بين لحن الجيزاوي وأقرت اعتداء جمال سلامة على حق المؤلف بأن أدخل «تحويراً» على اللحن دون إذن كتابي من الملحن الأصلي.
وقضت جمعية المؤلفين والملحنين بنسبة نصف اللحن والأغنية لجمال سلامة ونصف اللحن لعمر الجيزاوى.. ونصف كلماتها لمصطفى الطاير والنصف الآخر لعبدالوهاب محمد..
– كيف اصيب بجلطة اودته بحياته بسبب عبد الوهاب ؟:-
فكان ما أفجع الجيزاوي واصابه بجلطة هو شهادة محمد عبدالوهاب في قضية سرقة شادية لأغنيته
و الذى قال فيها عبد الوهاب : انه تعود على اقتباس جمل لحنية كاملة ونسبها لنفسه، رأى أن «ياللى من البحيرة وياللى من آخر الصعيد» مجرد نداء زى «يا أيها الناس».. لا يمكن نسبته لأحد..
وهذه الشهادة أصابت الجيزاوى بالاكتئاب.. و الجلطة التي ادت إلى شلل أقعده حتى يوم وفاته في ٢٢أبريل عام ١٩٨٣
– منولوجاته التي تغني بها :-
وكانت كالاتي :
تفضل قهوه
العرق سوس
آه يا نى يا بوى الفاكك والفكوك ـ
حفله السلام عليكم ـ
حفله أطاوع فى هواك
قلبى بلدياتي حاسب الفرامل
حسره عليه
خدك يا جميل
غنى يا ويكا على المزيكا
– اعماله السينمائية من الافلام التي شارك في ادوارها :-
واسمائها في سبيل الحصر كالتالي :
أنا الدكتور (1969)المتهم (1957)الوحش (1954)بنت الجيران (1954)دلونى يا ناس (1954)فالح ومحتاس (1954)الارض الطيبة (1954)انا الحب (1954)لسانك حصانك (1953)ارض الابطال (1953)ابن ذوات (1953)المقدر والمكتوب (1953)مجلس الإدارة (1953)حلال عليك (1952)الزهور الفاتنة (1952)المساكين (1952)اموال اليتامى (1952)خد الجميل (1951)خضرة والسندباد القبلى (1951)