“الشاطرة تغزل برجل حمار” مقولة تنطبق على مينا حكيم اسحق جريس، وهو صاحب التمثل الضخم للملاك ميخائيل والذى أثار إعجاب ورواد التواصل الإجتماعى بشكل كبير ، حتى ظن البعض أنه عمل فنى من خارج مصر .. وفى حوار خاص لـ “وطنى” مع فنان والذى ربما يتخطى عمله ما وُصف به بـ “مواقع التواصل” من إحترافية عالية ، فهو يستطيع الإبداع من “ولا شيء “، خاصة وأنه يتقن الرسم بالزيت ويجد الفن والإبداع في كل مكان يذهب إليه وفي كل مجال يرتاده.
قال لنا: ” يعتبر العمل في مجال الرسم والنحت قصة كفاح وتضحيات للوصول لهذا المستوى الذي أنا عليه الآن، وهو يرجع إلى العناية الإلهية التي منحتني العزيمة والإرادة التي تدفعني في الاستمرار في موهبتي وأصل للاحتراف في مجال الفن.”
وشرح لنا قائلًا: “كانت طفولتي في أرياف الصعيد بقرية الناصرية التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا ووالدي كان مزارع اسمه حكيم اسحق كنت أعمل معه في الحقل وبعد يوم العمل كنت أجمع الطمي أصنع بها أشكال مثل أواني المطبخ وأشكال الحيوانات وكل ماهو موجود في الطبيعة من حولي. وفي الصف الخامس الابتدائي شجعتني المدرسة المسؤولة فصرت أرسم كل اللوحات المتعلقة بمادة العلوم. وفي المرحلة الاعدادية كنت أقوم بأعمال نحت كتابة اللافتات، كما كنت أنحت صور مسيحية وآيات قرآنية على الخشب من أنواع الفيبر والموسكي والزان، وهو ماكان يعود عليّ بدخل جيد. ثم بدأت بنحت صور بارزة لأبواب الوحدات السكنية. ثم دخلت مدرسة ثانوية صناعية قسم زخرفة وإعلان.”
- لِمَ لم تلتحق بالثانوية العامة ثم كلية الفنون الجميلة؟
كنت اتمنى ذلك لكني لم أشأ الإلتحاق بالثانوية العامة لأني كنت أحب ممارسة هواياتي أكثر من الإستذكار.
وأكمل قائلًا : “بعد تخرجي في المدرسة الثانوية عملت كمساعد شيف لمدة 6 أشهر ثم شيف جارد مانجيه chef garde manger ، وكنت خلال عملي أنحت على القرع العسلي والبطيخ والزبد والفوم لعمل ديكورات البوفيه ، ثم انتقلت إلى مرحلة أخرى حيث تم قبولي في الجيش، لكن خلال فترة فترة تجنيدي لم أنس الفن فكنت أقوم بصنع جداريات من النحت البارز في وحدتي وكان أحيانًا يأتي ضباط من وحدات أخرى فيروا ما أصنع ويطلبوا مني أن أقوم بعمل جداريات في الوحدات التي يخدمون بها، فكنت أخرج مأموريات لتنفيذ تلك الجداريات بالوحدات المختلفة ، وبعد إتمامي مدة الخدمة العسكرية عدت إلى العمل الفندقي ووصلت إلى وظيفة فرست كوميه شيف first commis chef”. وفي عام 2014 صنعت تمثال لرئيس الملائكة ميخائيل بطول مترين ونصف المتر، في كنيسته بأكتوبر.”
- كيف نفذته؟
قمت بتصميم هيكل حديد له في البداية ثم عملت طبقة أولى من الرمل والأسمت وطبقة نهائية من الجبس والأسمنت الأبيض.
- ألم تواجه أي معوقات في عمل فني بهذه الضخامة؟
بلى، ففي البداية كانت هناك مشكلة في أني أعتمدت على صورة ذات بعد واحد، المشكلة الثانية كانت تتمثل في عدم وجود سقالات متينة، فكنت أقف أثناء تنفيذ التمثال على براميل أو أي شيء آخر ، لكن بشكل عام كان تنفيذ التمثال ليس صعبًا بالرغم من المجهود الذهني والوقت الطويل الذي تطلبه. كما إنني نفذته من خلال أدوات قمت أنا بصناعتها.
- لماذا؟
بحثت في الإنترنت عن أدوات نحت فوجدت العديد لكن كان هناك معوقات تحول دون شراءها فقررت صناعتها بنفسي.
- هل هذه أول مرة تصنع أدواتك بنفسك؟
لا، أول مرة كانت في العام 2012
- وكيف تحدد الأدوات التي تحتاجها؟
من خلال خبرتي وتجاربي في الأعمال الفنية.
- كيف ترى ردود فعل الناس تجاه أعمالك؟
أشكر الله أن تعبي أثمر بنتيجة أسعدت الناس، وأسعد لسعادتهم، فأنا مهتم بإسعاد الآخرين
وتمنى مينا أن يكون لديه ورشة لتصميم التماثيل واتيليه للرسومات بالألوان الزيتية ، مشيرًا إلى حبه للرسم بالألوان الزيتية كثيرًا، وبخاصةً الفن الإيطالي .. فسألناه: وهل تفضل طرازًاً محددًا في النحت؟
نعم، فبالنسبه للتماثيل أفضل التماثيل الرومانية