جورج سيدهم لم يكن مجرد فنان صاحب تجربة ثرية، بل كوميديان متفرد قدم العديد من الأدوار الكوميدية المتميزة،والدرامية أيضا إضافة إلى “الاسكتش”، والقدرة على الرقص، والغناء، بل هوصاحب تجربة إنسانية شديدة الثراء ومليئة بالمفارقات الميلودرامية، منح الملايين الضحكة والابتسامة، والكثير من الافيهات واللزمات , فلم تكن حياته سوي سلسلة من المعاناة،ورغم ذلك منحنا البهجة من خلال الأعمال المميزة التي قدمها على المسرح في “حواديت”و”طبيخ الملايكة”..
واستطاع “سيدهم” رسم البهجة في قلوب عشاقه وجماهيره وزملائه فكان آخر ظهور فني له منذ عدة سنوات في أحد الإعلانات، و ظهر الجميع بنفس ملابس الشخصيات التي قدموها في المسرحية وفي نفس الديكور الذي تم إعداده خصيصا من أجل لم شمل فريق العمل من جديد بعد سنوات طويلة.
واستطلعت وطني أراء عدد من النقاد والذى أكدو أن الفنان الراحل جورج سيدهم كانت لديه طاقة فنية كبيرة، لكنه لم يستغلها لصالحه فى الوصول إلى مرحلة النجومية، كونه لم يكن اجتماعياً، رغم أن الكوميديا التى قدّمها كانت تتماشى مع المزاج العام لقطاع كبير من المصريين، ولم يعتمد لحظة على كوميديا الإسفاف والابتذال، وجائت هكذا:
ماجدة موريس: ” نموذج المحب لفنه”
قالت ماجدة موريس الناقدة الفنية ل وطني إن جورج سيدهم صاحب أهم تجربة فنية منذ ان كان طالبا في كلية الزراعة بجامعة عين شمس وحبه للفن مثل باقي الفنانين، ثم بدء وقتها يفكر في الدخول لفريق مسرح الجامعة فكان شديد الإندماج مع باقي الفرق الفنية والتي اثمرت نتاجها في توسيع وتحسين دائرة معارفة مع مخرجين المسرح وقتها، واخراجه للاعمال الفنية والمسرحية لطلاب الجامعات بمصر وسطوع موهبته، وبعد تخرجة من الجامعة سافر في رحلة عمل إلى منطقة ابيس بمحافظة الإسكندرية , وانذاك صدر قرار تعيينة من القوى العاملة والتى لم تتجاوز قرابة عام, وعاد بعدها إلى القاهرة باحثا عن “المسرح”،وانضمامة إلى فرقة ثلاثي أضواء المسرح المكونه من” جورج سيدهم،سمير غانم،عادل نصيف”ويقرر بعدها نصيف إلى مغادرة الفرقة متوجها إلى الإسكندرية ودخول الضيف احمدبديل له في الفرقة ثم تنوعوا في عمل الاسكتشات نظرا لحبهم للفن اكثر منه كعملهم الاساسي في مطلع الستينيات.
والتقوا بعد ذلك المخرج المسؤل عن المنوعات احمد سالم والذي اثر بدوره في اعطاءهم الفرصة والظهور على شاشة التلفزيون , وكان من ضمنهم فرقة ثلاثي أضواءالمسرح، وعرضهم للاعمال البارعين فيها كتقديم الاسكتشات , ورويدا رويدا بدءت تعرفهم الجماهير وتستمع إلى ما يقدموه وقتها في ظل تربع جيل اخر من فنانون الكوميديا في بداية الثلاثينات والاربعينات والخمسينات كاسماعيل يسين ،نجيب الريحاني،عادل امام، ليبدءجورج في تقديم الأعمال المسرحية والتلفزيونية بعد وفاة احد اضلاع فرقة ثلاثي أضواءالمسرح الضيف أحمد واقتصارها على “جورج سيدهم وسمير غانم” فحينها توقفت الفرقة عن اداء اعمالها, ومن ثم بحث جورج عن عمل أخر وأستقر في النهاية على انتاج المسرحيات هو وسمير غانم , وجلبهم لاكتشاف مواهب جديدة في العمل من ابرزه مدلال عبد العزيز،و شيرين، وسعيد صالح، وكان بامكانهم الاندماج في اعمال درامية غير الكوميدية ليتوسع جورج بالظهور في المسلسلات والافلام بجانب الكوميدي البارع الفنان سمير غانم واشتراكهم سويا في الافلام.
ولكن اتجه سمير غانم الى التمثيل بالافلام السينمائية اكثر من الراحل جورج سيدهم والذي كان دائم التمسك بالاعمال المسرحية والانتاج لبعض الاعمال وعرضها خارج مصر, و بالرغم من تكاليفها الباهظه وتوقف نشاط فرقة ثلاثي أضواء المسرح. كان جورج سيدهم بمثابة المنتج والأب لعدد ضخم من جيلة في الوسط الفني وللشباب واستكمل مسيرتة نحو تمثيل الافلام والمسلسلات , لكن ظلت ملامح الكوميديا حاضرة في ذهنة هذا الوقت وتذكره لمسرحياتة وحبه للفن بشكل كبيرحتى بعد تعبه الشديد فجأة , وبعدها قرر التوقف عن عن العمل نهائياً في ما يقرب من25 عام، وقبلها حدث متغيرات على مستوى حياتة الشخصية ورفضة لفكرة الجواز لمدى ارتباطه بالفن وايمانه برسالته كما وصف هى الاقوى.
لكن قبل حدوث الازمة ارتبط وتزوج سيدهم من ليندا دكتورة صيدلانية, والمدهش أن طوال فترة مرضه وعلى مدار أكثر من 25 عام كان موجود بفكره وبحبة للفنانيين الكبار , وكانو يحتفلوا سويا بعيد ميلادة وقتها، فكان السبب وراء عدم ظهورة على البرامج هو ابتعاده عن أى لقاءات صحفية أو تلفزيونية اثناء فترة العمل, وبعد المرض فرحيلة كان مؤجل عن عالمنا لاكثر من 25 عام طريح المرض لا يتحرك , جالس على كرسي باربع عجلات مثلة مثل الفنانة التى رحلت ايضا عن عالمنا هذا العام نادية لطفي بعد صراع طويل ومعاناة مع المرض فكان فنانا وانسانا نموذج المحب لفنه والبار بنفسه وباصدقاءة ولكن خسرت مصر والوطن العربي انسان وفنان كبير ورائع اسمة “جورج سيدهم”.
حنان شومان: “جيل الشباب لم يعاصرو جورج سيدهم”
بينما اضافت حنان شومان الناقدة السينمائية أن جيل الشباب لم يعاصر الفنان الراحل جورج سيدهم ولم يعيشو معه أجمل واحلى وامتع أدواره الكوميدية في اعمالة الشهيرة طوال فترة الغياب بسبب مرضة, وكانت لدية زوجة شديدة الوفاء الدكتورة الصيدلانية ليندا، فكان أكثر موهبة عن زملائه من الوسط الفني خاصة الكوميدي , ثم توفى بعد ذلك الضيف أحمد أحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح بسن صغير واستمرار سمير غانم، لكن رغم ذلك عندما فصل جورج عن سمير فقد جناح هام من اجنحة فرقة ثلاثي أضواء المسرح, فهو كان يمثل “أحد أظرف الكوميديانات البدناء في السينما والمسرح، حضور وغناء ورقص وقدرة على أن يترك بصمة وعلامة في مشهد واحد.
رامي عبد الرازق: “الملاك الضاحك”
ويرى رامي عبد الرازق الناقد السينمائي في حديثه لوطني أن رحيل جورج سيدهم خسارة كبيرة للوسط الفني والكوميديا, فهو تخطي عقبات كثيره واجهته في الحياة لكن بالعزيمة والاصرار وحسه الفكاهي تجاوزها واستطاع سيدهم من خلال جسمة البدين في ذلك الوقت أن يعتمد فى استعراضاته البدانيه امام الكاميرا وعلى خشبة المسرح, ولكن سرعان ما تخلص منها, لكن ظلت فرقة ثلاثي أضواء المسرح يعملوا تحت ضغوط لفترات طويلة لتفاوت مستوى اجسامهم فالثلاثي المرح كانو ا يقفون بترتيب معين “سمير،جورج،الضيف”، مما جعلة امام الانظار يتوسط بين سمير غانم والضيف أحمد، وكان سمير غانم اكثرهم اعتمادا على الكوميديا الحركية ولكن يميل مزاج المشاهد المصري الي الفنانين الأكثر بدانة واستغلالهم له بشكل جيد واستمرارهم لعدة سنوات, وظهور جورج سيدهم مع الضيف احمد في”عروس النيل” انا ليه انا امتة انا ازاى , ودور جورج كمعلق رياضي في اونكل زيزو حبيبي, وذلك في مشهد مباراة كرة القدم واخر فى ملاكمة وأعمال اخرى كمراتي مدير عام، والبحث عن فضيحة.
وقال رامي أذا لم يصاب جورج سيدهم في مرحلة معينة من الزمن كانت ستختلف ادوارة وقتها ويبتعد عن الكوميديا وكنا سنراه في ادوار ميلودرامية وتراجيدية مؤثرة وفارقة على مستويات كثيرة في مرحلة ما بعد”الخمسين والستين”،بعكس سمير غانم في ادوار الميلودراما، شربات لوز فكان دورة رجل قرب على مفارقة الحياة، ولكن ظل يضحك اما جورج سيدهم كان سيكون له شكل اكثر تاثيرا من سمير غانم في الميلودرامية والتراجيدية ويحقق نجاحا مبهر.
فاذا لم يقعده المرض بالشكل المأسوى كنا سنشاهد جورج سيدهم في ادوار اكثر تنوع واختلاف، ومؤثرة تضاف إلى تاريخة وكنا سنتساءل هل هو هذا جورج سيدهم بتاع كوتموتو ياحلوة يابطة.
وأشار الى قيام أحد المؤلفين بعمل كتاب عنه سمى”الملاك الضاحك” في مهرجان القاهرة السينمائي فكان اخر ظهور له قبل عامين في اعلان عرض بشهر رمضان عام 2018 مع النجم سمير غانم مرتديا قميصة الأصفر الذى كان يرتدية قي المتزوجون، ولكن في النهاية احتجب جورج سيدهم عن الأضواء لمرضة وايضا الجيل اللاحق له كسمير صبري وسمير غانم وغياب ثقافة المعرفة لدى جيل الشباب فالبعض منهم لا يعلم اذا كان جورج سيدهم حاضر ام غائب، ونبة الى أن جورج كان أحد نجوم زمنة في اوائل الستينات مرورا بالسبعيناتوالتى كان وقتها عز فرقة ثلاثي أضواء المسرح وبقي متواجدا مع سمير غانم في مسرحيات موسيقى في الحى الشعبي،اهلا يادكتور،المتزوجون،واجيال كاملة من الشباب لم تعاصر الفنانالراحل حورج سيدهم.
عصام زكريا: “ثلاثي أضواء المسرح انفصلو في السينما”
ومن جانبة أكد عصام زكريا الناقد السينمائي أن الفنان الراحل جورج سيدهم كان له اسم كبير في عالم الفن وتربى عليه جيل واسع من الشباب في اوائل الخمسينيات والستينيات، وشهرته بفرقة ثلاثي أضواء المسرح مع سمير غانم والضيف , وتحقيقهم نجاح لافت في الافلام الذي شاركوا فيها وتقديم الاسكتشات المسرحية المسجلة في ماسبيرو زمان وقنوات الزمن القديم وغيرها، وقيامهم بعمل مسرحيات بعضها مسجل وعددا من الافلام, فكانوا فريق كوميدي ناجح وتبقى منهم سمير غانم وجورج سيدهم ومشاركتهم معا في عددا من الاعمال المسرحية الناجحة وانفصلوا عن بعضهم في السينما تحديدا بوفاة الضيف أحمد فكلا منهم شق طريق منفصل عن الثاني , ولم يحصل الراحل جورج سيدهم على بطولات منفردة، لكن كان له ادوار فكاهية ذات طابع مميز وتقديم نموذج مختلف من الكوميديانات وظهور بعض الفنانين الذين صارو على نفس نهج الفنان الراحل جورج سيدهم فنرى الممثل الشاب الحالي إدوارد صاحب القوى البدنية والوسيم وخفيف الظل وغيرهم , وعمل أفلام أخرى جسد فيها ادوار مغايرة كوميدية جيدة الى أن أصاب بجلطة توقف بعدها عن العمل وكان لجورج سيدهم أدوار دراما تميز بها لما يتمتع من موهبة وقبولة أمام عدسة الكاميرا, فلا يحتاج الى بذل جهد ضخم كي يرسم البهجة على وجوة محبيه من الجماهير التى تشاهدة على الشاشة.