من قراءات يوم أحد السامرية من الصوم الكبير:
“أجاب يسوع وقال لها:«كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة ابدية».” (يو ٤: ١٣، ١٤)
واليوم تقدِّم لنا الكنيسة لقاء المرأة السامرية مع السيد المسيح كنموذج للقاء كل إنسان مع المسيح .. حيث يتميَّز إنجيل القديس يوحنا بإظهار العلاقة الشخصية بين الإنسان والسيد المسيح، أيّاً كان هذا الإنسان: يهودي- أُممي – خاطئ – معلِّم الناموس – رجل – امرأة .. فلا نسمع الكثير عن الكرازة الجماهيرية في إنجيل القديس يوحنا مثل الموعظة على الجبل التي جاء ذكرها في إنجيل القديس متى وإنجيل القديس لوقا.
فالقديس يوحنا يهتم بتقديم نماذج لأفراد تلامسوا مع السيد المسيح، فعرفوا أنه المسيح مخلِّص العالم .. إبن الله .. ليس عن طريق النبوَّات والناموس والأنبياء، بل عن طريق اختبارهم الشخصي مع المسيح؛ إذ غفر خطاياهم، شفى مرضاهم .. فاكتشفوا محبته لهم شخصياً، وبعد ذلك ذهبوا يكرزون بما رأوه وسمعوه وشاهدوه بعيونهم ولمسته أيديهم من جهة كلمة الحياة.