آثار انتشار فيروس كورونا حالة من الفزع والهلع في أنحاء العالم، وألقي بظلاله أيضاً على الأجواء داخل الكنيسة مما دفع بعض الكنائس إلى إلغاء الصلاة فيها، كما طالب بعض الأقباط في داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بضرورة الاستغناء عن ملعقة (الماستير) وهي ملعقة واحدة تستخدم لمناولة الجميع.
إن طبيعة طقس التناول لا خلاف عليه لكن بعض وسائل التناول، ومنها الماستير ليس سر ولا جوهر إيمان ويجب التخلي عنها نهائياً لأنها بعيداً عن فيروس كورونا ممكن تسبب عدوى وفي طرق بديلة للتناول صحياً أفضل ومنها غمس القربان فى عصير الكرمة، وهو أمر متداول ومعروف ويتم استخدامه في أثناء مناولة المرضى خارج الكنيسة، وهناك كنائس قبطية في بعض الدول الأوروبية لا تستخدم (الماستير).
وعلى الرغم من أن الأدوات الطقسية التي تستخدم في التناول طقوس عملها البشر ، وليست عقائدية إلا أن المطالبين بتغيير بعض وسائل التناول نالوا قدرًا كبيرًا من الهجوم الغير مبرر حيث أتهمهم البعض بأنهم «ضعاف الإيمان» وذلك لعدم ثقتهم بأن حماية الله للجميع ، بالقياس نتساءل لماذا يتم حد الإيمان والعقيدة في أمور شكلية؟! يستخدمها البعض كنوع من التشدد المغالاة لإثبات أنهم حراس الأمور الطقسية والباقين في نظرهم ضد الكنيسة والطقس.
جدير بالذكر أن هناك الخلط بين ( قيمة جسد ودم المسيح) والجميع يعلم بقيمة ذلك تماماً وبين (الأدوات الطقسية التي تستخدم في التناول) بالتأكيد يمكن تغييرها لأنها طقوس عملها بشر وبتطور حسب متطلبات وظروف العصر.
وفي تقديري أن تغيير بعض الوسئل المستخدمة في التناول أمر عادي وبسيط للغاية وليس مخالف للعقيدة ، وهو أمر معروف ومسموح به ولَم يكن شىء جديد داخل الكنيسة القبطية في ظروف معينة وفِي بعض كنائسنا خارج مصر يتم تطبيقه، إذن لماذا لا يتم تغيير الوسائل التي تندرج تحت الاحتياجات الرعوية وفقاً لمنطق الأشياء وحفاظاً على صحة الإنسان لضمان عدم انتشار العدوى، ومثل هذه الأمور لا تحتاج إلى المجمع المقدس لتغييرها.
ونهيب الجميع بالبعد عن الخلافات والصراعات والانقسامات وعدم التحزب داخل الكنيسة، والحرص على مصلحة الكنيسة ليتسنى لها القيام بدورها بقوة وفاعلية لخدمة الإنسان. حفظ الله الجميع من كل شر ومكروه.