– جراحو القلب المصريون يتحدثون عنه بعيون متخصصة
– سيدة تروي قصة إنقاذ حياة طفلتها
– أحد تلاميذه يروي لـ”وطني” كواليس العمل معه في غرفة العمليات
– “يعقوب” يدعو “مدبولي” لوضع حجر أساس مركز القلب الجديد.. و”عبد العال” يطالب بإعفاء المركز من كافة المستحقات
– زراعة قلب تدخله موسوعة جينيس ومطالبات لترشحه لجائزة نوبل
……………………………………………….
حلماً راوده منذ السابعة من عمره أنا يصبح طبيبًا متخصصًا في جرحات القلب، وذلك بعد فراقه لعمته التي توفيت في سن صغير بسبب مشكلة بالقلب، وقد رأى حزن أبيه عليها، فقضي عمره بحثا عن الهدف ولم يكتفِ به فقط بل فاقه بمراحل ليصبح “ملك القلوب”.. إنه السير مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي.. الذي كان حديث العالم أجمع خلال الأيام القليلة الماضية وذلك عقب تكريمه من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبعد جمع تبرعات خلال حفل تكريم «صنّاع الأمل» في دبي، بقيمة 360 مليون جنيه مصري (8.17 مليون دولار)، لصالح بناء مركز مجدي يعقوب العالمي لجراحات وأبحاث القلب، بمدينة السادس من أكتوبر، كامتداد لمركز القلب في أسوان، حيث تصل تكلفة إقامته وتجهيزه إلى نحو 4 مليارات جنيه، ويهدف إلى إجراء عدد كبير من العمليات سنوياً بالمجان، يكون للأطفال نصيب أكبر منها.
وشهد الحفل تقديم مساهمات من عدد من رجال الأعمال والشركات لدعم إنشاء وتجهيز المستشفى، كما تبرع الفنان أحمد حلمي بمليون جنيه مصري، فيما أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، تقديم مساهمة لدعم المستشفى تساوي إجمالي مساهمات رواد الأمل من رجال الأعمال.
يشار إلى أن مبادرة صنّاع الأمل أطلقت عام 2017، كأكبر مبادرة عربية تهدف إلى تكريم البرامج والمشاريع والمبادرات الإنسانية والمجتمعية التي يسعى أصحابها من خلالها إلى مساعدة الآخرين دون مقابل، واستقبلت المبادرة في دورتها الثالثة أكثر من 92 ألف مشاركة من كافة أرجاء العالم العربي، بالمقارنة مع 87 ألف مشاركة في دورة عام 2018، و65 ألف مشاركة في الدورة الأولى في عام 2017.
حجر الأساس
وبعد التكريم التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمكتبه في مقر مجلس الوزراء، الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب المصري العالمي، يرافقه الدكتور مجدي إسحاق الرئيس التنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب لجراحات القلب، والدكتور محمد غنيم أستاذ زراعة الكلى. وحرص الدكتور مجدي يعقوب، خلال اللقاء، على دعوة رئيس مجلس الوزراء لوضع حجر أساس مركز مجدي يعقوب الجديد .
ومن جهته طالب رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبد العال، الحكومة بإعفاء مركز مجدي يعقوب للقلب الجديد من كافة المستحقات، لاسيما وأنه يقدم خدمة مجانية وخدمات لطبقات فقيرة في المجتمع.
كما طالب بضرورة تسهيل جميع الإجراءات التي يحتاجها المركز، وذلك خلال الجلسة العامة بمجلس النواب المخصصه لمناقشة مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون البناء الصادر بالقانون رقم 119 لسنة 2008 .
مجدي يعقوب بعيون جراحي القلب
أعرب الأستاذ الدكتور محمد أسامة، عميد المعهد القومي للقلب، عن تفاؤله بإنشاء مركز الدكتور مجدي يعقوب الجديد لأنه سيسهم بشكل كبير في التخفيف عن المرضى ويقلل من قوائم الانتظار بمعهد القلب، كما أكد على التواصل والتعاون الدائم بين معهد القلب والدكتور مجدي يعقوب حيث أن أغلب الأطباء العاملين بمؤسسة مجدي يعقوب في أسوان هم أبناء معهد القلب وتم أنتدابهم للمركز.
وأكد الدكتور وائل الشحات، استشاري جراحة القلب بالمعهد القومي للقلب، على أن أهم إنجازات الدكتور مجدي يعقوب الطبية، هي أنه يعد من أكثر الأطباء الذين أجروا عمليات زراعة القلب بنجاح منذ عام 1980 إلى 1990 في إنجلترا، وأنه استطاع تسجيل عمليات باسمه في كتوسيع وتمدد شريان الأورطة، وكذلك أشاد بدوره في تطوير عمليات العيوب الخلقية المعقدة.
كما أشار إلى عظم ما أنجزه في تأسيس مؤسسة مجدي يعقوب بأسون، حيث أنها تقدم خدمة غاية في الروعة، خصوصا في حالات العيوب الخلقية للأطفال بلا مقابل مادي، مضيفا أن هذه الصرح يخدم كل أهل مصر كبارا وصغارا، وخصوصا أهل الصعيد لإجراء العمليات المعقدة والحرجة التي تحتاج فترة عناية طويلة بعد العملية، مما يصعب أن يجد المريض مكانا له بسهولة في ظل قوائم الانتظار الطويلة الموجودة بالمستشفيات الحكومية، كما يصعب على المواطن البسيط إجراءها على نفقته .
وعن رؤية شباب أطباء القلب لسر نجاح الدكتور مجدي يعقوب قال الدكتور أندرو صالح، نائب جراحات القلب بمستشفى معهد ناصر، أن أهم يميز الدكتور مجدي يعقوب هو تواضعه وتعامله مع كل مريض ليس لكون حالة أو رقم في كشف بل لكونه إنسان يحتاج للمساعدة ويجب أن تحترم آداميته، مشيرًا إلى أن الدكتور مجدي يعقوب يشبه قلبه قلوب الأطفال، حيث يتعامل مع كل العاملين معه بكل الحب، ودائما يسعى بكل جهد لكي يسلم كل خبراته للجيل الجديد من أطباء القلب لكي يحملون هم الراية بعده.
كما أضاف الدكتور أندرو، أن أكثر شئ استطاع أن يصل بالدكتور مجدي يعقوب إلى كل هذا النجاح هو أنه دؤبًا جدًا في مجال البحث العلمي حيث استطاع للوصول إلى أفاق جديدة في جرحات القلب لإجاد حلول أسرع وأفضل لكل حالة، وخصوصًا في مجال زراعة القلب، سواء عن طريق نقل قلب شخص متوفي أو عن طريق تخليق قلب محاكي لقلب الإنسان وتزويده بخلايا من قلب المريض وخلايا جزعية منه. مؤكدًا أن ما يسهم في وصول أي طبيب إلى التميز هو البحث المتواصل والخضوع للتدريب على أيدي اساتذة مجاله، وأن يعلم أن كل عملية جراحية يجريها مع أستاذة خلفها فكرة يجب معرفتها وإتقانها متمثلا بأيقونة جرحات القلب في مصر والعالم الدكتور مجدي يعقوب.
كواليس من داخل غرفة العمليات
وأشار الدكتور “م . ج”، أحد أعضاء الفريق الطبي الذي عمل لفترة طويلة مع الدكتور مجدي يعقوب بمركز أسوان، أن الدكتور مجدي يعقوب يمتاز بالعمل في هدوء داخل غرفة العمليات ويهتم بكل تفاصيل المريض قبل إجراء العملية وأثناءها، وبعدها، كما يهتم بشكل خاص بالتعامل بلطف مع أهل المريض حيث يخرج بنفسه بعد انتهاء العملية للتحدث معهم لطمئنتهم، و إذا لزم الأمر أثناء العملية يخرج ليطلع أهل المريض بمعلومة معينة بكل دقة وتفصيل، كما أنه لا يجامل أحد أثناء ترتيبه قائمة الحالات التي تحتاج تدخل جراحي سريع بل يشفق على المتعب حسب درجة خطورة حالته، ويسعى جاهدا للتدخل لإنقذ حياته خصوصا الحالات التي لا تجرى سوى بمركز مجدي يعقوب بأسوان .
وأضاف أن الدكتور مجدي يحرص على التعامل مع فريق الأطباء بكل محبة ويسعى أن يكسبهم كل خبراته، كما يهتم بفريق التمريض كأنهم أبناؤه فإذا مرض أحدهم يذهب لزيارته، مؤكدًا على احتراف الدكتور مجدي بشكل أساسي لجرحات القلب التي يكون بها تضخم أو ضعف بعضلة القلب وتحتاج لتركيب جهاز مساعد .
شاهد عيان
وروت والدة ناتاليا نبيل نصحي، إحدى الأطفال التي أجرى لهم الدكتور مجدي يعقوب عملية ثقب بين الأذنين، بمركز أسوان، أنها لاحظت أن طفلتها بعد الولادة لا تبكي كثيرا وتفضل النوم طوال الوقت ولا ترغب في الرضاعة، مما دفعها بعد أسبوعين من الولادة لعرضها على طبيب الأطفال بإحدى مستشفيات الإسكندرية، حيث تعيش الأسرة، والذي بدوره نوه من خلال كشفه بالسماعة لوجود مشكلة بقلب الطفلة، وبعد التحقق من الأمر أرسل والد الطفلة بيانتها لمركز مجدي يعقوب بأسوان، وأضافت قائلة: ذهبنا للمركز وتم إجراء كل الفحوصات لمعرفة حالة الطفلة على وجه الدقة ثم ظللنا نتردد على المركز للمتابعة وأخذ بعض الأدوية التي جعلت الثقب يضيق ولكن في أحدى الزيارات للمركز وبعد إجراء منظار تقرر إجراء الجراحة لأن اتساع الثقب توقف عند حد معين كما تسبب في حدوث مشاكل لشريان بالقلب، وبالفعل قام الدكتور مجدي يعقوب بنفسه بإجراء عملية قلب مفتوح للطفلة بنجاح وأنهى المشكلة التي كانت تعاني منها الطفلة بالرغم من معرفتنا السابقة بأن هذه العملية تجرى على ثلاث مراحل، كما حرص الدكتور مجدي بعد العملية على متابعة الطفلة وجميع الأطفال الذين بالعناية المركزة ليطمئن على حالتهم في هدوء تام، ويسير بينهم مثل الملاك، كما يصافح أهالي الأطفال لطمئنتهم .
وأضافت أنها بعد دخول المركز وتعاملها مع العاملين به شعرت أنها بمستشفى خارج مصر حيث أشادت بمستوى التعامل الراقي والأدمي، والاعتناء ليس فقط بالمريض صحيا ونفسيا بل بأهله أيضا، مؤكدة على أهتمام العاملين بالمستشفى بأقل التفاصيل . وأشارت إلى أنها لم تنفق أي شيء لإجراء هذه العملية لأبنتها وطوال إقامتها بالمستشفى حتى على سبيل الإكراميات للعاملين، في المقابل ذكرت والدة الطفلة أن تكلفة هذه العملية في إحدى المستشفيات الخاصة تقدر ب 250 ألف جنيه.
سنوات من الإنجازات
يذكر أن مجدي حبيب يعقوب ولد في محافظة الشرقية في 16 نوفمبر 1935، وأكمل دراسته للطب في جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لاستكمال تعليمه، وحصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كلاً من جامعة برونيل وجامعة كارديف وجامعة لوفبرا وجامعة ميدلسكس (جامعات بريطانية) وكذلك من جامعة لوند بالسويد وله كراس شرفية في جامعة لاهور بباكستان وجامعة سيينا بإيطاليا، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966 ويطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب ملك القلوب عمل “يعقوب” طبيبا في مستشفة الصدر بلندن، وكان ذلك عام 1962، وبعدها انتقل إلى مستشفى هارفيلد، ثم عمل مديرا لقسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992، وعُين في عام 1986، أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة.
مسيرته الطبية حافلة بالإنجازات، فقد اهتم منذ البداية بتقنيات عمليات نقل القلب، وأجرى العديد من العمليات للكثير من المشاهير، وفي عام في عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005، وفي عام 1983، أجرى عملية زرع قلب أخرى دخل بسببها موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول وذلك لمدة 33 عام حتى توفى جون في 2016، وعندما أصبح في سن الـ65 من عمره، اعتزل العمليات الجراحية، ولكن في عام 2006، عاد ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، وكان الأمر يتطلب إزالة القلب الذي كان قد زرعه مجدي يعقوب بنفسه في عملية سابقة، كما قاد فريقا علميا لتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، الأمر الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعياً في غضون ثلاثة أعوام، ونجحوا في استخراج الخلايا الجذعية من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذة الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمتر.
أنشأ “يعقوب” مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان، عام 2009، والذي يزوره كل فترة يجري خلالها العديد من عمليات القلب المفتوح بالمجان، وحصل عام 2011، على وسام قلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أقيم على شرفه، كما توجد مطالبات حاليا لترشيحه للحصول على جرائزة نوبل .