في الوقت الذي تسعى الدولة المصرية، لمكافحة فيروس كورونا واتخذت عدة إجراءات احترازية لحصار الفيروس الذي تفشى في العالم، ومنحت المدارس والجامعات وعدد من المؤسسات إجازة وقررت غلق كافة المحلات والمطاعم والمقاهي في السابعة مساءً وحتى السادسة صباحًا، و طالبت في حملات كبيرة، أن يلتزم الجميع بالمنازل، خرج البعض إلى شوارع الإسكندرية في مسيرة ليلية للتظاهر ضد فيروس كورونا في مشهد صادم للجميع.
فلم يتصور أحد أن يتحول دعاء المصريين والتكبير من نوافذ منازلهم بالإسكندرية، إلى خروج ومسيرة تجول شوارعها لترديد الهتافات والتكبير “الله أكبر”، وكأن فيروس كورونا شخص يهدفون لإسقاطه، في مشهد تحول لسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وسخر البعض، قائلين لهم :”أيه يا جدعان طيب مش هتحرقوا علم كورونا، طيب يا جماعة أنتم لازم تقاطعوا منتجاتها”، وآخرين سخروا منهم :”طيب يا جماعة إزاى بتدعوا عليها وهي ماشية معكم ومبسوطة”، وآخرين:”والله اللي الواجب اللي أنتم عملتوه مع كورونا ما في حد في العالم عمله من استقبالها بالأحضان”.
وسخر آخر :”لا يا جماعة إحنا كده بعون الله هنلاعب إيطاليا في النهائي على كأس كورونا.. الله يسامحكم”، وسخر آخر :”خلاص يا حكومة إجراءات أيه وبتاع أيه إحنا ضيعنا إنشاءلله”، وكتب آخر:” زواج كورونا منا باطل باطل”، وقال آخر :”قولوا للعالم كفاية أبحاث وسهر إحنا هزمنا كورونا، وبلغوا الشعب الإيطالي ينزل مظاهرات كورونا هتهرب”.
كانت السخرية رد فعل على بعض المواطنين الذين لم يجدوا سوى الدروشة لهزيمة كوورنا ما بين البحث عن شعرة في الكتب الدينية حسب الرؤية وإيجادها وشربها في مياه، وبالتالي لن تقترب كورونا منك، وما بين شعب ذهب يحارب فيروس بالدعاء عليه في مسيرة بشوارع الأسكندرية والتكبير وكأنه يطالب بتحرير فلسطين دون وعي أن ما فعله ربما يكون سبب في انتشار الفيروس إذا كان هناك احد المصابين معهم، ليغيب العقل، وتحل الشعوذة والجهل في مقاومة فيروس عجزت عن كل دول العالم عن محاربته، وكأن الله لن يستجيب للدعاء سوى بالنزول في مسيرة للشارع، في مخالفة صريحة لقرار الدولة بأن يلزم المواطنين منازلهم لمنع تفشي الفيروس، ومخالفة لقرار المؤسسات الدينية أن تصلي داخل المنازل كما تشاء، وتتبع تعليمات الدولة .