لم نسمع أبداً عن إبليس أنه ألقى سلاحه فى حربه مع الإنسان لحظة واحدة بل يستغل كل فرصة حتى فى أقدس الأوقات. يعنى هل يحاربنى عندما أقف للصلاة؟! طبعاً، هل تراه يتركك تنال النعمة وتجد العون فى حينه دون أن يرمى سهام حيله الردية؟
وهل يحاربنى وأنا متناول جسد الرب ودمه؟ بالتأكيد، هل تظنه أنه سيسلم بالهزيمة بسهولة؟
أليس هذا ما حدث مع إيليا النبى فى أعظم لحظات حياته على الأرض يوم أن قدم الذبيحة ثم دعا الرب أمام بنى إسرائيل فنزلت النار من السماء وأكلت الذبيحة. فى أقدس الأوقات كهذه يرسل الشيطان تهديده بالقتل إلى إيليا من خلال ايزابل وبكل أسف أدخل اليأس والإحباط إلى قلب هذا الرجل الشجاع فهرب من وجه ايزابل خائراً فساندته النعمة الإلهية حتى أنه سار بأكلة واحدة أربعين يوماً.
يحارب فى أقدس اللحظات وفى أقدس الأماكن “حتى أنه يجلس فى هيكل الله كإله مظهراً نفسه أنه إله” ( ٢تس٤:٢) .
ولا ييأس أبداً من مقاتلة المنتصرين الأقوياء مكتوب عن الخطية “طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء” (ام٢٦:٧ )
نعرف أنه لا يكل ولا يمل من الحرب على أولاد الله لذلك فإن فكر الإنجيل وتعليمه هو الثبات فى الجهاد “أنا لست أحسب نفسى أنى قد أدركت ولكنى أفعل شيئاً واحداً إذ أنا أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام” ( فى١٣:٣)
“ما وراء”.. يقصد بها القديس بولس ليس الخطايا إنما ما حققته وانجزته فى حياتى الروحية ساعياً نحو المزيد.
برغم هزيمة إبليس مرات كثيرة فإن حربه لا تنتهى ويظل بلا يأس حتى أخر أنفاس الإنسان، ومعرفة ذلك مهم لنا جداً فى طريق جهادنا لكى لا نيأس، “لأننا لا نجهل أفكاره” (٢كو١١:٢ ) فهو إن هزم فى موقعة يعيد الكرة مرة بل ومرات، كما عمل مع الرب يسوع فى أكثر من تجربة وبعد الهزيمة لا يخجل بل يقول الكتاب انه “فارقه إلى حين” يعنى ينتظر الفرصة ليضرب مرة أخرى وهذا يدفعنا إلى التمسك بإقرار الرجاء “لأن الذين معنا اكثر من الذين معهم” (٢مل١٦:٦ ).