وربما يقصد صاحب السؤال كيف نساعد اولادنا على اختيار زوجه وتأسيس بيت (كنيسه) جديده .
وربما يكون الخطوه الاولى فى الاجابه على هذا السؤال هو كيف نربى اولادنا؟
بالتأمل فى الكتاب المقدس نجد انه احيانا يخطئ الوالدين فى تربيه اولادهم فينشأون وهم لا يدرون على مجموعه من العقد التى لا تنفك ولا تحل ولو بمرور الزمن . انظر مثلاً اسحق اب الاباء كان لديه ولدين عيسو ويعقوب لكن اسحق كان يميل الى عيسو وكانت رفقه الام تميل الى يعقوب اكثر .
انظر مثلاً داود النبى كان بيته ورشه عمل – اذ كان متزوجاً من عده نساء وله اولاد عديده – فرغم انه كان رجل مزامير الا ان اولاده لم يحسن تربيتهم .
فأمنون يعتدى على ثامار اخته – ويقوم ابشالوم فيقتل أمنون ثم يعمل ثوره ضد ابيه محاولا قتله واخذ المملكه .. ولماذا نذهب بعيدا قل لى يا اخى ما هو الحال او كيف كان الحال مع اولاد صموئيل النبى – لقد كان اولاده مرتشين – لذلك لم يختارهم الرب فى سلك الكهنوت (1صم 8).
لذلك من اسس الارتباط السليم ان نربى اولادنا فى مخافه الرب فلا نميز بين كبير وصغير – ولا بين ولد وبنت خصوصاً فى موضوع الميراث الذى يسبب خلافات جذريه لا يحلها حتى الموت .
لقد كانت مشكله اولاد يعقوب ان قلب يعقوب كان يميل لمحبة يوسف ابنه ربما لان طباعه كانت محموده عن سائر اخوته لكن ان يميز الاب او الام فى محبته بين اولاده يسبب لهم عقدا لا تحلها الايام – وقد تكون هذه العقد هى السبب الاول فى انحراف الابناء – نعم لا نقسو عليهم – ولا ندللهم – ولا ندع مجالا لدخول عوامل التفرقه بين الاولاد .. ولماذا نذهب بعيدا الم يكن عالى الكاهن كاهناً لكنه اساء فى تربيه اولاده اذ دللهم اكثر من اللازم حتى انهم كانوا يزنون فى هيكل الله المقدس لذلك كان عقاب عالى الكاهن انه قطمت رقبته ..
ويقول الحكيم ان اردت ان تربى ابنك تربيه حسنه فابدأ فى تربيته قبل ان يولد ب 20سنه نساعد اولادنا على الارتباط حينما تكون سيره الوالدين سيره طيبه. جميل جدا ان نسمع عن فلان او فلانه انه ولد من ابوين تقيين كيوحنا المعمدان .. فهذا يشجع الاخرين على الارتباط بالاسره ذات الصيت الحسن – وعكس هذا تخيل ان هناك عريس متقدم لابنتك ووالده فى السجن .. وجريمته مخله بالشرف او الامانه – ولما كانت المحبه لا تظن السوء .. لكن هناك مثل يقول ابعد عن الشر .. وريح دماغك .. اذا قد يتسبب الاهل دون اراده فى افشال زيجات اولادهم احيانا .. مطلوب ان نربى اولادنا فى مخافه الله – وان يكون الوالدين حسنى السيره والسلوك – ومسيحيين حقيقيين لكى يتدخل الله فى الاختيار الحسن.
من المهم جدا جدا الصلاه .. قبل واثناء وبعد التفكير فى الارتباط – فاليعازر الدمشقى حينما طلب منه ان يختار زوجه لسيده اسحق كانت الصلاه هى الباب الذى طرقه ليعمل الله معه – ونجح فى خطته ..
ايها الاباء – لاتغيظوا اولادكم – لئلا يفشلوا ازرعوا فى اولادكم حب الخير وحب الفضيله ويكونون ذوى مبادئ لان ذلك هو الباقى –
شاركوا اولادكم فى اتخاذ القرار – ان المثل يقول ان كبر ابنك خاويه اى اتخذه اخاً لك .. شاركه الافراح والمشاكل ودربه وراقبه من بعيد كيف يحل مشاكله. لا تدلـله فينشأ غير قادر على تحمل المسئوليه، ولا تعنفه او تنهره فيظل طفل ( عيل ) فى نظرك العمر كله .. فمن حقه ان تجعله يسترجل عن طريق ان تدربه على سلوك الرجال .. وليس التهور .
التهور يتعارض مع الاخلاق – فيقول الكتاب عن عيسو أنه كان مستبيحا يعنى مستهترا لا يقدر ولا يحترم المسئوليه لكن الرجوله هى احتمال المسئوليه وتقدير المواقف فى نطاق الاخلاق وليس تصدير المشاكل الى الاخرين او توريط الاخرين لينجو الانسان بنفسه ..
لابد ان يكون من حق الاولاد اتخاذ قراراتهم المصيريه .. والتى تتناسب مع ميولهم ورغباتهم فليس من الحكمه ان نقهر ابناءنا .. انت طبيب وعندك عياده ومستشفى لكن ميول ابنك هندسه .. لاتقهره، بل اجعله حسب ارادته يسلك لكى يجد ذاته .. ونفسه ويحقق احلامه.
قد يريد ابنك طريق الرهبنه .. لا تقاومه، لاتعانده، لاتقهره بحجه ان “الطين مين هياخذ باله منه او يرعاه؟”
قد يريد ابنك ان يهاجر الى بلد ما ناقش معه الموضوع .. ان اقنعته لصالحه وليس لصالحك .. يبقى ممتاز. لكن ان اقنعك فبارك قراراته .. لا تكن انانياً ولا تحطم اولادك لكى تعيش انت .
كل ما هو مطلوب منك ان يكون قرار ابنك فى نطاق شرع ووصيه الله
هل الجمال هو اساس الاختيار ؟ يقول الكتاب ان الحسن غش والجمال باطل اما المرأه المتقيه الرب فهى تمدح. هل يدوم الجمال؟ اليس الزمن يطيح بالجمال، اليس المرض يطيح بالجمال؟ الحكيم يبنى حياته على الصخر اى الجوهر وليس على المطهر لانه زائل.
هل المال هو اساس الاختيار ؟ وهل كل الاغنياء سعداء؟ فالغنى الحقيقى هو شبع النفس من الداخل. لذلك يوصى الكتاب ويقول ان النفس الشبعانه تدوس العسل. كان هيرودس متزوجاً ومع هذا أشتهى زوجه اخيه، فالعين لا تشبع من النظر والاذن لا تشبع من الكلام اما القناعه واتضاع النفس فهى الثروه الحقيقيه.