* توفير المطهرات والمنظفات وأدوات التعقيم من كحول وكلور وكمامات وجوانتيات
* أهالي زرايب 15 مايو يطالبون بسرعة دعم الحكومة
علي الرغم من اتخاذ الحكومة المصرية إجراءات احترازية لمواجهة وحصر فيروس كورونا باحترافية شديدة وتنسيق غير مسبوق بين كافة قطاعات وأجهزة الدولة.. إلا أن سلوكيات بعض المواطنين في القري والنجوع والكفور والعشوائيات باتت مصدرا للتخوف من انتشار كورونا خاصة في التجمعات والنجوع والأسواق الشعبية في المناطق العشوائية.. في هذا التحقيق نريد أن نلقي الضوء علي مصدر آخر للتخوف ألا وهو المناطق الموبوءة والعاملون بها أي المناطق التي تشتهر بأنها تعد تجمعات لفرز وتجميع القمامة والنفايات المنزلية وغيرها أو ما يطلق عليها بـالزرايب وهذه أعدادها كبيرة والعاملون فيها يعدون بالآلاف.. وهنا مع اتخاذ الحكومة للتدابير والإجراءات الاحترازية علي كافة المستويات خاصة الإجراءات الوقائية المتعلقة بالتعقيم والتطهير, فماذا عن هؤلاء؟, وكيف تتعامل الحكومة معهم وتشملهم بالحماية من فيروس كورونا المستجد؟, وفي هذا التحقيق لا نتغافل أيضا عن ساكني المناطق العشوائية وغير المنظمة وكيف تصلهم حملات التوعية وكيف يتم التعامل مع عشوائية بعض الفئات وزيادة التوعية, وما دور الأحزاب لتوعية هؤلاء؟ وما الإجراءات التي تتبع في حال تعرض جامعي القمامة, وإعادة التدوير, أو عمال المعالجة وكذلك الجمع والنقل, لمخاطر فيرسو كورونا بسبب سهولة الإصابة به وسرعة انتشاره وانتقاله عبر الهواء والملامسة المباشرة للأجسام الملوثة, وبسبب صمود وبقاء الفيروسات علي الأسطح الصلبة لساعات طوال وحتي لعدة أيام كما ذكرت بعض الدراسات العلمية.
إمداد عمال النظافة بالمطهرات
فيما يتعلق بالتعامل مع المناطق الموبوءة وجامعي القمامة بالأحياء أكد حسام فوزي, نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية: نعمل علي عدد من المحاور, حيث يتم إمداد عمال النظافة من قفازات وأقنعة واقية ومطهرات والتنبيه بغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون وتعقيمها, وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني والشركات, بالإضافة إلي أن أي شخص من عمال النظافة تظهر عليه أي أعراض يتم تحويله لمستشفي صدر العباسية أو مستشفي حلوان, فضلا عن منح الإجازات لمرضي الأمراض المزمنة كالسكر والضغط وغيرها من الأمراض.
وأضاف الدكتور فوزي: نقوم بحملات عامة لتطهير المواصلات العامة والخاصة وتطهير ورش شوارع الأحياء, وذلك لمواجهة فيروس كورونا والمرور علي الصيدليات, للتأكد من توافر مستلزمات الوقاية والمطهرات وكل أدوات التعقيم لمواجهة فيروس كورونا, مشددا علي الألتزام بالأسعار المقررة دون مغالاة, مؤكدا ضرورة اتباع كافة الإجراءات الاحترازية لعمال النظافة خلال أعمال التطهير, والإلتزام بتعليمات وإرشادات الوقاية, في إطار الحرص علي سلامة عمال النظافة وضمان توفير كافة أدوات السلامة من كمامات وقفازات ومطهرات.
مليون عامل بالقاهرة الكبري
وفيما يتعلق بعمال جامعي القمامة قال شحاتة المقدس نقيب الزبالين: إن جامعي القمامة في أعمالهم لتنظيف الشوارع, وأن هناك 6 مناطق للزبالين بالقاهرة الكبري, هي: أرض اللواء ـ المحور, منشية ناصر بجبل المقطم, والوحدة الوطنية وسجن طرة وحلوان خلف مدافن مايو, فضلا عن البراجيل بإمبابة, وكذلك الخصوص, حيث يتم جمع حوالي 16 ألف طن من المخلفات الصلبة من المنازل بشكل يومي, مطالبا الحكومة بصرف أدوات وقاية للزبالين خلال عملهم للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وقال المقدس: كنا واخدين الموضوع في الأول باستهتار, لكن وجدنا الموضوع أصبح جدا, فمهمتنا بمثابة أمن قومي ويجب أن نخضع لتعليمات الدولة في اتباع الإجراءات الوقائية, ومستمرون في رفع القمامة حتي لو تم عزل جميع المواطنين, لأنها ممكن تكون مصدر لنقل الفيروس, مشددا علي ضرورة توفير جوانتيات وكمامات وأحذية طويلة للعاملين في جمع القمامة, ومطالبا السكان بوضع الزبالة خارج الشقة حتي لا يختلطوا بالعامل قائلا: لا نريد اختلاطا بالمواطن حتي لا يتهم عامل جمع القمامة بنقل الفيروس. وقال: إن عدد جامعي القمامة في منطقة زرايب مايو يصل لـ400 شخص, يعملون بمناطق جنوب القاهرة, في التبين ومايو وطرة والمعصرة وجزء من منطقة المعادي.
وأضاف أن منطقة الزبالين بـ 15 مايو, قد تضررت بشكل كامل نتيجة السيول التي شهدتها مصر في الأيام السابقة, حيث يقطنون بالقرب من مجري السيول لجبل مايو, ومع زيادة معدلات الأمطار, جرفت السيول المنطقة بالكامل, مما أدي إلي أن 16 شخصا لقوا مصرعهم, و5 أشخاص مفقودون حتي اليوم لم يتم العثور عليهم, وغرق كل زرايب الخنازير ماعدا حظيرتين موجودتين فوق تبة عالية فلم تجرفهما مياه الأمطار والسيول, وتم التنسيق مع الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة, لفتح الكنائس لاستقبال الأسر المتضررة, كما أرسلت كنيسة السيدة العذراء مصر الجديدة وبعض الجمعيات الأهلية معونات عينية: بطاطين وملابس وأطعمة.
وطالب نقيب الزبالين, الجهات المختصة بتوفير جوانتيات وكمامات وأحذية بلاستيكية طويلة الرقبة ومنظفات للعاملين بجمع القمامة, حتي لا يصابوا بفيروس كورونا المستجد وهم يقومون بعملهم حفاظا عليهم, علي أن يكون ذلك من خلال النقابة وللحد من انتشار الفيروس في تلك المناطق النائية والمتضررة, وأيضا لعدم استطاعة هؤلاء المواطنين شراء هذه المستلزمات لمواجهة وباء حال علي العالم كله.
الرسائل الصحيحة
بسؤال مسئولة الملف الطبي بمؤسسة يوسف النجار للتنمية حول تفاصيل تنفيذ حملة التوعية بفيروس كورونا في المناطق العشوئية, قالت الدكتورة منال سعد: لقد قمت بتجميع الكوادر الطبية الذين تم تعليمهم وتدريبهم علي مدار الـ12سنة الماضية, في جميع العشوائيات بجميع أنحاء الجمهورية في مجموعة واتس آب كاستخدام إيجابي للتكنولوجيا والسوشيال ميديا, وذلك لنشر و إيصال المعلومات الصحيحة في صورة معلومات صوتية ومصورة وبوسترات إرشادية, يتم توجيهها للعشوائيات والقري الفقيرة مثل: الخصوص والبراجيل, مدينة السلام, والسلمانية, ووادي النطرون, والخانكة, وأبو زعبل, ومنية شبين القناطر, وكفر شبين, واشيش, وميت كنانة, مؤكدة أن هذا التحرك المبكر والإجراءات التي تم اتخاذها أفادنا كثيرا خاصة مع الإجراءات الاحترازية سواء بوقف القداسات والأنشطة الكنسية والدينية أو إغلاق المحلات وحظر التجوال, التي أوقفت التحركات العامة.
قري ومناطق نائية
وقدم النائب محمد عبدالغني, عضو مجلس النواب, محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا, وارتباطا بخطة الدولة والحكومة في زيادة التوعية وتوفير أدوات النظافة لجميع المواطنين ومراقبة الأسواق, وأوضح أن هناك قري ومناطق نائية وأسرا غير قادرة تحتاج إلي مزيد من الالتفات إليها والعمل علي توفير تلك المطهرات والمنظفات والصابون وأدوات التعقيم من كحول وكلور وكمامات وجوانتيات, وغيرها من الأشياء المطلوبة في تلك الفترة بصورة مجانية, والتي مهما بلغت تكلفتها المالية والاقتصادية إلا أنها ستكون أقل مقارنة بانتشار الفيروس وتوفير مستشفيات خاصة لاستقبال حالات الإصابة بالفيروس.
فئات معرضة للإصابة
حذرتالدكتورة مايسة شوقي, أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة وطب المجتمع في جامعة القاهرةقائلة: إنه يوجد فئات الـ3% غير المتعلمين وفئة الفقراء والعشوائيين وغيرالواعين بالمحددات المعينة للمرض وخطورته, معرضون للإصابة وأعراض المرض التي لا تختلف عن أعراض الانفلونزا العادية, قائلة: إن مصر تواجه أزمة كبيرة ويواجهها العالم, والمصريون يملكون صفات مميزة لا يملكها شعب آخر في الحذر من الأمراض, لكن هناك نحو 22 مليون مواطن أمي, و7ملايين متسرب من التعليم.
وأكدت أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة وطب المجتمع في جامعة القاهرة أن حامل الفيروس أشد خطورة من المريض ذاته, لأنه يتحرك وينشر العدوي دون أن يكون مصابا أو تظهر عليه أية أعراض, وهي أمور تحتاج لمزيد من الحذر, في التعامل مع المحيط, مشيرة إلي أن فترة الحضانة لمريض الفيروس تمتد من أسبوع لـ4أسابيع, يتعامل فيها مع المريض.
قافلة توعوية للأهالي
أكد الدكتور أحمد القاصد, المشرف علي قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة: شاركت كلية الطب البيطري في قافلة توعوية وإرشادية للأهالي حول طرق انتقال الفيروس, بقرية شبرا بخوم وتعريف المواطنين بنوعية الفيروس لكونه ينتقل بالدرجة الأولي من الاختلاط بالحيوانات في المزارع والأسواق وتبدأ الأعراض بزكام خفيف لتصل إلي أعراض سريرية تصيب الرئتين وتؤدي إلي قصور متعدد الأجهزة مثل متلازمة الشرق الأوسط والمتلازمة التنفسية.
الفيروس.. والسلوكيات
وأشار الدكتور عبدالقادر الكيلاني, وكيل وزارة الصحة سابقا إلي أهمية الثقافة الصحية باتباع العادات السليمة التي تحمي من الإصابة بالكثير من الأمراض, وأهمها غسل اليدين بالماء والصابون بصفة مستمرة والابتعاد عن الأشخاص الذين لديهم أعراض البرد أو الانفلونزا والابتعاد عن أماكن الإصابات وتناولت التوعية التعريف بالمرض, وتاريخه, وكيفية ظهوره, وطرق الوقاية منه, إلي جانب التنويه لأعراض المرض المشابهة لأعراض الانفلونزا العادية, المتمثلة في التعب, والسعال, وارتفاع درجات الحرارة, والصداع, وضيق في التنفس, لتتطور الأعراض مع الإصابة بالفيروس إلي التهاب رئوي, والتشديد علي اتباع الإجراءات الوقائية التي تتضمن, الحرص علي النظافة الشخصية باستمرار, وغسل اليدين وتطهيرهما عند مصافحة أي شخص مصاب بالانفلونزا أو السعال, وتغطية الأنف والفم بالمنديل أثناء السعال أو العطس, وتجنب الأماكن المزدحمة, وتجنب مخالطة المصابين بأي أعراض مرضية, والحرص علي تناول الأكلات والأطعمة التي تقوي جهاز المناعة.
في سياق مواز, لا تزال تداعيات أزمة السيول التي ضربت منطقة 15 مايو جنوب القاهرة مستمرة, حيث عبر عدد من الأهالي عن احتياجهم لدعم الحكومة خصوصا مع انتشار فيروس كورونا.
قال عماد (أحد ساكي منطقة الزرايب): أصبحنا معدومي الدخل فعندما حدثت السيول تضررنا وأصبحت حياتنا كالمشردين ولا نتمتع بأي حقوق, وحياتنا مليئة بالمخاطر فلا خدمات, لا مأكل ولا ملبس, حياة صعبة لا يقبلها أي آدمي.
كنا نجري في الشوارع وكأنها نهاية العالم ندوس علي بعض, ولا نعلم ما يحدث حولنا سوي منازل تنهار علي رؤوسنا وأطفال تموت تحت الطين, نحن في أشد الحاجة لدعم الحكومة خصوصا مع أزمة كورونا والحاجة إلي شراء أدوات للتعقيم.
أضاف روماني: منذ سنوات جاء إلينا العديد من الوزراء, ووعدونا بأننا دخلنا خطة تطوير العشوائيات ولم يحدث شيء والإعلام جاء ورأي الوضع علي الطبيعة ولم يتغير شيء كلها وعود لولا السيول ما كان سينظر إلينا أحد بعين الرحمة.
وأكملت أم ريموندا: لدي ابنتان في انهيار عصبي مما رأتاه واحدة منهما أرادت الانتحار. هل يرضي ربنا بهدلتنا في الشوارع ومش لاقيين مكان ننام فيه؟ بعد قرار غلق الكنائس اتجمعنا مئة فرد في منزل واحد ننام جميعا في منزل واحد السيدات بالداخل والرجال بالخارج لو تكررت السيول هنموت كلنا.
الحكومة أعطتنا مبلغا ماليا ذهبنا للإيجار في منطقة أخري, وفجأة السمسار رفض التأجير لأننا من الزرايب أرجوكم ساعدونا.
وقال القس تواضروس كاهن كنيسة العذراء بـ 15 مايو: بدأنا باستقبال 25 فردا حتي وصلوا إلي 57 أسرة منهم أربع أسر مسلمين ودبرت العناية الإلهية الاهتمام بوجباتهم واحتياجاتهم كاملة كما قامت وزارة التضامن الاجتماعي بتحديد مبلغ كسيولة نقدية يقدر بألفي جنيه لكل أسرة قريبا سيعطي لهم مبلغ عشرة آلاف لحين تجهيز مكان لهم.