مديرة مدرسة القلب المقدس: نهدف إلى تعليم بناتنا مساعدة الآخر بالجهد و ليس بالمال فقط
أحد أهالي حي الزرايب: بنحسد الميتين علشان عندهم سقف يحفظهم من المطر
طالبات القلب المقدس: قدّرنا نعم ربنا علينا بعد زيارات حي الزرايب
في جو مليء بالبهجة والحب والطاقة، أقامت مدرسة راهبات القلب المقدس بمصر الجديدة السبت الماضي، ورشة عمل من أجل خدمة حي الزرايب في حلوان، بدأ اليوم بمحاضرة هامة لشرح فكرة الفعالية، و تنبيه المشاركات إلى البحث عن الدروس المستفادة منها، وتأجيج حماسهن للعمل، بعدها بدأ فريق الكشافة في العزف بحماس، لتدق ساعة العمل، حيث توجهت المشاركات إلى الفناء المدرسي لتلوين إطارات السيارات (الكاوتش)، و صنفرة الأسرة (السراير)، وكذلك تجهيز وتعبئة الوجبات التموينية.
والجدير بالذكر أن مدرسة القلب المقدس تأسست بمصر الجديدة عام 1912 بعد سنوات قليلة من تأسيس البارون ادوارد امبان لحي مصر الجديدة نفسه في عام 1905. وكانت راهبات القلب المقدس قد أسست أول مدارسهن بمصر بحي غمرة في عام 1904. وفي الستينيات من القرن الماضي تم تأسيس مدرسة أخرى بمدينة أبو قرقاص بالمنيا. جاءت راهبات القلب المقدس الى مصر، حاملات رسالة مؤسسة رهبنة ومدارس القلب المقدس القديسة مادلين صوفي بارات (1779 – 1865)، فاتحات أبواب مدارسهن للبنات من كل الأديان.
ولدت القديسة “مادلين صوفي” في فرنسا، وأسست أول مدرسة لها هناك في بداية القرن ال19 بعد تأسيسها لجمعية قلب يسوع المقدس، ومنها انطلقت حركة تأسيس مدارس القلب المقدس الي بقية دول العالم برسالة واضحة وهي: تكوين فتيات يصبحن نساء يتحملن مسؤولية راسخة، ويلتزمن بمجتمعهن. وحتى اليوم تلتزم الراهبات والخريجات حاملات شعلة المؤسِسة بترسيخ رسالة الخدمة والمحبة في طالبات مدارسهن.
خدمة المجتمع.. هدف الأمس واليوم
وقد شاركت “وطني”، في ورشة عمل مدرسة القلب المقدس بمصر الجديدة، لتنقل لكم كواليس أحداثه.
قالت ماري قليني، مديرة مدرسة القلب المقدس، لـ”وطني”، إن فكرة تقديم الخدمات لحي الزرايب جاءت منذ 4 سنوات، بعد أن طلبت منها الأستاذة نانسي أيوب، مسؤولة حصص “الحياة” بالمدرسة، إقامة ماراثون جري (خيري) لصالح الحي.
وسردت لنا “قليني” تطورات الفكرة، موضحة أن بداية الفكرة كانت إقامة الماراثون بالشارع حول المدرسة، ولكنها رفضت أن تجري الفتيات في الشارع، ثم قررت حجز استاد القاهرة يوم خلال عام 2017 وآخر عام 2020، ليكون عائده مخصصًا لمساعدة قاطني حي الزرايب، ثم تم شراء الخشب لعمل أسقف للمنازل التي كان يكسوها الكارتون والصفيح.
و بعد بناء 40 منزلًا، بدأت المدرسة عام 2019 في البحث عما يحتاجه أهالي الحي داخل المنازل، ليتم توفير الطبليات و الشلت، فضلًا عن كراتين التموين واللعب.
وكانت الأسرة (السراير) بالمراتب والوسادات (مخدات)، هي نقطة الدعم الرئيسية هذا العام، ومعها كراتين التموين واللعب، فضلًا عن كرسي مصنوع من الإطارات (الكاوتش المعاد تدويره) وخشب (الأبلكاش) والإسفنج.
ولفتت مديرة “القلب المقدس”، أنهم قرروا شراء البازلاء (البسلة) والفاصوليا كي تستطيع الصغيرات المشاركة في العمل بأيديهن ويدركن أنهن على الرغم من صغر سنهن قادرات على خدمة الآخرين ومساعدتهم، موضحة أنه عند بداية تفعيل هذا البرنامج كانت المشاركة تبدأ من الصف السادس الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي.
والتحقت طالبات الصف الرابع والخامس الابتدائي العام الماضي، ليأتي عام 2020 بمشاركة بنات الصف الأول والثاني والثالث أيضًا.
وأكدت “قليني”، أن مدرسة القلب المقدس تسعى دائمًا لأن تجعل بناتها يساهمن في خدمة المجتمع من خلال وضع خطط وبرامج ومشاريع يتم عرضها (تدريسها) في حصص قصص الحياة.
وقدمت ماري قليني الشكر لكل من شارك وتفاعل في هذا اليوم من المدرسين وأولياء الأمور والطلبة.
وأضافت “قليني” لـ”وطني” أن المدرسة تهدف إلى إكساب فتياتها القدرة على مساعدة الآخر بالجهد وليس بالمال فقط، وتعزيز شعورهن بأهمية العطاء ومساعدة الآخرين.
وأكدت أن بنات القلب المقدس يتغير تفكيرهن بعد كل مشاركة في هذه الأنشطة، قائلة :”لما بيروحوا يشوفوا الناس في الحي عايشة إزاي و بيحمدوا ربنا وشايفين إنهم مش ناقصهم حاجة، وعندهم رضا، بيرجعوا يقولوا إحنا عندنا نعم كتير قوي بنتأمر عليها” .
واختتمت “قليني”، حديثها بأن النشاط في الحي مستمر حتى سد الاحتياج، ثم سيتم البحث عن مكان آخر بحاجة إليهم، مؤكدة أن هذه الفكرة “مشاريع على مر السنين”.
الطالبات: من تقدير النعم.. للشعور بالآخر
وقالت مريم – أولى ثانوي – التي كانت تقوم بتلوين الإطار (كاوتش) بمنتهى الاستمتاع والبهجة ولم تتراجع عن أن تقف فوق سيارة نصف نقل لتحمل الأسرة والكراتين والمراتب، إنها شاركت في هذا النشاط منذ بدايته، ورأت بعينها منازل بلا سقف في حين أنها كانت ذاهبة لتلوين الحيطان من أجل بهجة أبناء الحي، فبدأت الرحلة مع مدرستها خلال أربع سنوات.
قررت “مريم” المشاركة ماديًا ومعنويًا، لتساهم في تخفيف أعباء الحياة على أبناء هذا الحي، وقالت :”فارق معايا قوي إن الناس دي يكون عندهم بيت جديد، لأن المفروض نكون كلنا زي بعض، أنا عايزة أسعدهم قوي”.
وعما تغير في مشاعر “مريم” بعد تأملها ما عاشته خلال مشاركتها، أكدت أنها الآن “قدرت إن في سقف فيه بيتي، وكمان حنفية، كنت فكراهم عند كل الناس”.
وقالت جاسي وائل – أولى إعدادي – التي تشارك في الفعاليات للمرة الثالثة، إنها اشتركت بعد أن عرضت المدرسة الفكرة عليهن دون أي ضغط، فشعرت أنها تستطيع أن تفيد غيرها وكذلك تستفيد عندما تقوم بعمل شيء غير روتيني، فهي للمرة الأولى في حياتها تقوم بصنفرة سرير ودهانه.
وعما لمسها معنويًا، هو شعور هؤلاء الناس بالرضا رغم أن ما يملكونه قليل وما يحتاجونه كثير، فبدأت تفكر فيما تملكه وتحمد الله عليه بعد ان كانت غير راضية عن حياتها.
أما زينة محمد – ثالثة إعدادي- والتي تشارك لعامها الأول، فبرزت موهبتها في التلوين، ولفتت نظر الجميع بعد أن أدخلت أكثر من لون في تشكيل الإطار (الكاوتش)، ليبدو صنع يدها كلوحة فنية.
وقالت إنها تشعر بالفخر لمشاركتها في هذا اليوم، كما أنها سعيدة لاستطاعتها تقديم المساعدة للآخرين، مؤكدة أن سعادتها جاءت من شعورها بأنها ستسعد غيرها بهذا العمل.
وأضافت “زينة” أنها كانت تتبرع بالمال كل عام، ولكن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها بالمجهود أيضًا، أو حسب وصفها “أو مرة أعمل حاجة لحد ومبسوطة قوي”. كما أنها لا تنتظر أي مقابل لهذا الجهد سوى رؤية الآخرين سعداء، لأنها تسعد بسعادتهم.
كما قالت “زينة”: “كلنا اتخلقنا علشان نساعد بعض، واللي مش هناخد مكافأته في الدنيا هناخده حسنات في الآخرة”.
أفتخر بمدرستي
وعبرت “جمانة” – ثالثة إعدادي – والتي تشارك لعامها الثالث في الفعاليات، عن شعورها بالفخر والاعتزاز لانتمائها لمدرسة القلب المقدس، فهي لم تبالِ بملابسها أو وجهها المبعثر بالدهانات لتركيزها الشديد أثناء العمل في دهان الإطارات (الكاوتش).
وقالت “جمانة”، إنها وزميلاتها في المدرسة يقمن بهذا العمل من أجل رؤية الضحكة على وجوه الناس، فهي سعيدة لأنها استطاعت أن تسعد غيرها، كما أنها تتمنى استمرار النشاط كل عام.
وعما تغير في نفس “جمانة”، هو أنها أصبح لديها شعور أنها قادرة على مساعدة الآخرين، و كذلك: “كنت في الأول أهم حاجة عندي نفسي، الأول أكون مبسوطة و فرحانة.. بس بعد النشاط حسيت أنه لا في ناس من حقها تفرح وإني أكون سبب في فرحتهم، وده يفرحني أكتر من إني أفرح لوحدي”.
أما فرح عبدالهادي – ثالثة إعدادي- ، والتي تشارك لعامها الثالث، عبرت عن فرحتها وسعادتها بنتائج ورشة الكاوتش وخروج المنتجات بصورة لائقة بمدرستها.
وقالت “فرح”، إن المشاركة في الفعاليات مجهدة، ولكنها مسلية ومبهجة في نفس الوقت فقد استطاعت أن تشعر بالسعادة، وكذلك فإنها أسعدت غيرها.
وترى “فرح” أن أبناء هذا الحي في حاجة للمزيد، وأنها تريد أن يتكرر هذا اليوم في العام أكثر من مرة وليس مرة واحدة.
مشاركة مجدية
وعبرت سلمى كامل – ثانية ثانوي – عن ألمها عندما رأت منازل الحي للمرة الأولى، قائلة: “روحنا نبيض بس لقينا الوضع صعب قوي، محتاجين أسقف علشان المطرة كانت بتنزل عليهم حشرات (عقارب)، فقلنا هنعمل أسقف وحسينا إن الاحتياج أكبر، المنظر صعب أد إيه هما محتاجين، كل تعبنا في اليوم ده بحس أنه قليل و إننا نقدر نساعد أكتر، لما بنروح نديهم الحاجة”.
أما هنا طارق – ثانية ثانوي – والتي تشارك في النشاط منذ أن بدأ، فقالت :”حسيت إن الناس دي محتاجة قوي.. أنا الحاجة بتيجي لي بسهولة، بس الناس دي الحاجة بتيجي لهم بصعوبة قوي، وحسيت إن أنا بعمل حاجة مفيدة، حسيت إني بقدر أكتر الحاجة اللي عندي والمميزات اللي ربنا منحها لي، الناس دي بتمشي كتير في عز الحر و بيتبهدلوا علشان يتنقلوا وأنا بتأمر إن الشارع زحمة”.
أما منة عجمي – ثانية ثانوي – والتي شاركت أيضًا في النشاط منذ بدايته، فقالت إن أكثر كلمة تأثرت بها من سيدة في هذا الحي هي “بتقول عايزين ومحتاجين بس اللي بيجي مبيرجعش تاني”، مؤكدة أنهن ذهبن مرة أخرى ليثبتن لها أنها ستراهن مرة أخرى.
وأكدت “منة” أنها وزميلاتها في كل مرة يأخذن الأفكار للمساعدة من خلال زيارة الحي، لافتة إلى أن ما لمسها من خلال المشاركة في مثل تلك الفعاليات هو “بقيت بقدر الحاجات اللي عندي أكتر، كنت الأول بتضايق لو ماما جابت لي براند أنا مش عايزاه، شوفت ناس محتاجة لبس حتى لو مستعمل، دول محتاجين حاجة تدفيهم في الشتا”.
أما “ميريام -أولى ثانوي- فأثنت على شعار مدرستها “اخدم من أجل ابتسامة”، وقالت :”إحنا فعلا لما بنساعد حد بنفرح أكتر منه (فرحته بتفرحنا)، إحنا بنحس إننا قدرنا نساعد حد وحسينا إننا عملنا في حياتنا حاجة مفيدة، وده اللي مدرستنا زرعته فينا.
وعما لمس وجدانها قالت :”حسيت بإننا لازم نفرح باللي عندنا، والمحبة في إننا ندي للناس، ده أكتر شيء لمسني”.
أولوياء الأمور: تغيير ملحوظ في بناتنا
وقالت مدام نادين – ولية أمر- لـ”وطني”، وهي أم لطالبتان في المدرسة إحداهن في الصف الأول الابتدائي والأخرى في الإعدادي، وتشارك للمرة الثانية: “شايفة إن دي حاجة جميلة وانبسطت جدًا، نشاط بيفرح الأهالي و الطلبة الآخرين، شعرنا إننا بنعمل حاجة لحد محتاجها بجد، والبنات بتعمل الحاجة بحب وده شيء جميل من المدرسة”.
وأثنت على مجهودات المدرسة في تعليم القيم الإنسانية للبنات، قائلة: “البنات مبسوطين علشان بيعملوا الحاجة لناس محتاجة، والمدرسة قاصدة ده بطريقة مباشرة وغير مباشرة إنهم يشوفوا أطفال زيهم و معندهمش ياكلوا و يلبسوا”.
وعبرت مدام نادين، عن سعادتها بالتغيرات في مشاعر بناتها بعد تلك الفعاليات، وأهمها أنهن بدأن يشعرن بالآخر، فضلًا عن أنهن رأوا قدرتهن على مساعدة آخر لا يعرفونه، فهن يشاركن بحب لمساعدة أناس لم يروهم.
شاركت مدام نادين في ورشتي الكاوتش وتحضير كراتين التموين، معبرة عن فرحتها هي وبناتها لمعرفتها أن هذه الخدمة سوف تذهب لمن هو بحاجة إليها.
أما صوفي نسيم ـ تشارك لأول مرة في الفعالية مع حفيدتها كارول يوسف، الطالبة في الصف الأول الابتدائي، فعبرت عن إعجابها الشديد بالفعالية وتفاعل البنات مع الفعالية، واعتبرت ذلك نوع من النشاط الجماعي فيه تعاون وحب.
كما تحدثت عن سعادة حفيدتها التي قامت بتغلف الأرز ومعجون الأسنان والفرش، مؤكدة أن النشاط ممتاز”.
أما أمير رأفت مهندس كهرباء اتصالات– ولي أمر لطالبة في الصف الثاني الثانوي– و قائد ورشة تصنيع الكراسي من الكاوتش، حيث كان يشرح للطالبات كيفية العمل، فقال إنه استغل فرصة الفعالية في أن يعمل خدمة أمام ابنته حتى تقتدي به، وكذلك والدتها تشارك في ورشة الطعام، فهدفه إلى جانب خدمة الناس وإرضاء الله هو أن تصل الرسالة إلى ابنته.
وأشاد بتفاعل البنات خلال اليوم، خاصة في أنهن نظفن مكانهن بعد الانتهاء من العمل، مؤكدًا أن هذا يعبر عن شعورهن بالمسؤولية تجاه مجتمعهم، وأضاف أنهن قمن بذلك بكل حب وفرحة من أجل مساعدة الآخر.
وعما لمسه في ابنته من تغير بعد مشاركتها في النشاط هو الشكر والرغبة في تكرار عمل الخير، قائلًا: “بنتي بقت تحكي لي أنها عايزة تساعد ناس تانية، وهو ده تسليم الجيل للجيل، عايزة تقلد اللي شافته، عايزة تبقى رائدة و قائدة”.
ومن ناحية أخرى، علق الأستاذ أمير على شكر ابنته بعد نزول حي الزرايب، قائلًا: “الجيل ده مش بيشكر، عنده طموح عالي دايما، والتكنولوجيا مأثرة على آدمية الإنسان، مخليه الناس بلا سقف في الطموح المادي.. لازم الجيل يدرك إنه لازم يشكر ربنا على نعم المشي والسمع والنظر وغيرها”.
لنعيش ما نقوله.. ولا نقول ما لا نعيشه
وأخيرًا نأتي إلى الجندي المجهول وراء هذا النشاط الإنساني الرائع، وهي الأستاذة نانسي أيوب، مسؤولة حصص “قصص الحياة” بمدرسة القلب المقدس، والتي خرجت من حصصها فكرة بناء الأسقف وتقديم المساعدات العينية والمادية لأبناء الحي.
أكدت “نانسي”، على أن هذا اليوم كان له هدفين، أولهما: خدمة الآخرين، والثاني: سيادة حالة من الألفة بين أولياء الأمور والمدرسين والطالبات، ليجعل الجميع يرى الآخر في صورة مختلفة عن الصورة المعتادة، مؤكدة أن ذلك سيكون له مردوده في التعامل بين الأطراف الثلاثة وسيجعل العلاقات يسودها الألفة أكثر؛ لذا كان أحد شروط الفعالية وجود الأب أو الأم مع الطلبة، خاصة الصغار دون رسوم اشتراك لحضور أولياء الأمور.
وقالت نانسي أيوب لـ”وطني”، إنها تعمل كمدرسة لحصص الحياة، منذ 4 سنوات في مدرسة القلب المقدس، لديها برنامج تسير عليه شعاره “بنغمات اختلافاتنا نعزف سر الفرح”، ويعني أننا ربما نكون مختلفين ولكن في النهاية نستطيع أن نعزف لحن واحد مبهج (أوركسترا).
وأوضحت أن هذا الشعار تم اختياره لوجود المقارنات في السن الصغير، وتفاوت المواهب والقدرات، مما يجعل البعض ينزوي، كما أنه من الأهداف أيضًا مساعدة الطالبات لمعرفة كيفية اكتشاف أنفسهن وقدراتهن وكيف يقبلونها، لأن ذلك سيساعدهن على اكتشاف الآخر و قبوله، وأوضحت أن المدرسة توصل هذه الأفكار عن طريق الوسائل المناسبة لكل مرحلة سنية.
ولفتت الأستاذة نانسي، أيضًا أنه من ضمن مبادىء قصص الحياة التي تزرعها المدرسة في الطالبات: “لنعيش ما نقوله.. ولا نقول ما لا نعيشه”، لذا تسعى المدرسة لجعلهن يطبقن هذا عملي، لذا اختارت المدرسة جزء به جهد، ليتعلمن أن مساعدة الآخر لا تكمن في أن أمنحه نقود فقط>
وأشارت الأستاذة نانسي، إلى أن المدرسة هذا العام أضافت فكرة إعادة التدوير، لذا استخدمت إطارات السيارات (الكاوتش) في صناعة الكراسي وصناديق للقمامة، وساعدهم في ذلك ولي أمر إحدى التلميذات الذي يعمل في إحدى شركات إطارات السيارات، وتبرع بـ70 إطار (لم يعد يصلح للسيارات).
ولفتت إلى أن المدرسة كافأت من قامت بإنجاز عملهن أولًا بإطار كاوتش واستخدموه في عملية الزراعة وزرعوا شتلات لشجر الليمون داخل المدرسة، وكذلك سيتم تصنيع صناديق قمامة من الإطارات لتوضع في المدرسة.
وعن خامات اليوم، قالت الأستاذة نانسي، إن المدرسة حرصت على أن تشتري الخامات وتصنعها عند البسطاء أيضًا، كي يستفيد الجميع.
وأكدت الأستاذة نانسي، أن الاشتراك في اليوم اختياري ويرجع قرار الاشتراك فيه إلى الطالبة، والواقع أن كل عام عدد الطالبات المشاركات في تزايد.
وشرحت أن البداية أتت من خلال نشاط خدمي عادي لدهان المنازل، ولكن كانت المفاجأة أن البيوت دون أسقف، تتساقط العقارب على الصغار من الأسقف المصنوعة من الكراتين والصفائح، أثناء المطر.
ولفتت أيضًا إلى أن الطالبات تأثرن بما رأوه وسمعوه، لدرجة أنهن من يذكروها بمطالب الناس هنا، فعلى سبيل المثال، قالت إحدى الأسر أنهم يحسدون الموتى لوجود سقف في المقبرة وتمنوا أن يسكنوا فيها معهم، كان مشهد مؤلم.
ونوهت الأستاذة نانسي ، عن أن المدرسة تناقش الآن فكرة إدخال حمامات في المنازل بحي الزرايب، لأن الفتيات يتم التحرش بهن أثناء ذهابهن لقضاء حاجتهن في الحمامات الموجودة خارج المنازل.
حصيلة اليوم
قدمت مدرسة القلب المقدس الدعم لـ50 أسرة في حي الزرايب، تتشكل في سرير ومرتبة ومخدة وكرسي مصنع من الكاوتش والإسفنج والأبلكاش وكرتونة تموين مكونة من (أرز، مكرونة، عدس، بسلة، فاصوليا، سكر، شاي، علبة حلاوة، علبة مربى، و زيت)، وكرتونة لعب لكل أسرة مكونة من (كرة قدم، عروسة، كراسات تلوين، ألوان، معجون أسنان، وفرش أسنان).
شارك في تنظيم وإخراج هذا اليوم خمسة أعضاء: “نانسي أيوب (مسؤولة حصص الحياة)، منى عطالله وأمير رأفت (أولياء أمر إحدى الطالبات بالمدرسة)، ياسمين مجدي ووسيم مجدي (أولياء أمر إحدى طالبات المدرسة)، و هويدا مجدي (إحدى خريجات المدرسة).
ولفتت نانسي أيوب، إلى أن المدرسة تتولى كل عام تقديم الدعم لـ50 أسرة مختلفة عن العام السابق له، لأن الحي كبير وبحاجة لمساعدات ضخمة.
ReplyForward
|