تأثرت كثيرآ مماحدث في العالم بعد ظهور وانتشار فيروس كورونا في جميع دول العالم، والتزمت تعليمات الحكومة وأولادي بالإقامة الجبرية في المنزل وعدم الزيارت والتواصل الإجتماعي، والتواصل فقط يكون خلف شاشة الموبايل، فانتهزت الفرصة لأتابع الاخبار العالمية وأخوص واخرج بخيالي خارج الصندوق والمنزل دون علم الحكومة وأولادي.
الفيروس اللي احنا خايفين منه دا يشبهنا كتير في نشأته وتطوره وأهدافه وأسلوب حياته.. ويمكن خايفين منه عشان الشبه الشديد … الفيروس قدر يتأقلم ويطور من نفسه لحد ما عرف يغزو جسم الإنسان ويستوطن فيه ويفرض عليه أسلوب حياة وأسلوب تفكير معين.
أما أهدافه فلا علاقة لها بينا..هو يسعى للبقاء والتكاثر والتمدد، ونحن مجرد الأداة التي وفرتها الطبيعة له…اللي الفيروس بيعملوا فينا هو نفس اللي احنا بنعمله في الطبيعة.
جسمنا تطور بسبب تأقلمنا مع العوامل الطبيعية . العقل البشري تطور وأصبح بهذا التعقيد بسبب البحث عن طعام، وعمل حساب للمخاطر والتفكير في طعام المستقبل،
وبعد ما عقل الإنسان تطور ابتدا يفكر في غزو الأرض والتمدد فيها وإخضاع كل ما فيها لاحتياجاته.. هذا شيء طبيعي لا يدعو للفخر أو الخزي.
لكن الفيروس أكثر صدقا منا…لا يفرق بين غني وفقير أو دول متقدمة ودول فقيرة، لا مؤمن ولا ملحد…لكنك ستلاحظ أنه انتشر أولا وانتشر أكثر في البلاد التي اتخذت من الأسلوب الفيروسي منهج حياة.. هذه بضاعتنا ردت إلينا.. ليس عقابا، بل أبسط قواعد الطبيعة.. والطبيعة ليست شريرة أو خيرة، بل هي تبحث عن التوازن وتحققه مهما كانت النتائج.
الديناصورات ظلت ملايين السنين ترتع وحدها على هذا الكوكب ثم قضت عليها الطبيعة بنيزك وبراكين. ولكن الإنسان الذي لايزال يحبو في مهد هذا الكون الواسع أصبح يظن أنه سيد الخلائق وملك البحار والأجواء والغابات وممالك الحيوان.
فيأتي فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة يبهدله ويخليه يلف حوالين نفسه ويغسل إيديه زيي اللي عنده وسواس نظافة ويقعد في البيت يستني الفرج. الفيروس بيقوله ان نفس المنطق وأسلوب الحياة الليي خلوك كبير ممكن يجيبوك الأرض تاني زي المعلم أحمد أبو كامل في فيلم شادر السمك…( فاكرين أحمد أبو كامل في فيلم شادر السمك) الفنان أحمد ذكي الله يرحمه..
الفيروس قلب الموازين… خلا عطسة واحدة في قطار أو باص تصيب الناس بالرعب. خلا مدن كاملة تقفل على نفسها بالشمع الأحمر… وخلا دول فقيرة ترفض دخول مواطنين دول زي ألمانيا وأمريكا لأراضيها كانوا بيتمنوا زيارتهم في الماضي.
الفيروس جعل أبطال الأمس في الملاعب والفن والسينما والسياسة العالمين لا قيمة لهم..
أبطال اليوم والغد هم ناس ما كانوش بيحظوا باهتمام إعلامي أو جماهيري كبير في الماضي زي العلماء والأطباء والممرضات والممرضين وبشر عاديين بيظهر معدنهم وقت الأزمات…
زي ما الفيروس طلع أسوأ ما فينا من أنانية وجشع وخوف، كمان بيطلع أجمل ما فينا من قدرة على التفكير والتعاطف والتعاون والمحبة والإبداع.. وهو دا الفرق بينا وبين الفيروس…وهنا يكمن الأمل للجنس البشري كله الذي لا نجاة له إلا إذا تعلم من الطبيعة كيفية البحث عن توازن بين الاقتصاد وحماية البيئة، وبين احتياجاته واحتياجات الآخرين…