يقدم نيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس اسقف عام كنائس شبرا الشمالية ، كلمة روحية لمحبيه و شعبه من تعاليم القديس يوحنا ذهبى الفم تحت عنوان : لنهتم بالسماويات، عِوَضَاً عن الأرضيات، قائلاً دعونا نكون على إتصال بالمسيح، فهو قائمٌ في وسطنا الآن، يتحدث إلينا من خلال أنبياءه ورسله..
ليتنا نستمع له ونطيعه .. إلى متى نحيا حياةً لا طائل منها وبلا فائدة؟؟ لأن (الحياة) التي لا نفعل فيها ما يُرضي الله هى حياة عديمة النفع، وليست فقط عديمة النفع، بل هى تؤدي إلى أذيتنا (ضررنا) .. not merely uselessly, but to our own hurt.
لأننا إن كنا نقضي الوقت الذي وهبه لنا الله بلا هدف صالح، فإننا سوف نغادر هذه الحياة ونقاسي عقاباً شديداً (على وقتنا) الذي أهدرناه بلا إكتراث.. أليس الإنسان الذي إستلم مالاً ليتاجر به ثم يهدره، يكون مُطَالَبَاً أن يقدِّم حساباً لذلك الإنسان الذي وثق فيه وائتمنه (على ماله)؟؟ هكذا أيضاً الذي يقضي حياةً كالتي لنا بلا هدف (بلا ثمر) .. أمن الممكن أن ينجو من العقاب؟؟ إن الله أوجدنا في هذه الحياة الحاضرة ونفخ فينا نفساً (حية) ليس لأجل ذلك (ليس للعقاب والهلاك)، وإنما – فقط – لكي نستفيد من هذه الحياة الحاضرة، وأن يكون كل شغلنا الشاغل (all our business) هو التطلع نحو الحياة العتيدة (الأبدية) .
فإن كانت الأمور السماوية مقدَّمَة (مُهدَاة) إليك، وأنت تظل متعلقاً (متسمِّراً nailed to) بالأرض، فانظر مقدار (عِظَم) الإهانة التي تقدمها لمن أحسن إليك (to your Benefactor) !! إذ بينما هو يُعِد لك الأمور السامية، أنت لا تهتم بها، وتختار الأرضيات بدلاً منها!! لذلك فكما أنت تستهين بالسماء، هو أيضاً يتوعدك بجهنم.. لكي يعلمك أيَّة نِعَم عظيمة سوف تحرم نفسك منها..ليت الله يعطى كل واحدٍ منا ألا يجتاز هذا العقاب، بل لِنَكُن – عوضاً عن ذلك – موضع سرور للمسيح. لننال البركات الأبدية، بنعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد مع الآب والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين .