رفعت صلاة حارة من القلب، في الخامسة من مساء اليوم الأربعاء، من كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية بوسط القاهرة، بقيادة الدكتور القس سامح موريس، راعي الكنيسة، والمرنم ريمون رفعت، طالبين كل شعب الكنيسة مشاركتهم هذه الصلاة ليرفع الله عن العالم وباء كورونا الذي استطاع في غضون أيام أن يحصد أرواح الآلاف حول العالم. هذه الصلاة تم بثها مباشرة عبر صفحة كنيسة قصر الدوبارة على موقع التواصل الاجتماعي.
وقال خلالها القس سامح موريس: “علينا أن نسمي هذه الفترة التي نعيشها ب”توقف”، توقف لكي تصلي معنا ونحن نسمي هذه البرنامج الذي نبثه لكم عبر صفحة الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة ب”توقف”، لأن فيروس كورونا جعل العالم كله يتوقف عن الدوران لعله يستفيق ويعيد التفكير مرة
أخرى”.
مضيفًا: “هذا الوقت سمح به الله لكي يجلس كل إنسان لنفسه ويراجع تصرفاته وما يفعله تجاه الله وتجاه نفسه وتجاه أولاده وتجاه الآخرين بشكل عام، فهناك الكثيرين من الملحدين استطاعوا أن يرجعوا إلى الله الذي قالوا عنه كثيرا أنه غير موجود، فهذه الفترة جعلتهم يعرفون أنه ليس لهم أحد سواه”.
وتابع: “أتمنى هذه الفترة لا تمر علينا بلا نتائج حقيقية فصوت الصلاة والصراخ يتعالى في العالم كله اليوم حيث يسقط الكثيرون مرضى، والكثيرون يودعون أحبائهم، وتابع: “أتمنى بعد مرور هذه الأزمة أن لا يعود العالم كما كان وأن يصبح هذا الوقت وقت مراجعة حقيقية، ووقت توبة حقيقية، ووقت رجوع عن الطرق المعوجة، ووقت رجوع عن التمرد والقسوة والعناد والكبرياء، فهناك أية جميلة في سفر أشعياء توصف ما نمر به الآن تقول”هلما يا شعبي أدخل مخدعك، وأغلق أبوابك خلفك، أختبأ لحيظة حتى يعبر الغضب”، وهذه الآية بمثابة نداء إلهي، لكل ابن من أولاد الله لكي يدخل إلى مخدعه ويكلم الله وجها لوجه ويختبأ حتى تتحقق المقاصد الإلهية”.
وأكمل: “لا أعتقد أن هذا الوباء من عند الله لأن أيماني في إله الحب والرحمة يخالف ذلك، ولكن أثق أن إله الحب والرحمة سيصنع من هذا الوباء خيرًا عظيمًا، وحياة روحية أبدية لملايين البشر، ولكن يخاطب الله شعبه بأن هذا وقت مناسب لصلاة المخدع واستعادة الخلوة الشخصية، والمقابلة الشخصية مع الله، فعلينا أن نستمتع بقراءة كلمته” .
وأضاف: “إن الحياة تسارعت جدا ولم يعد هناك وقت أن يتوقف الإنسان لكي يفكر ويتأمل، ولكن عليه أن يتقابل مع نفسه بصدق، لكي يعيد ترتيب الأشياء الغالية والأشياء الرخيصة، ويسأل نفسه من أنا ولماذا أعيش؟، وأين السعادة الحقيقية؟”. “علينا أن نصرخ ككنيسة ونقول يارب أستخدم هذا الوباء، يارب أستخدم هذا الشر الذي ضرب العالم بالرعب والخوف والموت لكي يتمجد أسمك، ولكي تظهر أنت في المشهد وتعلن عن نفسك ولكي تزور الناس في بيوتهم وتزور الخائفين والمرتعبين، لكي يجد الناس أمانها وفرحها وسلامها فيك.. فنحن نعرف أن العالم لا يصلح أن يعود بعد هذه الصدمة مثلما كان” .
وقرأ من الكتاب المقدس من سفر أشعياء
من الإصحاح 25 العدد 9: “ويقال في ذلك اليوم هوذا هذا ألهنا أنتظرناه فخلصنا، هذا هو الرب أنتظرناه نبتهج ونفرح بخلاصه”، فالانتظار الذي يقصده الله ليس مجرد شفاء ولكنه خلاص من الخطية والإثم والشر والموت وعودة للحياة، ونحن بالإيمان نقول لله أن هذا اليوم أتي، لأنه لم يحدث أبدا أن صلاتنا ذهبت هباء، ولم يحدث أبدا أننا ندينا عليك ولم تسمع لنا لأنك كنت أمين معنا كل السنوات الماضية، وأعطيتنا ما طلبنا بل أعظم جدا مما طالبنا. …فلك كل الكرامة والمجد يا بن الله”