بالتزامن مع سرعة انتشار فيروس كورونا في دول العالم وما قد يشكله من مخاطر علي حياة الإنسان، يبحث الكثير من الأشخاص عن الطرق التي تساعدهم على حماية أنفسهم من هذا الفيروس، وهناك نصائح مهمة للوقاية من هذه الفيروسات تتمثل أهمها في الإبتعاد عن النقود الورقية، وهذا ما نصحت به الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية المستهلك، مؤكدين أن الأوراق المالية هي أكثر وسيلة شائعة لإنتقال العدوى، ومن بينها فيروس كورونا من البقاء على النقود الورقية لمدة أسبوعين، ويمكن الإصابة به عند استلام النقود عبر أجهزة الصراف الآلى ، وفى هذا السياق أعلن البنك المركزي السويدي ” ريسكبنك ” ، إنه بدأ اختبار عملة رقمية مشفرة لمحاكاة الأنشطة المصرفية اليومية كالمدفوعات والإيداع والسحب من المحفظة الرقمية ..
وأوضح البنك المركزي السويدي أن الهدف المبدئى حالياً هو إظهار كيف استخدام الجمهور لهذا التحول الجديد ، وأشار البنك المركزي السويدي إلى أن العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية هي في صميم مشروع يوحد بريطانيا واليابان والسويد وسويسرا ، حيث أجتمع رؤساء وممثلى هذه البنوك المركزية في يناير الماضى لتقييم مدى صواب إصدار هذه العملات ، من ناحية أخرى تريد السويد طمأنة شعبها بأن العملة الجديدة ليست عملة رقمية لامركزية مثل الـ “بيتكوين ” ولا تحكمها مجتمعات الإنترنت ، كما ذكر ” المركزي السويدي ” على موقعه على الإنترنت أن الدفع بالـ “كرونة ” الإلكترونية سيكون ” سهلاً مثل إرسال رسالة”.
هذا وتعد العملات الرقمية الصادرة من البنوك المركزية أموالًا تقليدية، ولكن في شكل رقمي، يصدرها ويحكمها البنك المركزي ، حيث أظهرت بيانات البنك المركزي السويدي” the Riksbank”، تراجع استخدام الأوراق النقدية في التعاملات اليومية للمواطنين، خلال السنوات الأخيرة.
ووفقاً لـ ” المركزي السويدى” ، فإن المعاملات النقدية وصلت إلى نحو 2%، من قيمة المعاملات التي تمت في السويد وتشكل النقود 20% فقط من معاملات السويديين في المتاجر .. وقال ” ريسكبنك” عبر موقعه الإلكتروني إن إجراء المدفوعات بالكرونة الإلكترونية سيكون “سهلًا وكأنه إرسال رسالة نصية”.
الإيداع والسحب عبر المحافظ الرقمية
حيث بدأ Riskbank العمل في مشروع العُملة الإلكترونية في ربيع عام 2017. اختباره الأول ، وقرر التعاون مع شركة استشارات الكمبيوتر الأمريكية Accenture ، إذ أن التجارب مازالت فى طور الإستمرار حتى فبراير 2021 ، وبعدها سيكون الإطلاق المحتمل للعملة المشفرة ، ويسيتم تداول الـ “كرونة” الإلكترونية فى الأنشطة المصرفية التقليدية مثل المدفوعات والودائع والسحب عبر المحافظ الرقمية.
هذا وليس من قبيل الصدفة أن السويد تبحث في العملة الرقمية ، أصبحت هذه الأنواع عفا عليها الزمن في هذا البلد. يعترف البنك المركزي بأنه “أصبح من شبه المستحيل دفع مبالغ نقدية في بعض الأماكن”. كما أشارت في إحدى الدراسات إلى أنه في عام 2010 ، تم دفع 40 ٪ من المشتريات في المتاجر نقدًا. بحلول عام 2016 ، انخفضت هذه النسبة إلى 15٪. ومع ذلك ، فإن النقد ضروري للبنك المركزي للقيام بمهامه. “تتمثل مهمة Riskbank في تعزيز نظام دفع آمن وفعال ، وهي مهمة من المحتمل أن تكون أكثر صعوبة إذا لم يعد النقد يستخدم كوسيلة للدفع من قبل غالبية الأسر والشركات في تقول المؤسسة السويدية “المستقبل ، وتُعدّ السويد من أقل الدول اعتماداً على النقد في العالم، مما يجعل الأمر سهلا وبسيطًا للأشخاص الذين يستخدمون كمًّا أقل من الأموال التقليدية في تعاملاتهم ، وبذلك سيكون البنك المركزي السويدي أول بنك مركزي بالعالم يصدر اول عملة رقمية وهي كرونة إلكترونية، بسبب انخفض استخدام النقد بشكل كبير وبالتالي فإن العملات الرقمية ستكون بديلاً عن النقود الورقية والعملات المعدنية.
وتفرض الولايات المتحدة الأمريكية حجر طبي علي أوراق عملتها العائدة اليها من أسيا حسبما صرحت بذلك المتحدثة باسم بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) لمحاولة منع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وكان مصرف كوريا الجنوبية المركزي قد أعلن بدوره وضع الأوراق المالية في حجر طبي لأسبوعين، كما كان المصرف الصيني المركزي قد أعلن إجراءات مماثلة في منتصف فبراير الماضي.
في عام 2018 ، مثلت الأوراق النقدية 1 ٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي السويدي ، وفقًا لبيانات Riksbank ، مقابل 11 ٪ في منطقة اليورو ، و 8 ٪ في الولايات المتحدة و 4 ٪ في بريطانيا العظمى. في الوقت الحالي هو مجرد اختبار. لم يتخذ Riskbank بعد قرارًا نهائيًا بشأن إصدار هذا التاج الإلكتروني. إذا ظهرت العملة الرقمية ، فقد يضطر السويديون إلى الإحتفاظ بالمال في حساب البنك المركزي ، الأمر الذي من شأنه أن يشكك في التمييز بين البنوك المركزية والبنوك التقليدية .
تدشين مجلس عالمي لحوكمة العملات الرقمية
من ناحية أخرى أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي، بمدينة دافوس السويسرية، خلال اجتماعه السنوي الخمسين، تدشين مجلس عالمي لحوكمة العملات الرقمية، يركز على تصميم إطار لإدارة العملات الرقمية، بهدف زيادة وصولها إلى النظام المالي من خلال حلول مبتكرة تتمتع بالكفاءة والسرعة وقابلية التشغيل البيني والشمولية والشفافية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في كل من البلدان المتقدمة والاقتصادات الناشئة.
والمبادرة الأولى ، تعتمد على العمل الذي أنجزه المنتدى على مدار العام الماضي عبر اجتماعات مع عدد من البنوك المركزية في العالم للمشاركة في تصميم إطار سياسي لاعتماد العملات الرقمية، موضحا أن تلك الخطوة جاءت بعد مشاورات مكثفة مع المهتمين بقضايا العملات الرقمية، كأداة للإدماج المالي شريطة أن تكون مقترنة بحسن الإدارة.
وسيكون هذا الملف ضمن فعاليات قمة المنتدى العالمية لإدارة التكنولوجيا في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في الفترة من 21 إلى 22 أبريل من هذا العام، وسيضم المجلس مؤسسات دولية ومؤسسات مالية وممثلي الحكومات والخبراء التقنيين والأكاديميين والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وأعضاء مجتمعات المنتدى الاقتصادي العالمي.
حوكمة العملات الرقمية
وقال كلاوس شواب، الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي : ” تعتبر العملة الرقمية ، مجال اهتمام رئيسي، وبناء على تاريخنا الطويل من التعاون بين القطاعين العام والخاص، ونأمل استضافة هذا المجلس العالمي في وضع إطار عمل قوي لحوكمة العملات الرقمية”.
وأكدت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي المصرية مناسبة حضورها إجتماعات هذا العام فى ” دافوس ” مُمثلة عن مصر ، أن استصدار العملات الرقمية ستكون له آثار بعيدة المدى على الإستقرار المالي المحلي إلى أن يصل لحد الإستقرار في معاملات التجارة الدولية ، وعلى أن تكون الجهود المبذولة لتنظيم العملات الرقمية مستنيرة وتعاونية وعالمية.
الجدير بالذكر أن السويد باتت الدولة الثانية، بعد جزر البهاماس التي تطلق برنامجاً تجرييباً للمعاملات المالية المؤسسة على “العملة الإلكترونية”، مع الإشارة إلى جزر البهاماس تعتزم بدء التعامل بشكل كامل مع العملة الإلكترونية في النصف الثاني من العام الجاري .. هذا وتعتبر ” البيتكوين ” و الإيثريوم ” من أكثر العملات الرقمية شيوعاً وتداولاً من خلال الشبكة الإنترنت ، والتي تتميز بسرعة التحويل وانخفاض تكلفته وحفظ الخصوصية، إضافة إلى أنها لا مركزية.