ألقي قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الإسبوعية، والتي تم بثها العظة عبر القنوات القبطية والصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي للكنيسة القبطية.
وتحدث البابا عن المؤهلات الثمانية التي تساعد الإنسان ليكون على استحقاق تام للتقدم للذبيحة المقدسة. من يصعد في جبل الرب ومن يقوم في موضع قدسه؟
نحن نقول” نسألك ياسيدنا طهر نفوسنا واجسادنا وارواحنا لكي بقلب طاهر وقلب وطاهر وشفتين نقيتين ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ونية نقية وصبر كامل ورجاء تام.
وهما ٨ خطوات يصعد بها الانسان الى ان يصل بيهم الي الجمعة العظيمة ويستطيع الانسان ان يقول مع المسيح صلبت فأحيا لا انا بل المسيح الذي يحى في”
..اليوم نتحدث على الخطوة السادسة وهي : النية النقية”
النية: هي الدافع الداخلي الموجود في قلب الإنسان وراء دوافعه الداخلية
..هل في كل كلمة تقولها لها بنية صادقة ونية؟
نيتك في العمل في الكلام او في وعلاقاتنا بالأخرين.
..هل نيتك نحو الاخرين شريرة ام نقية؟
..نقرأ (سفر التكوين ٦ : عدد ٥ ) “ورأي الرب ان شر الانسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم” فقد صارت نية الانسان غير نقية بشكل دائم وذلك بسبب خطية الانسان الأولى.
.. وإن كانت نية الانسان جيدة تقوده الي افعال نقية وإن كانت نية الانسان رديئة تقوده إلى افعال شريرة
نقرأ في (امثال٢٤: ٨) “المتفكر في عمل الشر يدعى مفسداً”
وحتى القوانين الوضعية تفرق بين النية السليمة و الشريرة
وفي التاريخ الكتابي نقرأ عن ايوب الصديق: كان ايوب إنسان صالح وصادق ويقدم ذبائح. وكانت توجد خطية واحدة فقط وهي” خطية التمركز حول ذاته”. وحينما جاء اصدقاءه للتعزية لم تكن لديهم نية نقية.
وهو قال لهم ايوب : ” هوذا قد علمت افكاركم والنيات التي بها تظلمونني” وكان اصدقاءه يقولون له “ان تستحق كل ذلك”.
.. اذكر لك مشاهد من حياة السيد المسح، انه كان محاط دائماً بأصحاب النيات الرديئة من الطوائف الدينية في اليهود هم “الفريسيين و الكتبة” حيث كانت نيتهم شريرة وهما كانوا يسألونه لكي يتصيدوا له الكلمات، ففي قصة شفاء الأعمى سألوه هل يصلح ان ينال شخص الشفاء في يوم السبت؟ فقد كانت نيتهم ان يصتادونه بالكلمات .وكانوا يريدون الإيقاع به وكانوا يجربوه.
وذلك بالرغم من ان الاعمى كان معروف في المجتمع انه وُلد اعمى .وبدأوا يحققوا مع الاب والأم والجيران وفي النهاية قال لهم الأعمى انني اعلم شئ واحداً ” إنني كنت اعمى والآن أبصر” وقال له السيد المسيح” اتؤمن بأنني ابن الله؟” فقال له: أؤمن ياسيدي انك ابن الله.
ونحن نقول ان الله فاحص القلوب والكلى..وكلما يعيش الانسان مع الله يستطيع ان يميز بين اصحاب النية النقية واصحاب النية. الرديئة.
مثال اخر “يهوذا تلميذ المسيح ” كان المسيح يرى معجزات السيد المسيح ويرافق التلاميذ ولكن كانت نيته رديئة، وظلت نيته مختفية حتى ظهرت في افعاله وسلم المسيح للصلب.
..لكي تمتلك نية صالحة ويكون لديك روح الإفراز يجب ان تقرأ كلمة الله .
ونقرأ في(عب ٤:١٢) ” لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف زي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة افكار القلب ونياته”
.. كل ما تمتلك روح الكلمة في داخلك كلما تقدر ان تميز النية النقية والنية الرديئة
..كيف ننقى نياتنا؟
نقرأ في (رسالة بطرس الرسول الأولى ٤ : ١) ” فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد، تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية فإن من تألم في الجسد، كُف عن الخطية ”
احياناً نقول لله لماذا تسمح بالألم؟
الالم: هو احد قضايا الوجود الانساني وذلك بكل اشكال الألام فنحن نمر بالعديد من الألام الجسدية والروحية والنفسية
و يسمح الله بالألم لكي يتوب عن الخطية.ونحن نقبل التعب من اجل المسيح وذلك في الخدمة .
كلما يتعب الإنسان ويتألم فذلك يساعده على التخلي من الخطية والضعفات.
اجعل داخلك كما هو خارجك واطلب من الله ان يعطيك قلب نقي ونية نقية.
والف نظركم الي ان المحبة لا تظن السوء وجود المحبة يجعل نيتك للأخرين نقية ليس فيها ظن سوء وذلك يظهر محبتك الحقيقية.
ونحن في فترة الصوم لكي يكون لدينا نوع من الهدوء لكي ينظر الإنسان إلى داخله ففي انجيل القداس احد الرفاع الذي يسبق الصوم.
يقول ادخل الي مخدعك واغلق بابك وذلك توجيه تقدمه لنا الكنيسة قبل الصوم “قدسوا صوما ونادوا بإعتكاف ” ونحن نختبر ذلك من خلال الظروف التي نعيشها الآن في ظل انتشار هذا الوباء بصورة مخيفة وتوجد مآت الالاف من الإصابات والوفيات وتبذل الدولة في حصر الوباء.
وانت موجود حاليا في البيت،فهذه فرصة نادرة لك لكي تفحص داخلك في معاملاتك في علاقتك
.. ارجوك استغل هذه الايام بصورة جيدة وادخل إلى مخدعك وادخل الي قلبك اغلق باب بيتك لكي تتمتع بفحص وافحص ذاتك وافحص الضمير . فمن يصعد الي جبل الرب هو الطاهر اليدين والنقي القلب وصاحب النية النقية.
ربنا يبارك في حياتكم ويبارك توبتكم.