د/عادل عبد المقصود: المصدر الوحيد الآمن للإيثانول هو هيئة التقطير المصرية بالحوامدية وشركة الجمهورية بالقاهرة ولابد من تصريح مسبق
د/مصطفي محمد: قصر العيني برئ وخاضع للرقابة والمسؤول هم الباعة الجائلون وورش تحت السلم
حالة من الهلع انتابت الشعب المصري خلال الساعات القليلة الماضية، ولا سيما بعد تداول الأخبار حول تواجد فيروس كورونا أو ما يعرف ب “كوفيد 19” الجديد بمصر، والتشديد على اتخاذ الإجراءات الاحترازية والحذر في التعامل مع المحيطين وعدم التواجد في الأماكن شديدة الازدحام وملامسة الأسطح واستخدام المطهرات والمعقمات والكمامات الطبية وغيرها من الإجراءات التي يعمل الإعلام وبرامج التوك شو على نشرها، لنشر الوعي وسبل الوقاية والحيطة والحذر من الإصابة بالفيروس سالف الذكر، والذي انتشر كالنار في الهشيم في ربوع العالم أجمع ، إلا أنه ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن حالات التعافي والشفاء من الفيروس كبيرة وهو الأمر المطمئن، ولكن الأمر يحتاج فقط للأخذ بالأسباب وعدم الاستهانة به والسخرية منه كما يحدث ليل نهار على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشوارع، إلا أنه وفي ظل الظروف التي تعانيها البلاد ويعانيها العالم بأسره، يظهر لنا في الأفق فئة غير أمينة على البلد أو على أبنائها، فينزعون إلى حالة ليست فقط من تعطيش الصيدليات والمحال التجارية من المطهرات التي يحتاجها الناس للوقاية كإجراء إحترازي، إلا أننا رصدنا بعض من يقومون أيضًا بتداول وبيع “الميثانول” شديد السمية والخطورة على أنه هو ذاته الإيثانول المطهر أو ما يعرف ب “الكحول الإيثيلي”، بل ويبيعونه مخلوطًا بالبنزين في بعض الحالات ، وهو ما يزيد من الأمر خطورة والأكثر فداحة أن يتم تداول لتر الميثانول السام “أو الكحول المثيلي ،أو الإسباني” بنفس أسعار الكحول الإيثيلي المطهر وبأسعار خيالية، ويتلاعبون في السوق بمنتهى الجشع غير مراعين لضمير أو وازع إنساني أو ديني أو أخلاقي ، والأمر لا يتعدى كون الكحول الميثيلي غير صالح للاستخدام الآدمي وإنما هو غير صالح حتى لتنظيف الأسطح أو الأرضيات وقد يتسبب في مخاطر سنتعرف عليها من خلال تحقيقنا .
تاريخ الإيثانول أو ما يعرف بالكحول الإيثيلي المطهر:
يذكر دكتور أحمد فتوح، أنه في فترة الخلافة العباسية تمكن العالم أبو بكر الرازي من عزل الإيثانول كيميائيًا عن طريق التقطير ثم عكف بعده عدد من العلماء على رأسهم جابر بن حيان ويعقوب بن إسحق الكندي على الحصول عليه مطلق نقي أي بنسبة 100% إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول عليه مطلقا لأنه كان يشكل مع الماء مزيج غير قابل للفصل، وأقصى ما تمكنوا من الحصول عليه كان بنسبة 96% ، حتى عام 1796 ومع تطور علم الكيمياء وفهم ظواهر طبيعية جديدة تمكن العالم يوهان لوفتر من الحصول على الإيثانول المطلق النقي أي بنسبة 100% من خلال تقطير الإيثانول عبر الفحم النشط، وفي القرن التاسع عشر الميلادي استخدم الإيثانول كوقود، وفي عام 1908 صمم هنري بورد سيارة تعمل على مخلوط الإيثانول مع البنزين وسماه وقود المستقبل، وفي الحرب العالمية الأولى تم مزج الإيثانول مع البنزين لرفع نسبة الأوكتان واستبدل اسم البنزين بأسماء أخرى تعكس نسبة الأوكتان التزايدية، مثل بنزين بلس أو بنزين سوبر، ولكن لا ينصح بتجربتهم اليوم.
أما عن الإيثانول فهو مركب عضوي ينتمي إلى فصيلة الكحوليات، والصيغة الكيميائية له هي CH2H5OH ، وهو مادة قابلة للاشتعال عديمة اللون تتكون عضويًا من تخمر السكر وتستعمل في المشروبات الكحولية وصناعة العطور وكوقود لبعض المحركات الميكانيكية المجهزة لاستخدام الإيثانول، وهو مركب قطبي يغلي عند درجة 80 مئوية ويذوب في المذيبات القطبية مثل المياه ويكون مع الماء روابط هيدروجينية، يحترق بلهب أزرق فاتح اللون عديم الدخان والمطلق منه لا نرى لهبه في الضوء الطبيعي، قابل للامتزاج مع العديد من المذيبات العضوية مثل حمض الخليك والاسيتون والبنزين ورابع كلوريد الكربون والكلوروفورم والجلسرين وغيرها.
كما ذكر دكتور “فتوح” أن الإيثانول يمكن تصنيعه كيميائياً وكذلك طبيعيًا وفي الحالتين يمكنني الحصول على الإيثانول النقي، ولكن ما يحكمني هو التكاليف والظروف المتاحة للتصنيع، ويستخدم الإيثانول كمادة مذيبة في الصناعات الدوائية وهو مادة مطهرة ومعقمة.
شعبة المستلزمات الطبية: لابد من شراء الكحول الإيثيلي من الصيدليات وليس المحال التجارية:
صرح الدكتور “محمد إسماعيل” رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الغرف التجارية “لوطني نت” بأن الكحول الإيثيلي يتم استخدامه كمطهر وكذلك في الأدوية كمذيب ولا ضرر منه، على عكس ما ظهر خلال اليومين الماضيين بعد حالة تعطيش السوق وعدم توافر الكحول الإيثيلي وتلاعب ضعاف النفوس بالسوق لينشروا الكحول المثيلي أو الميثانول على أنه له نفس الاستخدامات، وهو أمر عارٍ تماما من الصحة، حيث حذر من تداول الميثانول أو شراؤه لأنه شديد الخطورة والسمية، ربما فقط يصلح للتنظيف ولكنه غير صالح للاستخدام الآدمي، لافتًا إلى أن الكحول بأنواعه ممنوع من التداول إلا بتصريح واضح من الأمن الوطني حيث يتم استخدامه في تصنيع القنابل ويتم القبض على أي شخص ليس لديه رخصة تداول واضحة للكحول الإيثيلي والمثيلي.
فيما لفت إلى ضرورة رفع الوعي الشعبي حيث أن الأيام القليلة الماضية ساهمت في انتشار حالة من الفزع أدت ليس فقط إلى اختفاء الكحول من السوق بل وإلى شراء البضائع والمأكولات والمشروبات بشكل كبير جدًا وهو ما سيساهم بالتأكيد في أزمة كبيرة في السوق نتيجة قلة المعروض وزيادة الطلب، كما ستساهم بالتأكيد في رفع الأسعار بشكل كبير، وهو الأمر الذي لا بد أن يعيه المواطنون جيدًا ، مشيرًا إلى أن الأمر ليس بهذه الخطورة التى يتم تداولها حيث قال إنه نحو 180.000 مصاب بفيروس كورونا حول العالم ، تم شفاء منهم نحو 80.000 دون مصل ولكن عن طريق معالجة الأعراض ورفع المناعة مما ساهم في شفائهم ، لذا لا بد من الحفاظ والعمل على نفسي وعلى جهاز المناعة خاصتي وأحاول عدم التواجد في الأماكن المزدحمة ورفع المناعة عن طريق تناول فيتامين سي والمشروبات الساخنة والمياه بكثرة والحرص على تناول الأطعمة الصحية المفيدة وتجنب الوجبات السريعة أو غير جيدة الطهو.
فيما شدد على شراء المواطن للكحول الإيثيلي من الصيدلية وليس من أي محال تجارية أو المتداولون عبر الانترنت ، ولا بد أن يبتاع الصيدلي بضاعته من شركات موثوق بها ومصرح بها ومكتوب على العبوات اسم المنتج وتركيزه واسم الشركة المنتجة له ومكوناته وأن تكون شركة معتمدة، محذرًا من شراء أية عبوات كحولية مكتوب عليها اسم الصيدلية فقط أو مجهولة البيانات، مضيفًا أن الجيش يقوم الآن بترويج الكحول الإيثيلي وبأسعار مناسبة، لا فتًا إلى أن هناك حالة جشع واضحة من التجار الذين يعملون في هذا المجال إلى جانب كونهم غير متخصصين في هذا الأمر وغير مصرح لهم أو ما يعرف عنهم مصانع “بير السلم”.
غرفة صناعة الدواء: احذروا “الميثانول” المتداول يسبب العمي وتأثيره على الجلد مدمر:
صرح الدكتور “محيي حافظ” رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات “لوطني نت” قائلًا: “إن الميثانول الذي تم رصد تداوله في السوق يسبب عمى وتقرحات وارتكاريا للجلد، كأن تضع ماء نار على جلدك بالطبع ستؤذيه وتعمل على تآكل الجلد، مشبهًا مروجي الميثانول “الكحول المثيلي” بمن يضعون السم في حليب الأطفال” فهو قتل مع سبق الإصرار والترصد، وجريمة تسبب عاهة مستديمة ولا مناص من أن يحال هؤلاء إلى المحكمة الجنائية علي الفور ويتم محاكمتهم “.
لافتًا في حديثه إلى ضرورة رفع مستوى الوعى الشعبي وثقافة الصناع القائمين على هذه الأمور، حيث أشار في معرض حديثه إلى أن حالة الهلع التي أصابت المصريين خلال الأيام الماضية وحجم تداول المعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بما لها وما عليها، الحقيقي فيها والمغلوط وصل خلال إحصائية إلى أكثر من نصف مليون معلومة تم مشاركتها، مما وضعنا في حالة من الذعر والفزع والجزع على الرغم من كل ما تحاول الجكومة دفعه لنا من وسائل تأمين للشعب واحتياطات وإجراءات احترازية من منع الاجتماعات والمدارس والتجمعات وحتى الصلوات في المساجد والكنائس، إلا أن الكثير من مروجي الإشاعات اتخذوا هذه الإجراءات كذريعة لنشر الذعر بين المواطنين ودليل على انتشار الفيروس وتكذيب كل بيانات الحكومة، وهو ما لا بد أن يضرب بيد من حديد عليه كل مروجي الاشاعات ،فنحن كبلد نخضع لتعليمات منظمة الصحة العالمية ولا بد من اتخاذ اللازم لحماية ابنائنا وهو ما لم تتهاون فيه الدولة.
مشيرًا إلى أن حالة الهلع التي تتعلق بالمطهرات أو “الكحول الإيثيلي” بالتحديد لا داعي لها على الاطلاق، كذلك فيما يتعلق بنهم المواطنين على شراء وتخزين المأكولات والمشروبات جميعها أمور لا داعي لها، وهي تصرفات لن تجلب علينا إلا ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه والوقوع تحت وطأة التجار وجشعهم واستغلالهم لحاجة الشعب بلا رحمة ولا ضمير ولا وازع ديني.
فيما قال إن كل ما علينا فقط هو أن نحتاط لأنفسنا وشرب مشروبات دافئة واستعمال المياه والصابون والمناديل المبللة وشرب المياه وهو سلوك شخصي بحت لا يحتاج إلى أزمات، لافتُا إلى أن الفيروس غير متطاير في الهواء ولكنه يتطاير عبر الرذاذ، مما يؤكد أنه لا داعي للكمامات ولكن لا بد من مراعاة السلوك الشخصي للفرد فقط.
كما ذكر أن الكحول الإيثيلي لابد أن يكون تركيزه 70% فقط فما دون ذلك لا فائدة منه ،وما فوق ذلك حارق للجلد ومؤذي، كما يجب خلط الكحول الإيثيلي بالجلسرين ولا يوضع بشكل مباشر على الجلد، مؤكدًا صعوبة تفريق المواطن العادي للإيثانول من الميثانول وأن ما عليه فقط هو أن يشتري المطهرات من صيدلية موثوق منها وليس من بائعي المنظفات، لافتا إلى أن الصيدلي ذاته لا يمكنه التفريق ما بين الكحول المغشوش والنقي أو حتى الدواء المغشوش من النقي، فالغشاش يستغل جهل الناس ويلعب على حاجتهم وعدم درايتهم، لذا لابد من محاكمة كل من يتم ضبطه يغش في الكحول الإيثيلي فالتأثير المباشر والأقوى هو تلف العصب البصري نتيجة استخدام الكحوليات المغشوشة، ناهيك عن حساسية الصدر والأزمات التنفسية وحساسية الجلد، مشيرًا إلى أنه هناك عدد من المطهرات الأخرى غير الكحول الايثيلي مثل الايزوبروبيل الكحولي فهو مطهرومعقم أيضًا، وكذلك الخل والكلور والليمون وغيرهم مطهرات لها نفس التأثير وليس فقط الكحول الإيثيلي.
فيما أضاف في نهاية كلامه إلى تحريم المفتي استغلال الضائقة والأزمة التي يمر بها الشعب ورفع الأسعار وكذلك اجتماع مجلس الوزراء والتنبيه علي معاقبة المفسدين ومروجو الاشاعات، لافتًا إلي أن اسعار المطهرات ارتفعت من 4 إلى 10 أضعاف للمتداول في السوق وكل يوم ترتفع بنسبة أكبر لذا لا بد من معاقبة أي شركة تقوم باحتكار المنتجات واستغلال ضائقة الناس.
شعبة الصيدليات: الجهتان الرسميتان للإيثانول هما هيئة التقطير المصرية وشركة الجمهورية، ما عدا ذلك مغشوش:
شدد الدكتور عادل عبد المقصود بشعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، على ضرورة توجيه المواطنين إلى الأماكن الصحيحة لبيع الإيثانول ولابد من إعلان الجهات الرسمية المسئولة عن البيع وهي هيئة التقطير المصرية المتواجدة في الحوامدية وهي تصرف “جركن” واحد كل شهرين للصيدلي وهو يقوم بتوزيعه على زجاجات صغيرة وتخفيفه، ولكن الأمر له عدد من الاجراءات أهمها إرسال البطاقة الضريبية وصورة من رخصة الصيدلية وعدد من الأوراق لطلب استخراج تصريح لأخذ حصة الإيثانول وأنه ممنوع تداوله بدون تصريح، فيما لفت إلى وجود شركة أخرى بالقاهرة تسمى “الجمهورية” وهي أيضاً مسئولة عن بيع حصة بمقدار “جركن 1 لتر ” لكل صيدلي فقط ولكن لا بد من استخراج التصريح أولا.
لافتًا إلى ضرورة تكاتف الأجهزة الأمنية والرقابية والمجتمع المدني حتى يتم تداول المطهرات بشكل صحيح لخطورة تداولها، مشيرًا إلى القبض على مروجوها بدون تصريح.
مناشدًا شركتي التقطير والجمهورية بتوفير الكحول للصيادلة وإرسال مندوبين متخصصين بسياراتهم للصيادلة لتوفير الكحول النقي غير المغشوش ،نظرًا لحالة الغش التي تم رصدها في السوق، قائلًا إن أي نوع كولونيا متوافر في الصيدليات بتركيز كحولي 70% يقوم بنفس دور الكحول الإيثيلي ، ككولونيا 555 ولافندروفا و55555 وغيرها من التي يتواجد فيها نسبة الكحول التي يحتاجها الفرد كمعقم لليدين.
مشيرًا إلى جشع التجار اليوم فأصبحت زجاجة الكحول 120 مل بلغ سعرها 20 جنيه والتى كان يتراوح ثمنها ما بين 7 : 10 جنيخه فقط ، بينما اللتر تخطى ال 120 جنيه، فيما كان يباع سابقا بنحو 35 جنيه فقط ، مؤكدًا ضرورة التعامل مع جشع التجار ومعاقبتهم.
وعن الكمامات فقد أشار إلى أنه تم وقف استيرادها منذ 3 أشهر ماضية وهو ما أدى إلى بيعها بأسعار خيالية اليوم نظراً لقلة المعروض وكذلك فإن البعض تلاعب بالأمر وابتاع الأقمشة وتم تصنيع كمامات تحت السلم وغير معقمة، لذا لا بد من توجيه أنظار الناس وتوعيتهم وتوفير الحصص المناسبة للفرد من مصادرها الموثوق بها حتى لا نسمح لضعاف النفوس بأن يتلاعبوا بنا، مؤكدًا أن القصر العيني والقضاعي لبيع المستلزمات الطبية غير أمينة ومصادر غير موثوق بها ولابد ألا يتم التعامل معها.
عضو مجلس عام نقابة العلميين: الذين يعملون على غش الكحول هم الباعة الجائلون لأنها “سبوبة كويسة” ،القصر العيني برئ:
صرح الدكتور “مصطفى محمد مصطفى”أخصائي تحاليل طبية وعضو مجلس عام نقابة العلميين، بأن تأثير الإيثيل على الجلد “الكحول” له رائحة محببة أو مقبولة وغير نفاذة وغير حارقة للجلد، على عكس ما يفعله الميثانول الذي يتسبب في تقرحات للجلد وحساسية وأزمات تنفسية وغير صالح للاستخدام الآدمي وله رائحة نفاذة تشبه رائحة البنزين.
لافتًا إلى أن ذكر اسم الكحول الإيثيلي في الإعلام ساهم بشكل مباشر في الأزمة التي نواجهها اليوم، حيث أعتقد الناس أنه الوسيلة الوحيدة للتطهير والتنظيف، فبعدما كان السوق يحتاج إلي 11 وحدة بالأمس أصبح اليوم يحتاج إلى 1000 وحدة وهو ما أدى إلى تعطيش السوق بشكل كبير جدًا وظهور ذوي النفوس الضعيفة الذين بدأوا بالتلاعب وتعبئة الميثانول أو الكحول الميثيلي “الاسباني سريع التطاير” علي أنه كحول ايثيلي وله نفس التأثير المطهر وآمن على الجلد والأطفال.
فيما قال إن ما تم رصده من تلاعب في الكحول ليس من السهولة على المواطن أن يفرق بينهما، والأمر ذاته مع الصيدلي الذي يقع تحت وطأة ضغط الطلب والتجار المستغلين الذين استغلوا الأمر وتلاعبوا به ،كما أن الأمر تعدى الصيدلي فالكحول اليوم يباع في المحال التجارية وعلى الانترنت وعلى الأرصفة وفي محال المنظفات، ومن الصعب رصد سلامة الكحول من غشه، ولكن المتداول خارج الصيدليات غير موثوق به ولا بطريقة تعبأته، والقائمين عليه “ورش تحت السلم” ، إلا أن هناك العديد من الوسائل الناجحة في عملية التطهير والتعقيم ومواد أخرى مثل الكلور والخل والصابون العادي والمناديل المبللة والليمون وأي مادة يدخل فيها قاتل للفيروسات ستكون نافعة، إلا أن الإعلام لعب دور كبير في توجيه المواطنين نحو الكحول الإيثيلي فقط.
لافتًا إلى أن من يعملون في غش الكحول الآن في منطقة السيدة زينب “القصرالعيني” ليس القصر العيني وهو برئ من الأمر كليًا ، إلا أن الباعة المتجولون أو ما يعرفوا بالباعة “السريحة” الذين لا عمل لهم هم من يعملون في هذا الأمر ويخلطون المثيانول وغيره من المواد ويتلاعبون بالسوق في بيوتهم وفي ورش يختبئون ورائها، مؤكدًا أن القصر العيني محظور عليه تداول الكحول إلا من خلال شركة الجمهورية فقط وبتصريح واضح فهم خاضعون للرقابة والتفتيش ،ولكن ما يحدث اليوم هو سوق موازي يتلاعب بالأمر والعاملين فيه غير مختصين وليس لديهم تصاريح ولا بد من إيقافهم والإبلاغ عنهم، مشددًا على توخي الحذر عند شراء الكحول وقراءة كل البيانات المكتوبة على الزجاجة ومحذرًا من خطورة تداول الميثانول الذي يؤدي إلى تهيج الجلد والتهاب الصدر والحساسية الصدرية والازمات التنفسية ويؤثر على العصب البصري.
كما لفت إلى أن أسعار اللتر الأصلي النقي كانت قبل أيام ما بين 25 :30 جنيه ، بينما اليوم لتر الكحول المغشوش بلغ 150 جنيه في بعض المناطق، لافتا إلى أن الأمر ذاته حدث في الكمامات فقبل أيام كانت العلبة التي تحتوي 50 قطعة تتراوح ما بين 15 : 20 جنيه بينما بلغت اليوم في ظل الأزمة نحو 250 جنيه وغير متوفرة، مشيرًا إلى أن المتداولة في السوق هي صناعة محلية قام بعض التجار بشراء الأقمشة وتصنيعها في ورش غير مختصة وغير معقمة والأمر ذاته بالنسبة للجوانتي اللاتيكس الذي يستخدم في التعقيم.
مشددًا في نهاية كلامه على ضرورة الحيطة والحذر ونشر التوعية بين الشعب وفي الشركات والمولات التجارية واتباع أساليب النظافة الشخصية على أقل تقدير وعدم نشر الرذاذ في الهواء والسعال أو العطاس أمام أحد دون استخدام مناديل شخصية واقية.
باعة المستلزمات الطبية يشتكون من عدم وجود السلع:
اشتكى الأستاذ بيتر فخري بائع للمستلزمات الطبية، من عدم وجود الكمامات أو الجوانتي الطبي وكذلك الكحول الطبي ، مؤكدًا حالة تعطيش السوق التي ظهرت فجأة خلال الأيام الماضية، لافتا إلى أن الكمامة إن وجدت اليوم يبلغ سعرها ما بين 8 :10 جنيه وفي انتظار ارتفاع الأسعار عن هذا، كما أكد أن الموجود والذي وصل إليهم كحول مثيلي ويباع بنفس سعر الكحول الإيثيلي وهو الأمر الذي اشتكى منه باعة المستلزمات ورفضوا تداوله، لافتًا إلى أن المسؤول عن تصنيع الكحول ورش تحت السلم بمنطقة السيدة زينب، مضيفًا إلى أن الكحول الأصلي يظل مشتعل لفترة أطول ويكون عديم الرائحة ولا يظهر لونه في الضوء الطبيعي، على عكس الكحول الخلوط بالماء أو الميثيلي الذي يشتعل برائحة نفاذة يصحبها دخان متطاير، فالأمر يعد عملية استغلال بحته لنا كمن قبل التجار وهامش الربح الذي نصل له ضعيف جدًا في ظل ارتفاع الأسعار وعدم توافرها، لافتا إلا أن علبة الجوانتي المعقم 100 قطعة كانت قبل أيام ب 40 :42 جنيه، فيما بلغت اليوم نحو 55 : 58 جنيهاً.
مؤكدًا عدم توافر البضاعة بالسوق، وأن المورد الأساسي لهم هو القصر العيني ولا يوجد به بضاعة تكفي الطلب والاستهلاك المتزايد الذي يركن إليه الناس اليوم ولا سيما مع عملية وقف الاستيراد منذ 3 أشهر مما ساهم في زيادة حجم الأزمة.
دكاترة الجلدية: الديتول ليس ذو فعالية مع الفيروسات وتجنبوا بلع المطهرات:
صرح الدكتور سامح زكي أخصائي الأمراض الجلدية، ل “وطني نت” قائلًا : “احذروا الميثانول المتداول فهو لا يقوم بوظيفة الكحول الإيثيلي على الإطلاق لافتًا إلى أن الكحول الإيثيلي لا بد من خلطه مع الجلسرين قبل الاستخدام والوضع على البشرة حيث إنه يسبب جفاف كبير للبشرة في حال استخدامه بدون الجلسرين، مشددًا على خطورة استخدام الميثانول، حيث إنه يسبب تهيج في الجلد وارتكاريا وتسمم وتلف في العصب البصري إذا تم استخدامه بشكل كبير، مشددًا على عدم استخدام الكحول في تنظيف الخضروات والمأكولات حيث إنه يتسبب في تسمم ويؤثر على المعدة بشكل كبير، مؤكدًا ضرورة قراءة بيانات المنتج قبل شرائه وأن يكون من مصدر موثوق منه وخالي من الميثانول القاتل، مشددًا على عدم ابتياع المطهرات من محال المنظفات أو من على الأرصفة حيث أنها مجهولة المصدر ، وليس عليها رقابة صحية وأحيانًا يتم لصق بيانات مزيفة على العبوات ،فيما أشار إلى ضرورة تناول فيتامين سي للأطفال والكبار بشكل منتظم مع الحفاظ علي الحلق مبلل عن طريق شرب المياه باستمرار وشرب المشروبات الدافئة واستخدام الليمون والبرتقال وغيرها من طرق الوقاية سالفة الذكر، لافتًا إلى عدم جدوى الديتول مع الفيروسات وتجنب ملامسته للجلد مؤكدًا على أنه غير صحى وغير فعال وليس مقاومًا للفيروسات ولكنه مقاوم للبكتيريا.
الصيادلة يؤكدون ويشتكون من عدم توافر المستلزمات وتداول المغشوش منها:
ووفقًا لكل ما سبق فقد أكد الدكتور سمير سامي صيدلي، الكلام سالف الذكر، مؤكدًا الشكوى من عدم وجود المستلزمات الطبية وارتفاع الأسعار بصورة خيالية ، ومؤكدًا تداول منتج غريب ونفاذ الرائحة على أنه إيثانول في ظل زيادة الطلب، وهو الأمر الذي وإن رفضه هو يقبله الكثيرون لأن له هامش ربحي مغري جدًا لأصحاب النفوس الضعيفة، فاللتر الواحد من المغشوش يصلهم ب20 جنيه ليتم تداوله ب 70 جنيه، ولكن الزجاجات مجهولة المصدر ليس عليها بيانات وغير معروف بماذا تم تعبئتها ، وما خطورة هذا على الذين سوف يستخدمونه، مؤكدًا أن أصحاب النفوس الضعيفة يصرون على إيقاع المواطنين في فخ حاجتهم واستغلالها بأسوأ وأبشع صورة، غير عابئين لما من الممكن أن يحدث من هذه التركيبة الجهنمية التي يتداولونها ويعرضونها على الصيادلة.
فيما لفت الدكتور سامي إلى ضرورة تجنب ملامسة الكحول للعين وعدم استنشاقه لأنه قد يتسبب في اختناق أو تسمم، لافتًا إلى أن معرفة الكحول المغشوش من العادي يكون عن طريق وضع بعضًا منه على قطنة واشعالها ،الكحول النقي تكون ناره بيضاء مائلة للأصفر ،بينما الميثانول أو المغشوش تكون نيرانه مشتعلة باللونين الأزرق والأصفر ويكون له رائحة نفاذة ودخان متطاير، لافتا إلى أن هناك أنواع أخري معقمة من الكحوليات مثل البروبانول والبروبيل الكحوليين على ألا تزيد نسبة التركيز عن 70% فقط لا أكثر ولا أقل ، مع ضرورة توخي الحذر والتوعية ولا سيما للأطفال أثناء الاستخدام ويفضل أن يكون بإشراف ذويهم.