“المثل الدارج الذي أطلق على أبناء محافظة الشرقية أنهم عزموا القطار ما هو الأ دلالة على كرم وشهامة أهلها، ولكن هذا الأمر تكرر بين أبناء محافظتى أسوان والأقصر بشكل أخر، بعد أن قام عدد من الأهالى بمبادرة لإغاثة وإطعام عدد من السودانيين العالقين على الطريق فى ظل قرار السلطات السودانية بإغلاق معبر أشكيت الدولى بين مصر والسودان، فى أطار الإجراءات الإحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
أبناء أسوان والأقصر يشتهرون دائما بقيم النبل والشهامة فى إطعام العابرين للطرق والمسافرين فى عادة طيبة يحافظون عليها، أملا فى الأجر والثواب على الرغم من قسوة الظروف الإجتماعية والإقتصادية.
الأهالى ، بمجرد إخطارهم بتواجد عشرات من المسافرين السودانين العالقين بحافلاتهم على الطريق أمام منطقة السباعية شمال أسوان وهى أخر مدينة شمال أسوان والتى تقابل الأقصر من ناحية الجنوب، هرعوا إلى تلبية نداء الشهامة والكرامة فى إغاثة الغريب على حد تعبيرهم، خاصة بعد ان علموا أن بينهم طلاب ومرضي كانوا عائدين الي السودان بعد رحلة علاج فى مصر، الاهالي تسابقوا فى إعداد وجبات ساخنة جاهزة لإكرام المسافرين السودانيين الذين توقفت حافلاتهم فى إنتظار ساعة المغادرة بسبب قرارات حظر التجوال.
يقول أحمد صايم أحد القائمين على مبادرة الطعام من منطقة المنشية بأسوان، أننا فور إخطارانا بوجود عدد من الحافلات التى تقل الأخوة السودانيين العالقين بمنطقة السباعية شمال أسوان، تم الإعداد لتجهيز وجبات ساخنة بجمعية منشية النوبة بأسوان، لإرسالها لهم فى إطار تحقيق التكافل الإجتماعى مع الأخوة و الأشقاء السودانيين العالقين.
وأضاف أن الوجبات المقدمة تنوعت ما بين أطباق تحوي بعض الأرز واللحوم، وبعض أنواع الفاكهة التي تمد الجسم بالطاقة، بالإضافة إلى بعض أدوية البرد والصداع والإسعافات الأولية.
في المقابل قال محمد مراد سعيد من نجع الشهيد بإدفو شمال أسوان، إن أهالي قرى إدفو شمال أسوان وأيضا أهالى الأقصر وأسنا تسابقوا فيما بينهم إلى توفير الزاد والطعام للعالقين السودانيين وتوفير المساعدات والوجبات الجاهزة، كما حرص الاهالي علي الاطمئنان يوميا والذهاب اليهم لتقديم كافة الاحتياجات لهم في ظل الاوضاع الانسانية التي يمرون بها الي جانب توفير سيارات الاسعاف لعلاج اي اي حالات ونقلها الي المستشفى إذا لزم الأمر.
من جهتهم أكد السودانيون العالقين، أنهم استقلوا الحافلات من القاهرة في طريق عودتهم الي السودان لكن فوجئوا بصدور قرار من السلطات السودانية باغلاق المعبر وهم في طريق العودة الي السودان لافتين الي ان جميع الاوراق والتاشيرات الخاصة بهم سليمة وبينهم طلاب وكبار سن واطفال ومرضي جاءوا للعلاج مطالبين السلطات السودانية باتخاذ الاجراءات لفتح المعبر للعبور إلى الجانب السوداني.