(1) : علي باشا مبارك .. أبو التعليم
عندما كان أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد تلميذا في مدرسة الخديوية سنة 1889, وهي السنة التي حصل فيها علي شهادة البكالوريا التي تشبه الثانوية العامة, كانت المدرسة تعقد اختبارا كل شهر لتلاميذها. ويقول أستاذ الجيل: رغب تلامذة البكالوريا أن تعفيهم المدرسة من الاختبارات الشهرية, حتي يوجهوا كل جهودهم إلي المذاكرة للامتحان العام. وأجمع رأيهم علي أن يطلبوا إلي وزير المعارف علي باشا مبارك إعفاءهم منها. واختاروني للذهاب لمقابلته فذهبت إليه. وكان من عادته أن يضع سبورة في مكتبه لاختبار كل من يتقدم إليه من الطلبة في حاجة يريدها, ولا يجيبه إلي حاجته إلا إذا أجابه إجابة صحيحة فيما يختبره من المسائل الرياضية أو العلمية. فلما وقفت بين يديه, طلب مني أن أقف أمام السبورة لأبرهن علي نظرية هندسية حددها لي, فأثبتها أمامه, فوافق علي الرغبة التي أوفدني زملائي من أجلها. وقد كان رحمه الله أبا للتلاميذ محبا لهم عطوفا عليهم, وكثيرا ما يختلط بهم في وقت الفراغ, ويفسح لهم منزله للزيارة.
(2) : غاندي زعيم الهند
غاندي هو أكبر زعيم سياسي أنجبته الهند في العصر الحديث, ولد غاندي سنة 1869, وتوفي مقتولا سنة 1948, وبذلك كان عمره عندما توفي 79 سنة. كان مثله الأعلي في طفولته, اثنين من أبطال الأساطير الهندية, يمثلان الصدق والتضحية. تعلم بالهند ولندن. وفي سنة 1889 اشتغل بالمحاماة, ثم دعاه الواجب الوطني للذهاب إلي جنوب أفريقيا, للدفاع عن حقوق الهنود بها. وقد عاد إلي الهند سنة 1915 وقد تخلي عن العادات الأوروبية في المأكل والملبس. اتبع نظاما شديد التقشف في معيشته, وارتدي قطعة قماش تغطي وسطه. وكان يجول ومعه ماعز يشرب حليبها, وينسج من شعرها ملابسه. وكان نباتيا لا يأكل اللحم. نادي بوحدة الجنس البشري, وطالب البشر من مختلف الأديان باتباع تعاليم المحبة والعدالة والإخاء.
نظم حركة المقاومة السلبية ضد الحكم الإنجليزي في الهند, فقاطع الهنود شراء واستخدام البضائع الإنجليزية. اشتد الإنجليز في اضطهاده, وسجنوه عدة مرات, فقضي في سجون الهند 21 يوما, وفي سجون جنوب أفريقيا 249 يوما. لقب بـالمهاتما, ومعناه الروح العظيمة. بلغ من قوة نفوذه أنه كان يضطر مواطنيه أن ينفذوا توجيهاته عندما كان يصوم, ويهدد بالصوم حتي الموت لكي يستجيبوا له. وقد نالت الهند استقلالها في 15 أغسطس سنة 1947 نتيجة جهوده.
(3) : حق الجار
يحكي ابن المقفع, الكاتب العربي المشهور, الذي عاش من سنة 724م حتي 759م, والذي ترجم وكتب كليلة ودمنة, أنه كان يعيش في بيت تجاوره دار صغيرة يملكها أحد تجار الكتب والورق. وكان ابن المقفع يرغب في شراء دار جاره ليضيفها إلي بيته, لكن الجار رفض بيعها.
بعد فترة أصابت الجار خسارة كبيرة, وتزايدت عليه الديون, فاضطر أن يرسل رسولا إلي ابن المقفع يعرض عليه شراء البيت, لكن ابن المقفع قال للرسول: لست في حاجة الآن إلي تلك الدار. قال له الرسول: لكنك كنت قد طلبت منه, من قبل, أن تشتري بيته؟! قال ابن المقفع: إذا انتهزت فرصة تراكم الديون علي جاري, واشتريت منه بيته, أكون قد أسأت إلي حق الجار, واستغللت حاجته. ثم حمل ثمن الدار, وذهب لزيارة جاره, وقال له: ابق في دارك, وادفع بهذا المبلغ ديونك.
(4) : شباب القلب
حكي كاتب فرنسا الكبير أندريه موروا, أنه كان يقضي الصيف ذات مرة في إحدي مناطق سويسرا المشهورة برياضة الانزلاق علي الجليد, ورأي رجلا اقترب عمره من الثمانين, يبدأ رياضته للتزحلق علي الجليد في الصباح, ويستمر في تلك الرياضة الشاقة العنيفة حتي المساء. سأل الكاتب زوجة الرجل العجوز قائلا: ألا تعتقدين أن هذه الرياضة تؤدي إلي إرهاق زوجك إرهاقا شديدا؟ قالت الزوجة: إنها ترهقه, لكنه يتمني أن يصبح من أبطال الانزلاق قبل أن يموت.
Email:[email protected]