نادية لطفي تلك الجميلة الصعيدية التي تحمل ملامح اوروبية والتي وصفت بمعشوقة الجماهير، والتي كانت إحدى نجمات الصف الأول في تاريخ السينما المصرية.
نادية لطفى او بولا محمد شفيق والدها هو المحاسب محمد شفيق من مدينة المنيا إحدى مدن الصعيد المصري، أما والدتها فهي من مدينة الزقازيق إحدى مدن محافظة الشرقية التي تقع على خط الدلتا.
وقفت على مسرح المدرسة في العاشرة من عمرها لتواجه الجمهور لأول مرة، وكانت آخر مرة في بسبب نسيانها حوار الرواية على الرغم من براعتها في أداء دورها في البروفات. جعلها هذا الموقف تعتقد أن التمثيل ليس بالهواية المناسبة وتنقلت بين العديد من الهوايات كانت أولاها الرسم الذي كانت تمارسه بصعوبة بسبب قيود والدها الصعيدي، ولكن تلك القيود لم تستمر طويلا بسبب ابن الجيران الضابط البحري الذي طلبها للزواج فوافقت على الفور، حيث كان الزواج بالنسبة لها هو الحياة الجديدة التي مارست فيه جميع هواياتها دون قيد أو شرط، وتنقلت بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والكتابة لتبحث عن الهواية التي تشبع روحها دون أدنى تفكير في الرجوع لهوايتها القديمة التمثيل.
لكن المصادفة لعبت دورا أساسيا في الرجوع لهوايتها القديمة بل واحترافها والحصول على بطولة مطلقة في أول وقوف لها أمام الكاميرا، كانت بولا أو بومبي كما كان يحب والدها أن يناديها من بين المدعوين على حفل عيد الأسرة بمنزل صديق العائلة المنتج جان خوري وكان من بين المدعوين المنتج السينمائي الشهير رمسيس نجيب الذي رأى فيها بطلة فيلمه الجديد «سلطان» الذي كان بصدد تحضيره وقتها أمام الراحل فريد شوقي وكان ذلك عام 1958 وهو نفس العام الذي شهد الميلاد الفني لصديقة عمرها سندريلا الشاشة العربية الراحلة سعاد حسني، لتشهد السينما العربية ظهور جيل جديد من الفنانات يستطيع أداء مختلف الأدوار والألوان بنفس البراعة.
نادية لطفة التى ولدت عام 1938 عشقت الفن منذ صغرها، وكانت والدتها تحرص على اصطحابها لمشاهدة الأفلام السينمائية وعندما التحقت بالفن تفهم والدها اهتمامها به واقتنع بوجهة نظر والدتها وتركها لتخطو خطواتها الأولى في عالم الفن، ولكن عائلتها وأقاربها غضبوا منها ومن والدها ولكن والدها أصر على موقفه وبعدما انتقلت إلى القاهرة كان بيتها مفتوحا لهم جميعا فمنهم من رضي عنها ومنهم من بقي على موقفه.
-مولد نجمة جديدة:
نجح فليم سلطان نجاحا مدويا معلنا ولادة نجمة جديدة في عالم السينما، وفي عام ١٩٥٩ قدمت مع احمد رمزي فليم حب للأبد من إخراج يوسف شاهين.
وتعتبر فترة الستينات هي بزوغ نجم نادية لطفي فقدمت عدد كبير من الأعمال من أهمها فليم حبي الوحيد، فليم عمالقة البحار، فليم السبع بنات، مع الذكريات، نصف عذراء، لا تطفي الشمس، عودي يا امي، ايام بلا حب، الخطايا، مذكرات تلميذة، والعشرات من الافلام الرائعة.
وخلال السبعينيات قدمت أيضا عدد متميز من الافلام منها اعترافات امرأة؛ الاخوة الأعداء، بديعة مصابني، وسقطت في بحر العسل، وراء الشمس.
– نادية لطفي تاريخ من التميز:
وقد احتلت ناديه لطفي رصيد جيد في اهم ١٠٠ فليم من تاريخ السينما المصر بعدد ٦ افلام وهي “المومياء” فعلي الرغم من ظهورها كضيفة شرف إلا أنها استطاعت أن تلفت الأنظار بأداء وصفة النقاد بالعبقري الفيلم من إخراج شادي عبد السلام وحاز على عدد كبير من الجوائز العالمية وصنف كأفضل فليم عربي، “الناصر صلاح الدين “قامت نادية لطفي بأداء دور لويزا الفتاة التي تحارب ضمن صفوف الصليبين لاحتلال أورشليم ويقع في غرامها الجندي العربي عيسى العوام الفيلم قصة يوسف السباعي اخرج الفيلم يوسف شاهين، المستحيل تأليف مصطفي محمود وإخراج حسين كمال، أبي فوق الشجرة مع عبد الحليم حافظ وإخراج حسين كمال، الخطايا وهو الفيلم الذي جمعها مع العندليب عبد الحليم حافظ لأول مرة من إخراج حسن الامام ،”السمان والخريف “قصة نجيب محفوظ وإخراج احمد السبعاوي.
-نادية لطفي ودور سياسي متميز عبر سنوات عمرها:
اشتهرت الفنانة نادية لطفي بمواقفها السياسية المختلفة وأهمها دورها في حرب أكتوبر حيث نقلت مقر إقامتها الي مستشفى القصر العيني من أجل رعاية الجرحى ودائما ما كانت تعتز بهذه الفترة وتشعر بالفخر بدورها خلال الحرب والتي قررت إلا يكون مقتصرا على التمثيل السينمائي فقط .
-حصار بيروت:
تعتبر الفنانة الوحيدة التي زارت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء فترة الحصار الإسرائيلي كما كانت اول ما قام بتسجيل جرائم شارون في مذبحة صبرا وشاتيلا ونقلتها عبر كاميراتها للعالم وقد قالت الصحافة العالمية عنها انها لم تكن تحمل كاميرا بل مدفع رشاش في وجه قوات الاحتلال حيث قضت في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت أكثر من اسبوعين كان الموت يطارده كل لحظة ، وظلت تطوف عواصم العالم لتعرض ما قام به شارون في هذا الوقت من أعمال وحشية وتكريما لدورها وتقديرا منه بمواقفها في دعم القضية الفلسطينية زارها الرئيس ياسر عرفات في منزلها كما اعتذرت عن التكريم الذي كان معد لها من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واعتبرت أن زيارة الرئيس الفلسطيني تكفيها.
“بولا” النجمة التي لعبت دورا إنسانياً وفنياً وسياسياً، فيما شهده المجتمع من تغييرات، وصار اسمها مرادفا للتمرد، صرحت بعتاب للتليفزيون المصري، وعلى المسئولين عدم عرضهم لفيلمي “جيوش الشمس” الذي سجلت من خلاله شهادة الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى قصر العيني مع شادي عبد السلام”.. وتساءلت بحدة: “لماذا لم يعرض التلفزيون صوري مع الجنود في الجبهة؟ فقد كنت مسئولة اللجنة الفنية أيام حرب الاستنزاف وكنت أنظم زيارات على الجبهة لرفع الروح المعنوية لدى الجنود، وكان يرافقني فطين عبد الوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، وغيرهم، وذهبت أيضا إلى الضفة الثانية ومعي نجيب محفوظ ويوسف السباعي ويوسف إدريس”.
وعن علاقتها بحكام مصر قالت فى تصريحات صحفية الحكام رجال بلا ملامح، ولا أتعامل معهم بمنطق الحب والكره” اللى أحبه وأكرهه أبوى وخالى، لكن ماليش دعوة بالحاكم أنا برصده وبشوف أعماله، وعلى أساسها أحط له الأرقام وأقيمّه”.. الإجابة واضافت الرئيس جمال عبد الناصر . قالت لم اقيمة لأن النكسة دمرتنى.. النكسة كانت مصيبة سودة غيّرت الدنيا، وفى هذا الوقت كان يثار ما يسمى بتجنيد الفنانات، وكان موجود حقيقى، بس أنا كنت فى شغلى ومحدش أزعجنى للأمانة، أو قال لى شىء أو عرض على حاجة، وعرفت لما قامت الهوجة والتحقيقات سنة 68 لكن قبلها بصراحة مكنتش أعرف”قالت :”السادات أعطيه لأنه على الأقل حرر الأرض من الاحتلال، ويكفيه وسط كل الظروف الصعبة فى فترته، أنه حقق انتصار وعبور.. وبالنسبة لـ حسنى مبارك مأثرش فيا لا بخير ولا شر أما الرئيس السيسى من الرجال القليلين الذين أعجبت بكلامه وأدوات سلوكه ، عنده حنكة فى الأداء العام، السيسى راجل محترم، وعندما حدثنى للاطمئنان على حالتى الصحية قلت: ألو.. فرد :”أنا السيسى”.. قلت: يا نهار أسود أنت السيسى بتاعنا.. قالى آه.. وكان راجل لطيف معى طوال المكالمة.
– زيجات متلاحقة انتهت بالفشل دائماً:
زوجها الأول، فقد اقترنت به وعمرها أقل من 20 سنة “للهرب من تحكم والدها الذي رفض تمثيلها نهائيا” وكان اسمه عادل البشاري، ضابط بالبحرية وجار لعائلتها، واستمر زواجهما مدة قصيرة، أنجبت خلالها الابن الوحيد أحمد. وحين هاجر زوجها إلى الولايات المتحدة، وربما كندا، “طلبت الطلاق منه لأنها لا تحتمل الحياة من دونه” واحتفظت بابنها معها، حتى تخرّج وتزوج وأنجب أطفالا.
تزوجت للمرة الثانية من المهندس إبراهيم صادق، وهو شقيق الدكتور حاتم، زوج منى ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وانتهى الزواج بعد 6 سنوات بالطلاق. ثم تزوجت للمرة الأخيرة من محمد صبري، المعروف وقتها بأنه كان “شيخ مصوري مؤسسة دار الهلال” وتعرف إليها أثناء قيامها بتصوير فيلم “سانت كاترين” وكان هو يستعد لتصوير فيلم له أيضا، فعرض عليها الزواج، لكن الزواج مر بتوترات، انتهت بالطلاق بعد أشهر قليلة من شهر العسل.
– ابن وحيد لا صورة له ولا معلومات تشبع الفضول:
ويوجد عن ابنها الوحيد غموض كبير، فلا معلومات عنه بالمرة تقريبا، سوى أنه من زواجها الأول، وعاش معها بعد طلاقها، وأن اسمه أحمد، متزوج وأب لابنتين، سلمى وريحان،تسلمتا عن جدتهما نادية لطفي “جائزة الحفاظ على التراث الوطني” بحفل توزيع جرى في نادي “ليونز العاصمة” بفبراير الماضي، ولم تتمكن لطفي من تسلمها “لأنها كانت مريضة” أو ربما لسبب آخر.
– الجوائز:
نالت الكثير من الجوائز خلال مشوارها الفني، حيث حصلت على جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم “السبع بنات”، وجائزة المؤسسة العامة للسينما عن فيلم “أيام الحب”، كما حصلت على جائزة مهرجان طنجة، والتقدير الذهبي من المغرب عام 1968م، إضافة إلى التقدير الذهبي من الجمعية المصرية لكتاب السينما عن دورها في فيلم “رحلة داخل امرأة”.