أفتتح، مساء أمس الأحد، بجاليري مصر بالزمالك معرض فني بعنوان “ذاكرة لا تمحى” للفنان العراقي سيروان باران.
المعرض يضم ثلاثون عملا فنيا، استطاع الفنان من خلالها أن يلتحم ويتوحد مع كيانه النفسي والعصبي والوجداني عبر حالته التصويرية الثورية من خلال التكوين والتنوع الإيقاعي وتلك الفرشاة الواثقة التي تنفرد دوما بالتفاصيل، وقدم الرسالة السياسية والإنسانية التي تصلح لكل الأزمان الفائتة والحاضرة والقادمة.
وجسد الفنان القهر بفرشاة غاضبة مثلما يبدو في عمله الفني “الأسر” الذي يصور أسيرين بزيهما العسكري حيث ساد الجو البصري الرملي الأصفر مما يوحي بهيبة المجهول ومهانة الأسر على يد الحاكم الطاغية أو المحتل المتغطرس.
واستطاع الفنان أن يضمن رسالته التعبيرية عند قمة الدراما، حيث أراد صهر الأسير مع كرسيه في كتلة واحدة، وظهر الأسير على التوالي مع اللمسات السريعة التي حرص أن يمثلها بسيل من الغضب مثلما فعل مع فرشاته على المسطح التصويري، فبدأ التوتر والانفعال بارز كله تجسيدا للقهر وانتفاضة الروح لدى الفنان والمتلقى معا.
وجسد الفنان الوجوه الشخصية لضحايا القهر والاستبداد والتنكيل العدواني، حيث التشوهات التي يجسدها بفرشاته الغاضبة .
وأيضا من أهم الأعمال لوحة الحبس في الأزرق حيث يدفع من خلاله بمجموعة من المساجين في زيهم الأزرق المنير من السترة والطاقية والبنطال، وقد حرص الفنان على تعويم وتعميم هذه الإنارة الزرقاء الحالمة داخل المسطح التصويري ربما الإشارة إلى نعومة القهر وسلاسة الحبس وسهولة التعذيب.
ولد الفنان العربي العراقي سيروان باران ولد عام ١٩٦٨ في بغداد.
تخرج من جامعة بابل عام ١٩٩١.
التحق بالجيش العراقي وشهد بعينه آلم هزيمة الجيش والسحل والتنكيل عقب الغزو الأمريكي للعراق .
أقام أول معرضه الفني في قاعة الرواق ببغداد.
انتقل إلى الأردن عقب الغزو الأمريكي للعراق ليقضي عشر سنوات قد بدأ في تأسيس أسلوبه الفني الجديد للبوح بسخطه على الحرب .
شارك في بينالي فينيسيا من خلال دورته الثامنة والخمسين عام ٢٠١٩ حيث بدأ العمل مستصرخا للضمير البشري العالمي عبر منظور عين الطائر.
ويستمر المعرض حتى ٢٠ فبراير.