تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي منشور أبونا بيسنتى عبد المسيح بكندا – والذي يحكي فيه عن المتنيح الأب الأفريقى القس مرقس خوبى حيث كتب قائلاً:
رقد فى الرب بشيخوخة صالحة قدس الأب الأفريقى القس مرقس خوبى عن عمر يناهز ١٠5 سنة، أكبر كهنة الكرازة المرقسية سنًا..
تعرف أبونا مرقس على الكنيسة القبطية عن طريق أول أسقف يقام على خدمة جنوب أفريقيا مطلع خمسينات القرن الماضى نيافة المتنيح أنبا مرقس .. كان قدسه راعيًا لكنيسة إنجيلية وما أن إنفتح قلبه لقبول الإيمان الأرثوذكسى حتى إنضم بشعب كنيسته إلى الكنيسة القبطية ، وإكتفى بأن يخدم شماسًا تحت إرشاد الأسقف القبطى ، ولم تستمر الخدمة إذ عاد أنبا مرقس عام ١٩٥١ إلى مصر تحت وطأة ضغوط المشاكل حيث تنيح بدير الأنبا بيشوى العامر فى ظروف غامضة .
أربعين سنة مضت منذ نياحة نيافة الأسقف حتى أرشد الروح نيافة الحبر الجليل أنبا أنطونيوس مرقس ليبدأ خدمة جنوب أفريقيا من جديد مطلع التسعينات ، فى تسع ساعات فقط هى فترة الترانزيت فى رحلة من نيروبى إلى موزامبيق ، توقف نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس فى مدينة جوهانس برج حيث حكى لنا عن أسرع مشروع شراء مقر للكنيسة القبطية وتأسيس خدمتها فى إعجاز عمل يد الله القدوس.
ويحكى لنا نيافة المطران المطوب عن المعجزة الثانية التى أبهرت نيافته – وأبهرتنا – حيث أتاه الشماس خوبى مرحبًا ، أتاه بعد أربعين سنة من الإنتظار المملوء بالرجاء إذ ظل وشعبه يرددون : ( الاقباط لابد قادمون ) ، إحتفظوا بكرسى المذبح وعدته وأدواته مع اللوح المقدس وكتب الخدمة ، إحتفظوا بها طيلة هذه السنوات وحفظوا طقسهم فى الإجتماع إسبوعيًا ليخدموا قداس الموعوظين وقراءة الكتاب المقدس مع الصلوات أملًا فى اليوم الذى يتم الله القدوس لهم وعده الإلهى .
كم كانت فرحة الشماس الأفريقى بلقاء نيافة المطران الجليل ، لم يأت فارغ اليد بل إنضم إليه ستة من الرعاة أساقفة ورؤساء أساقفة كنائس متنوعة إعتبروا رتبهم كعملة مزيفة إذا قيست فى إيمان الكنيسة القويم فإكتفوا أن يخدموا كشمامسة تحت رعاية الأب المطران القبطى .
أشكر الله الذى أعطانى بركة هذه الفترة التى قام نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس خلالها بإعداد السبعة للكهنوت ، وكم كانت فرحتنا كلنا بنوالهم هذه النعمة عام ١٩٩٤ بيد البابا المتنيح أنبا شنودة الثالث ، وظل أبونا مرقس خوبى وفيًا للكنيسة يخدم فى هذا العمر المتقدم – بعد طول إنتظار لأربعين سنة – حتى تنيح بسلام فى شيبة صالحة ، معطيًا لنا أجمل مثال فى الوفاء ، وأعظم مثال فى حفظ الأمل والرجاء .
نيح الله نفس أبونا مرقس خوبى ، الرجل القديس الصامت الصابر العابد ، وليعطينا روح الرجاء العامل فى الصبر .
( الأب مرقس خوبى – الرابع من يمين الصورة – بجوار القس بيشوى يواقيم ” نيافة الأنبا بولس ” مع الآباء الأفارقة بدير أنبا بيشوى يقضون خلوة ما بعد رسامتهم فى أغسطس ١٩٩٤ ).