يعد الثأر داخل محافظة قنا آفة تورق المجتمع القنائي بأكمله وتعانيه الأجهزة الأمنية التنفيذية، والتي تسعى جاهدة لإعادة الأمن والسكينة بين ربوعها , و لعل قرية الحجيرات من أبرز القرى التي تنتشر فيها عمليات القتل بدافع الثأر حتى أنها سميت “قرية الدم”، و التي فرضتها بعض العادات والتقاليد و ربما تغيير تلك العادات يحتاج لسنوات.
تقع قرية الحجيرات في شمال مدينة قنا بحوالي 16 كيلو متر، وتضم حوالي 7 نجوع ويسكن بها مايقرب من 40 ألف نسمة وغالبية ساكنيها من النساء والأطفال بعد أن هجرها الكثير من الشباب، وعلى الرغم من القرية تشتغل بالزراعة ويعد محصول القصب هو المحصول الأساسى للقرية إلا ان بعض المزارعين يزرعون نبات المواد المخدرة بين مساحات القصب لتصبح غير مرئية للناظرين تلك القرية التي أصبحت مأوى للخارجين عن القانون.
يقول حسن عبد الراضي، إن القرية تعاني قلة الخدمات الصحية , فالقرية بها وحدة صحية دون أطباء أو طاقم تمريض أو ادوية مما يدفع المرضى داخل القرية للذهاب لمستشفى قنا العام التي تبعد حوالي 16 كيلو مترًا عن قرية الحجبرات الأمر الذي يرهقهم ماديا، فضلًا عن أن المواصلات تتوقف عن الحركة عقب فترة الظهيرة . كما أن القرية تعاني التلوث و أن مياه الشرب غير صالحة للاستخدام الآدمي فلا عن وجود إشكالية في ري الأراضي الزراعية.
يقول الدكتور أحمد سعد جريو عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة:”أطلقنا مبادرة المناهضة الثقافية والفنية للممارسات الثأرية ونظمنا حوالي 50 فاعلية لمناهضة الثأر تنوعت مابين حوار مجتمعي و ورش عمل بكل من دشنا ونجع حمادي وفرشوط وقنا، بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة والتربية والتعليم بقنا ومجموعة من أساتذة الجامعة بقنا ونواب الشعب ولفيف من القيادات الشعبية والثقافية لمواجهة عاة الثأر القميئة بقرية الحجيرات.
يضيف “جريو “، أنه تم اختيار قرية الحجيرات خلال تدشين مبادرة المناهضة الثقافية للممارسات الثأرية عقب تكرار حوادث الثأر وارتفاع معدل الجريمة الثأرية بشكل ملحوظ بالقرية، مشيرًا إلى أن الدراسات أثبتت وجو حواجز تمنع وصول تلك الثقافات التنويرية لمثل هذه القرى لذا تزداد عمليات “الثأر” بين الشباب، و هنا يأتي دورنا مع النشء داخل المدارس لتنويره و محاولة التأثير في وجدانه بقبول التغيير وزرع ثقافة نبذ العنف و من ثم رفض الأخذ بالثأر، و بالفعل نظمت المبادرة فعاليات استمرت بين 3و 4 أسابيع داخل إحدى المدارس تنوعت ما بين إقامة معارض فنون تشكيلية وكورالات ومسرحيات للأطفال والشباب بالمدار س.
كما شهد محافظ قنا إحدى الفاعليات بالقرية من باب تغير القرية للأفضل، كما تضم الفاعليات الفنية والثقافية فقرات للتراث الشعبي على أنغام الربابة للفرقة القومية بقصر الثقافة في قنا.
يذكر “جريو” أنه من خلال الحوار المجتمعي مع الشباب، وضح جليًا انتقاد الكثيرين للقانون في تباطؤه في إنجاز العدالة , بالإضافة لطول مدة التقاضي، وهي كفيلة بتطور الأحداث الثأرية بين الطرفين، لذا تمكنا من وضع مناهضة الثأر على أجندة الأنشطة الخاصة بقصور الثقافة.
كما نسعى حاليا لوضعها على أجندة الأنشطة التربوية بالتعليم وطالب العديد من النساء بتشكيل لجنة مصالحات من السيدات لما لهن من دور في التوجيه لعمليات الثأر .