تعال نحو بيتك تعال إلى بيتك/ أنت يا من لا أعداء له/ أيها الشاب الجميل الطلعة/ تعالى بيتك لكى ترانى/ لا تفترق عنى أبدًا/ أنا لا أراك ولكن قلبى يتطلع للقياك/ وعيونى تبحث عنك/ تعالى يا من توقف قلبه عن الخفقان/ إننى أناديك ويرج صراخى أجواء السماء/ ولكنك لاتسمع صوتى/ أنت لم تحب امرأة أخرى سواى
هذه كانت ابيات ايزيس العاشقة لاوزوريس موجودة فى بردية برلين رقم ٣٠٠٨
لم يبرع المصرى القديم فى الكتابة والعلوم والفلك فحسب بل كان عاشقا محبا صادقا للوعد، وصلت لينا قصائد الحب والعشق- التى تدلعلى عمق العلاقات الانسانية – على جدران المعابد ، ونرى تصوير الزوجة فى حب وحنان بجوار زوجها على التماثيل الموجودة فى مصر وكلبقاع العالم وهى نفس حجم زوجها للاشارة لكونها فى نفس القدر والقيمة، ونقرأ وعود وشروط الزواج على جدران المعابد … فهل هناك جمالوحب أروع من هذا …
ويقول الباحث المصرى فرنسيس أمين فى دراسته: أن أوراق البردى وقطع الأوستراكا تسجل الكثير من قصص العشق وقصائد العشاق فىمصر القديمة، وأن هناك برديات مشهورة مثل “بردية هاريس”، التى عثر عليها فى معبد “الرامسيوم” غربى مدينة الأقصر، و”بردية شيفتربيتى”، وبرديات متحف تورينو فى إيطاليا، تسجل الكثير من قصائد الحب ونصوص العشق والعشاق، وطبقاً للدراسة، هناك نصوصمشهورة من أغانى “العازف على الهارب”، وجميعها نصوص فى الحب والعشق والهوى.
وعبرت بردية شستر بيتى عن مشاعر مثلما جاء فى قصيدة “العاشقة العذراء” والتى تقول:
“لقد أثار حبيبى قلبى بصوته/ وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى/ إنه يسكن قريبًا من بيت والدتى/ ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه/ ربماتستطيع أمى أن تتصرف حيال ذلك/ ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها/ إنه لا يعلم برغبتى فى أن آخذه بين أحضانى/ ولا يعرف بما دفعنىللإفصاح بسرى لأمى/ إن قلبى يسرع فى دقاته عندما أفكر فى حبى/ إنه ينتفض فى مكانه/ لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدى ملابسى/ ولا أضع المساحيق حول عينى/ ولا أتعطر أبدا بالروائح الذكية”
أما من ناحية الزواج تقول الدكتورة سعاد عبد العال فى كتاب المجتمع المصرى القديم كان على الزوج أنيعامل زوجته معاملة طيبة فيقول بتاح حتب لإبنه ( أحب زوجتك داخل بيتك ، أطعمها وأكسها) أنا آنى فيقوللابنه ( لا تكثر من إصدار الأوامر لزوجتك فى المنزل) كما كان على الزوج أن يحترم زوجته ويراعيها ولايخونها أو يتزوج عليها وإن مرضت عليه أحضار الأطباء لعلاجها وإذا أخل الزوج بحق زوجته كان لها الحقفى أن تلجأ إلى المحكمة
وفى عصر الدولة الحديثة هناك اشارة من أب لزوج ابنته انه إن أذاها ثانية سيجلد ١٠٠ جلدة
وفى التماثيل نجد الزوجة تجلس إلى جانب زوجها تحيطه بحنان بأحد ذراعيها، ويقف الابناء على الجانبين وهذا التمثيل الأسرى يشير إلىالفخر الذى كان يشعر به المصري بعائلته وسعيه لاجتماع الأسرة مرة أخرى عند البعث