على مدار 51 عاما ظل معرض القاهرة الدولى للكتاب, منارة ثقافية يتوافد عليها رواد الأدب والثقافة من كل دول العالم, وفى كل عام يبرز المعرض عددا من الكتب والروايات التى تسجل أعلى مبيعات, أو تكون سببا فى جدال ملحوظ , و خلال فاعليات معرض القاهرة الدولى لهذا العام فى دورته ال 51 , التى أقيمت بمركز مصر للمعارض الدولية والمؤتمرات بالتجمع الخامس , لاحظ رواد المعرض ظاهرة غريبة اكتسحت أجنحة المعرض وهى ” العناوين الصادمة ” والتى كان من ضمنها ” صراصير فى حياتى- الغطا والحلة –خلص الكلام ,الجنس وأشياء أخرى,حشيش فاخر و يستلهوا الدبح” وغيرها من العناوين التى أثارت أستغراب وربما إستياء العديد من رواد المعرض بينما رأى البعض أنها من باب ” الفانتازيا ” لإحداث ضجة لزيادة المبيعات وغيرها من الأراء التى تباينت حول هذه الظاهرة .
حيث علق الشاب محمد إبراهيم , أحد رواد المعرض , على تلك الظاهرة مؤكدا انه من المهتمين بزيارة المعرض كل عام , وأنها هى المرة الأولى التى يلاحظ فيها أنتشار مثل تلك العناوين بهذا الشكل , متسالا “أين الرقابة ” , فأذا كان عنوان الكتاب صادما فماذا عن المحتوى , كما عبر عن أستيائه لدخول مثل تلك الكتب إلى أرض المعرض والتى يعتبرها الكثير من المثقفين حول العالم قبلة ثقافية لها مكانتها واهميتها .
بينما رأى حسين أحمد ,أن عنوان الكتاب يعتبر نصف الكتاب من حيث اهميته , فلابد للكتاب والمؤلفين ان يختاروا عنوان قوى , وهذا لا يدل على سوء محتوى الكتاب ولا ضعف ما يقدمه بل على العكس ربما كان المحتوى أقوى بكثير من غيره لذا فهو يحتاج لعنوان قوى وقد أشار إلى أنه أشترى كتاب بعنوان ” طلق مراتك تحبها اكثر ” عندما جذبه العنوان وبعد قراته جذبه المحتوى أكثر والذى كان يتحدث عن الترابط الأسرى و عن طرق التفاهم بين الأزواج لتستمر الحياة ,كما علل وجود تلك العناوين الغربية بتغير المناخ العام الثقافى فى مصر ولابد من مواكبته حتى لا تموت الثقافة فى مهدها وسط الزحام التكنولوجى السريع الذى يتطور كل يوم .
ويقول سمير عبد الله ,صاحب أحدى دور النشر المشاركة بالمعرض , إن عنوان الكتاب يعتبر الدعاية الأهم له , وهذا يستلزم وجود عنوان جذاب وقوى بل صادم ومستفز أحيانا , ويلجأ العديد من الكتاب لهذه الحيلة حتى تجد روايتهم وكتبهم منفذ وسوق بين مئات الالاف من الكتب والروايات التى تطرح كل عام فى المعرض وخارج المعرض , مشيرا إلى أن هذه الظاهره تحدث من سنوات طويلة ولكنها تظهر واضحة بين أروقة معرض الكتاب لتجمع العديد من الكتب والرويات التى تحمل هذه الظاهره , كما أكد على انه لا يجب ان نكون مجتمع منغلق ثقافيا ولابد من قبول كل ما هو جديد حتى نواكب التطورات الثقافية دائما
وتقول الكاتبة حسناء السيد , انه لا يجب الحكم على الكتاب او الرواية من العنوان خاصة وأنه فى العديد من الحالات لا يختار الكاتب عنوان كتابه الا بعد إتمامه بالكامل , وهذا يعنى ان المحتوى هو من يوجه الكاتب لإختيار العنوان , واختيار العناوين الغريبة هى جزء لا يتجزء من نجاح جميع التجارب الكتابية , وخاصة الروايات مشيرة إلى أن العديد من الكتب أحيانا تحمل أسماء غامضة لا يعرفها القارئ إلا حينما يقرا الكتاب وهذه الحالة لا تعنى جهل الكاتب او تعمد الغموض بهل هو جزء من نحاج الكتاب , وأستكملت تعلقيها ساخرة بقولها ” المثل اللى بيقول الكتاب يبان من عنوانه .. مثل ظالم ” .
ويقول الدكتور هيثم الحاج , رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ورئيس معرض الكتاب , إن إجراءات الاشتراك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هى ان يكون الناشر مقيد فى اتحاد الناشرين , وان يكون الكتاب حاصل على رقم إيداع , وعند أستيفاء تلك الشروط فلا يحق للمعرض قانونا منع الكتاب من المشاركة ,خاصة فى ظل ما يتيحه القانون والدستور من الحرية فى هذا المجال , اما عن ظاهرة العناوبن الغربية والصادمة فتلك الكتب موجودة طوال العام فى مختلف منافذ البيع ودور النشر , ولا يجب ربط تلك الظاهرة بمعرض الكتاب فهذه الكتب وعناوينها ما هى ظاهرة تحتاج للبحث والدراسة وقد يكون لها إنعكاس إجتماعى .
كما أكد أن نسبة تلك الكتب التى تحمل عناوين غريبة نسبة ضئيلة , مشيرا إلى أن المعرض به ما يقرب من مليون كتاب , وتلك الكتب التى تحمل عناوين صادمة لم تتخطى الخمسين كتاب منتشرة فى مختلف أرجاء المعرض .
يشار إلى أن معرض القاهرة الدولى للكتاب ينتهى اليوم الموافق 4 فبراير ، وقد بلغ عدد الأجنحة فى المعرض 808 بزيادة 86 جناحًا، وعدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية 900 دار نشر وجهة بزيادة 153 دار نشر وجهة عن العام الماضى، وعدد الناشرين المصريين 398 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين كتاب الأطفال 75 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين كتاب إسلامى تراث 121 دار نشر، عدد مكتبات سور الأزبكية 41، وعدد الناشرين كتاب صوتى والاليكترونى 7، وعدد المشاركين ذوى القدرات الخاصة، عدد الناشرين العرب 255 ناشرًا، وبذلك يكون العدد الإجمالى 900 دار نشر، وعدد التوكيلات 99 توكيلًا، وعدد المشاركين فى الفاعليات 3502 مشارك، والدول المشاركة 38 دولة بزيادة ثلاث دول عن دورة اليوبيل الذهبى فى العام الماضى.