عرفت البعثة الأسترالية لأنتاركتيكا، التي يقودها الجيولوجي الأسترالي السير دوجلاس موسون، بأنها واحدة من أكثر الحملات الغادرة التي عرفها الإنسان، حتى أن هناك كتابًا بعنوان “وحيد على الجليد: أعظم بقاء في تاريخ الاستكشاف” بقلم ديفيد روبرتس يروي القصة الوحشية والرائعة لرئيس البعثة الأسترالية في أنتاركتيكا ل دوجلاس موسون.
ففي عام 1911، انطلق دوغلاس موسون وفريق التزلج المكون من ثلاثة رجال للتحقيق في ساحل أنتاركتيكا غير المعروف، حيث كانت المهمة وحشية للغاية لأن الرجال كانوا عرضة للإرهاق والجوع والتضاريس التي لا ترحم ودرجات حرارة دون الصفر.
في الواقع، كانت الرحلة بلا رحمة، فقد مات اثنان من رجاله وهم: كزافييه ميتز ، وبلجريف نينيس، حيث نزل “نينيس” في شق كبير بينما كان يحمل معظم إمدادات المجموعة، وتوفي “ميتز” من الإرهاق والسُمية المحتملة من أكل كبد الكلاب.
ولحسن الحظ، لم تذهب هذه الرحلة للهلاك والموت والمعاناة، فقد قضى الرجال ثلاث سنوات مريضة في تلك الرحلة الاستكشافية (1911-1914) لاكتشاف ساحل شرق القطب الجنوبي الذي أدى إلى تقدم كبير في الأوساط الأكاديمية ومعرفة الجاذبية.
فقد تم وصف العديد من أنواع الحيوانات والمناطق لأول مرة والتي لم تكن معروفة من قبل للإنسان، وأصبح موسون “قائد الرحلة” رائدا في مجال عمله لشجاعته وتصميمه ومساهماته في معرفة جيولوجيا أنتاركتيكا وبيولوجيتها والأرصاد الجوية، وتم التقاط عدة صور رائعة لبعثة موسون الرائدة.