يعد “أمير الشعراء” أكبر مسابقة ثقافية تلفزيونية علي مستوي المنطقة يتنافس فيها شعراء القصيدة الفصحي بكل ألوانها وأطيافها ‚سواء كانت القصيدة عمودية مقفاه كما عرفت منذ العصور القديمة أو نمط القصيدة الحرة وقصيدة التفعيلية ‚ويستهدف البرنامج متسابقيين من منطقة الخليج وكافه انحاء الوطن العربي والناطقيين بالعربية بالعالم.
أعاد برنامج”امير الشعراء”الشعر العربي الفصيح الي صلب المشهد الثقافي فالمنطقة بالتوازي مع صدارة الشعر النبطي, وعمل علي بناء جسرا بين عشاق لغة الضاد في العالم العربي.
وتتميز فعاليات لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي هذا العام بتزامنها مع عام “التسامح”الذي اعلنة صاحب السمو والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ‚وأن اللجنة تؤكد حرصها علي الإحتفاء هذا العام من خلال مبادرة عام التسامح مع كافة البرامج التي تنظمها وتشارك بها اللجنة وكذلك تسليط الضوء عليها وتضمينها لمحتوي البرامج التلفزيونية التي تنتجها اللجنة.
انطلقت فعاليات الأمسية الثامنة من “شاعر المليون” في موسمه التاسع، حيث تم بها اختتام المرحلة الأولى من البرنامج، بحضور صاحب السمو الملكي تركي بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود، وعيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وفواز سليمان، مستشار العلاقات الخارجية في مركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية وجمهور محبي الشعر، وقد تم بثُّ الأمسية على قناتي بينونة والإمارات.
استهلت الحلقة الثامنة من مسابقة “شاعر المليون”، لأبيات من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي يقول فيها سموه:
“يقول المثل اندب رجالٍ على الأمحان ونحنا على الأمحان نندب شميمية
ترى عيال زايد تقضي الشف مهما كان على شان تبقى راية العز مرئية”
عرض بعد ذلك مقتطفات من الأمسية السابقة التي شهدت تأهل برزان السحيم الشمري بنتيجة 47/50، ومطرب بن دحيم العتيبي بنتيجة 47/50، تلاها الإعلان عن تأهل حمد المويزري الرشيدي من الكويت بنتيجة 89%، وذلك بفضل تصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون الذي استمر طوال أسبوع كامل.
و بدأت الأمسية و كانت الإطلالة الأولى للمتسابق سلطان بن معجب الدويسري من المملكة العربية السعودية في قصيدته التي تصف بطولة الشهيد، وموقف ابنه في السير على خطاه وحفظ أمانته، والتي رأى فيها أعضاء لجنة التحكيم تجسيداً شعرياً مبدعاً لمسألة الشهادة، بأبيات تصف المشاعر التي تدفع بالأبطال إلى التضحية بالنفس في سبيل الله والوطن، مع الإشادة بالتصوير الوافر والوصف المتقن للشهيد وأفضاله.
أما المتسابق الثاني عامر بن فواز العجمي من الكويت، فقد تميز بقصيدته التي وثّق فيها الأمل وأقام علاقة مشابهة لنفسه بالشاهين في عدم اليأس وتأجيل الأحلام، وجرأة التحدي في مواقف الكبرياء، والتي أشاد أعضاء لجنة التحكيم بإيقاعها ووزنها الجميل الرشيق الذي يطرب الأذن ويمتعها، مع تفردها بسردية لما ينازع النفس البشرية من ذكريات وأحلام وصبر وأمل، وتعبيرها عن الذات بتصاوير شعرية جميلة وأنسنة عميقة، إذ اعتبرها الدكتور غسان الحسن قصيدة جميلة، فيها نموذج مثالي لما يسمونه السهل الممتنع حيث يمكن قراءة القصيدة والشعور بالقرب منها، مع سلاسة في الموضوع وتماسك في الطرح، من خلال التأملات وخلاصة التجارب التي مر بها الشاعر.
وكما جرت العادة في أمسيات المرحلة الأولى، تضمنت الأمسية الثامنة من البرنامج، قصائد التسامح التي رددها الشعراء الستة خلال دخولهم إلى مسرح شاطئ الراحة، قبل إلقائهم القصائد المشاركة في المسابقة. كما تفردت الأمسية باستضافة الشاعر رعد الشلال الذي أمتع الحضور والجمهور خلف الشاشات، بقصائده في مدح أسد الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع موقف محبة ووفاء وقصيدة تعكس منظومة الولاء والإنتماء التي تتشرف بالحديث عن صفات سموّه، ومواقف المجد التي يتقدم فيها القائد المقدام الصفوف، بشجاعة وهمة وعزيمة، وهو الأب الحاني لأبناء شعب الإمارات، وقدوتهم في السماحة والطيب وسعة الصدر وحب الوطن، إضافة إلى ما ألقاه الشاعر من قصيد في تخليد بطولات صقور الوطن، والاحتفاء بعودتهم المظفرة إلى أرض الإمارات الحبيبة.
عبد الله بن فهم من الإمارات، كان ثالث متسابقي الأمسية، مع قصيدته الملحمية التي تغنى خلالها ببطولات جنود الإمارات البواسل، وصقورها المخلصين الذين بذلوا أغلى ما لديهم في سبيل رد العدوان، وتحرير اليمن الشقيق من براثن المعتدين، والتي أجمع أعضاء لجنة التحكيم على الإشادة بما تضمنته من مشاعر وطنية وإنسانية صادقة وبتناول مختلف، فقد تحدث الشاعر على لسان الشهيد بأسلوب جميل وقدرة متميزة في التناول والتصوير وصدق المفردات، مع ما تضمنته القصيدة من الفخر بالشهداء والشهادة وحب الوطن ورموزه، والكتل التصويرية التي ذهبت إلى خلق سيناريو خاص بمواقف بطولية ومشاهد تصويرية بديعة.
وأكّد الأستاذ حمد السعيد على إجادة الشاعر الإلقاء والأداء بكبرياء تكريماً لروح الشهيد، متقمصاً دور الشهيد وشخصيته، بمواقف شعرية حافلة باعتزاز وفخر الدولة والشعب بالشهداء الأبطال، معتبراً أن القصيدة كتلة إحساس جميلة رغم تكرار الموضوع واستهلاكه.
تفرد المتسابق الرابع محمد البندر المطيري من السعودية، بموضوع قصيدته التي وصف فيها مرض الزهايمر، والتي رأت فيها لجنة التحكيم قصيدة فريدة في موضوعها، متميزة بخصوصية التجربة والإحساس العالي والعميق، وأشادت بكونها قصيدة البصر واللغة البصرية برسم ملامح محيط المصاب بالزهايمر، معتبرةً أنها نموذج من القصائد الإنسانية الراقية التي تحفل برقة التصوير، والأسلوب الشعري الذي لم يترك غبناً أو إساءة لشخصية المصاب بالمرض نفسه.
خامس نجوم الأمسية كان محمد الحمادي العتيبي من السعودية الذي اختار مكانة شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، الصحابي الجليل حسان بن ثابت موضوعاً لقصيدته، حيث رأت لجنة التحكيم أنها تعكس ثقافة رفيعة المستوى وإبداعاً في تناول الموضوع، في وصف مكانة الشاعر وشعره، مع تفرّد المتسابق في تناول الموضوع خلال مسيرة مسابقة شاعر المليون، مشيدةً بمقاربة الشاعر لموقف حسان بن ثابت (رضي الله عنه) الشعري الخالد على مر التاريخ، كقدوة للشعراء وقائد للشعر في الحرب والسلام، وكرمز عظيم في عالم الشعر والأدب، مع إشارة اللجنة إلى التوظيف الديني والإسقاط التاريخي الذي حفلت به القصيدة.
أما سادس شعراء الأمسية فكان محمد حمدان العنزي من الأردن، مع نصه الرمزي الغزلي الذي أبرز من خلاله علاقته بالشعر والقصيدة، حيث أشادت اللجنة بموقف الشاعر في تدفقه الشعري وعلاقته الوجدانية مع قصيدته، فرأى الدكتور غسان الحسن أنها نص الموقف واللحظة والحالة، بعيداً عن الحدث بما تعكسه من التراكم والتكرار، وأنها نص مليء بالشاعرية والتصوير المتنوع المشارب، حافل بالأبيات التي تعبر عن السمو الشعري وتحفل بالتصوير العميق. أما الأستاذ سلطان العميمي، فأشار إلى العلاقة بين الشاعر والقصيدة التي تجلت بشكل واضح ونموذج قلق يعيشه الشاعر، في مخاض ولادة القصيدة ومعانقة فكرة نص شعري، مؤكداً أن الشاعر يبحث عن ذاته في الصورة الشعرية والقصيدة، متكئاً على فكرة البحر في بحور الشعر، والشمس في الإحتراق ووضوح الفكرة، فهي قصيدة مليئة بالزخم الشعري والتدفق والتأمل والتمعن.
وختاماً للأمسية الثامنة التي تنتهي في ختامها المرحلة الأولى من المسابقة، لتنطلق المرحلة الثانية مع 24 شاعراً استحقوا بجدارة التأهل ضمن المرحلة الأولى، جاء الإعلان عن نتائج تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة وقرار لجنة التحكيم، حيث توزعت نتائج تصويت جمهور المسرح كالتالي: محمد البندر المطيري بنسبة 31%، وعبد الله بن فهم بنسبة 26%، وسلطان بن معجب الدويسري بنسبة 17%، ومحمد الحمادي العتيبي بنسبة 15%، ومحمد حمدان العنزي بنسبة 8%، وعامر بن فواز العجمي بنسبة 4%. بينما تأهل بقرار لجنة التحكيم المتسابق محمد البندر المطيري بنتيجة 48/50. فيما جاءت نتائج الشعراء المتأهلين بتصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص بمسابقة شاعر المليون كالتالي: سلطان بن معجب الدويسري وعبد الله بن فهم ومحمد الحمادي العتيبي بنتيجة 44/50 لكل منهم، بينما تساوى عامر بن فواز العجمي ومحمد حمدان العنزي بنتيجة 43/50 لكل منهما.
كما تم الإعلان عن شعراء الأمسية التاسعة من “شاعر المليون”، وهي الأولى ضمن المرحلة الثانية من البرنامج، وموعدها يوم الثلاثاء 18 فبراير القادم، وهم: أحمد عايد البلوي وعناد الشيباني وعبد المجيد سعود الغيداني من السعودية، ومحمد الشريقي من سوريا، ومزيد بن جدعان الوسمي من الكويت، وناصر بن خميس الغيلاني من سلطنة عمان.
و الجدير بالذكر لم تشارك مصر فعاليات هذة المسابقة الشعرية علي الرغم من تواجدها الابداعي في المسابقات السابقة مثل مشاركة الشعراء علاء الرمحي و فريج عتيق و عصام خليفة و غيرهم.