استقبلت الجالية المصرية في أستراليا، الأربعاء الماضي، الفنان الكبير أحمد حلمي والإعلامي الدكتور خالد منتصر، قادمين من القاهرة من أجل الحضور والمشاركة في حفلات مؤسسة “راعي مصر”؛ لدعم الفقراء و المرضى والمحتاجين.
وكان لـ”وطني” فرصة للتواصل مع الدكتور خالد منتصر والحديث في تفاصيل تعامله مع مؤسسة “راعي مصر”، ورؤيته الإنسانية لمهنة الطب ، وكذلك آرائه في التطرف والعلمانية.
متى بدأت علاقتك بمؤسسة “راعي مصر” وإلى أي مدى وصلت هذه العلاقة؟
أتعامل مع المؤسسات الخيرية التي تدعم الفقراء والمُعدمين المصريين، ومن هنا جاءت علاقتي مع مؤسسة “راعي مصر”، والمستشار أمير رمزي وأشقاؤه الفنان هاني رمزي والدكتور إيهاب رمزي، والعائلة.
في الحقيقة إنها أسرة عريقة في عمل الخير، ما جعلنى أكتشف جانبهم الإنساني، وبعد أن لمست أعمالهم على أرض الواقع ودعمهم للفقراء، قررت أن أساندهم بكل ما أملك من قلم من خلال كتاباتي، وكذلك في رحلاتهم الخارجية أشاركهم بكل حب لجمع الدعم.
بما تتميز خطط مؤسسة “راعي مصر”؟
يعجبني في خطط مؤسسة “راعي مصر” التعددية والتنوع في اهتماماتها خدماتها، فهناك تعليم الفقراء، حيث تقوم بدعم بعض الأفراد لاستكمال تعليمهم سواء التعليم الأساسي أو مرحلة التعليم العالي.
ومن ناحية أخرى، يتم توفير السكن الإنساني الآمن والصحي للمحتاجين، إضافة إلى الاهتمام بالصحة العامة بإنشاء المستشفيات المتنقلة، فكلها نقاط محورية وهامة في حياة المجتمع، لأن هناك من لن يستطيع توفير ثمن المواصلات، إضافة إلى صعوبة وصول أي دعم طبي إلى القرى والنجوع التي يقيمون بها؛ لذلك أنا جندي في كتيبة مؤسسة “راعى مصر” لدعم القضية الإنسانية.
ماذا عن شعورك عند دعوتك لحضور حفلات “راعي مصر” بأستراليا؟ وهل كان لها دور تجاه الخسائر الكبرى التي نتجت من الحرائق بأستراليا؟
في الحقيقة كان لدي شعور بالسعادة بأن أكون أحد خدام الفقير، أما بالنسبة لدور المؤسسة تجاه الخسائر بأستراليا، فقد أشار المستشار أمير رمزي، إلى أن جزء من إيراد الحفل سيوجه لدعم ضحايا حرائق استراليا، وليس فقط الفقير المصري لأن هذه التبرعات جمعت تحت مظلة الإنسانية .
بصفتك طبيب ما الدور الذي لابد أن يقوم به أطباء مصر لخدمة الإنسانية؟
الدور الذي يقوم به أطباء مصر دور مهم جداً، ولابد أن ينظر الطبيب المصري لجميع الفقراء بعين العطف، الحب والعناية، الرحمة والرعاية، لأن مفهوم الصحة أشمل من الممارسة الطبية ، لأنها تتضمن المنزل، الصرف الصحي النظيف، المناخ النفسي المحيط بالأسرة، فكلها تدخل تحت بند الصحة، فالصحة ليست كبسولة أو حقنة أو قرص علاج فقط ولكنها مناخ صحي يحيط بالفقير ، ولابد أن يكون الطبيب متفهم لهذا جيداً .
ما هي معالم الدولة العلمانية التي يتحدث عنها خالد منتصر في أكثر من مكان؟ هل يمكن تطبيقها في مصر؟ ولماذا؟
تتلخص معالم الدولة العلمانية في كلمة بسيطة هي المواطنة، فكلنا أمام القانون سواء، لا فرق بين دين، جنس وعرق، فكلهم متساوون أمام القانون، يجمعنا الوطن ولا تجمعنا الخلافة أو أي شئ أخر، فالوطن في قلوبنا، وجداننا وعقولنا وعيوننا.
هل للفن دور في توصيل رسالة العلمانية ؟ وكيف؟
للفن دور مهم جداً لترسيخ قيم الدولة العلمانية، فالمتطرفون يكرهون ثلاث أشياء: الفن، العلم والمرأة، ويكرهون الفن لأنه يلعب على مساحة الوجدان التي يحاول أن يستقطبها رجل الدين، ويلعب بها ويزغلل شعور التابعين، ويكرهون العلم لأنه يعلم التفكير العلمي النقدي، والشك والتساؤل وبالنسبة لهم علامات استفهام كثيرة، وأيضا يكرهون المرأة نتيجة كبتهم الجنسي ورغباتهم لتحويل المرأة إلى مجرد أداة للاستمتاع الجنسى فقط لا غير .
هل للدين دور لإبراز قيمة الدولة العلمانية ؟
الدين علاقة رأسية بينك وبين الرب ولا دخل لها بالسياسة ولا دخل لرجال الدين بالسياسة .
كان لموقع التواصل الاجتماعي دور هام في ثورات الربيع العربي.. كيف يستفيد خالد منتصر من هذه المواقع لترسيخ مفهوم علمانية الدولة؟
ما تم فرضه بالسيف سيتم رفضه بالفيسبوك.
ماذا لو حاور خالد منتصر الإعلامي.. خالد منتصر الطبيب؟ وما هو السؤال الذي تتمنى توجيهه له حال لقائه؟
لو تقابلت كإعلامي مع خالد منتصر الطبيب في حوار سوف أسأله.. لماذا تحتمل كل هذا العناء والسفالات من المتطرفين من الشتائم والسباب… الخ ؟
الإجابة ستكون لأن مصر تستحق أن تكون الأفضل، والثمن الذي أدفعه ثمن بسيط جداً جداً بالنسبة لما دفعه آخرين على مستوى العالم كله، حتى على مستوى مصر لذلك سأستمر ولم ولن أيأس أبداً .
كيف يرى الدكتور خالد الدور الذي قامت به السفارة والقنصليات المصرية باستراليا تجاه مؤسسة راعي مصر ؟
السفارات المصرية في الخارج هي الحبل السري ما بين المهاجر أو المغترب و رحم الوطن، ومدرسة الخارجية المصرية مازالت تهدينا كل يوم من حدائقها الغنية سفراء عظام وكبار وهذا ما لمسته في السفير محمد فخري قنصلنا في ملبورن والسفير ياسر عابد قنصلنا في سيدني.
كيف تفاعل جمهور الحاضرين بالحفلتين مع ضيوف مصر؟ وما الشئ الجديد الذي لفت نظرك ؟
الحقيقة التفاعل كان رائع والجالية المصرية أبهرتني وأدهشتني، لقد قلت لهم أنكم تحملون مليون كيلو متر مربع في قلوبكم، الوطن يعيش فيكم وليس أنتم من تعيشون فيه.. مقولة شهيرة قالها قداسة البابا شنودة، و تم تطبيقها عملياً بأستراليا فهم متابعين أدق التفاصيل عن مصر يمكن أكثر من المصريين الموجودين الذين يعيشون داخل مصر، فهي بالتأكيد جالية رائعة.