مجلس كنائس مصر يحتاج مزيد من التفعيل
الرئيس السيسي له رؤية وضعها في تحقيق المواطنة
قبل أن نبدأ حوارنا مع هذه الشخصية الوطنية التي تقدم خدمات لمجتمعها بالإضافة إلى دورها في الكنيسة، نقدم في البداية، المطران د. منير حنا أنيس مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال افريقيا والقرن الأفريقي
ولد عام 1950 بالمنوفية، تخرج من كلية طب القصر العيني عام 1974، حصل على دبلوم الدراسات العليا فى طب المناطق الحارة و أصبح زميلا فى الجمعية الملكية لطب المناطق الحارة بالمملكة المتحدة و أيضا درس الأمراض الباطنية و مناظير الجهاز الهضمى فى الكلية الملكية للدراسات العليا بلندن.
درس إدارة المستشفيات فى لوس انجلوس- كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وعمل مديرا لمستشفى هرمل التذكاري بمنوف والتابع للكنيسة الأسقفية منذ 1980 ولمدة عشرين عاما ، درس علم اللاهوت من جامعه مور بسيدنى، استراليا قبل رسامته، وتمت رسامته مطراناً للأبروشية في مصر و شمال أفريقيا و القرن الأفريقى عام 2000, و تم تنصيبه رئيسا لأساقفة إقليم القدس و الشرق الأوسط منذ 2007 و حتى عام 2017 ، وتم انتخابه مؤخرا رئيسا لرابطة الكنائس الأسقفية في جنوب الكرة الأرضية من 2012 حتى الآن
عضو فى بيت العائلة المصرية، رئيس مجلس امناء “مؤسسة الرعاية الأسقفية للخدمات الاجتماعية”، وهو عضو فى مؤسسة مصر الخير
المطران منير حنا له آراءه فيما يخص دور الكنيسة وبالتحديد مجلس كنائس مصر، ويؤمن أن الكنيسة جزء من المجتمع ولها دور في خدمته، وعلاقة الكنيسة بباقي الكنائس ….فإلى الحوار
كيف ترى دور مجلس كنائس مصر الآن؟
مجلس كنائس مصر به لجان كثيرة منها ماهو مفعل ومنها غير مفعل فمثلا يوجد عدد من اللجان مفعلة منها “لجنة الكهنة والرعاية”،تجتمع بصفة دورية من كل الطوائف ويوجد بينهم علاقة قوية،ويتناقشون فى كل الموضوعات من أجل الخادم لكى يقدم خدمة أفضل وهنا فى الكنيسة الأسقفية أستضفنا اللقاء أكثر من مرة،أيضا يوجد “لجنة المرأة،وتقوم بدور ممتاز عن طريق عمل مؤتمرات للمرأة وتعليمهم كيف يكونوا خادمات جيدات،وعقد مؤتمر لزوجات القسوس والخادمات فى بيت الراعى الصالح بالشيراتون،وهناك ببعض اللجان تحتاج الى تنشيط مثل “لجنة الاعلام”،”لجنة الشباب” تحتاج الى تفعيل لأنها بدأت نشيطة ولكنها هدأت.
هل ترى أن أسبوع الصلاة من أجل الوحدة كافيا لتحقيق هدفه الذي تأسس من أجله؟
أسبوع الصلاة من أجل الوحدة لمجلس كنائس مصر ساعد الخدام في معرفة بعضهم و،وأعطى للخدام فى الكنائس المختلفة أن يخدموا فى الكنائس المختلفة الأخرى،ولكن أعتقد أن العمل المسكونى مازال يحتاج الى دفع وتطوير أكثر من أن يكون أسبوع فى الصلاة، فمثلا الكنائس المختلفة فى الحى الواحد فى إنجلترا كل 3 أو 4 شهور تجتمع فى كنيسة من الكنائس وهكذا، وهناك أمثلة من العالم فى كنائس مختلفة أشتركت مع بعضها البعض فى خدمة المجتمع مثل رعاية الفقراء،وخدمة اللاجئين وهم يكموا بعضهم البعض،فالعمل المسكونى يحتاج الى دعم وتخطيط جيد وإدارة .
هل بالضرورة أن يكون لشعب الكنائس دورا في أسبوع الصلاة ؟
نعم لشعب الكنائس دورا عند مشاركتهم فى أسبوع الصلاة،فهناك مشروعات خدمية واجتماعية يمكن أن يشارك فيها، ويوجد فريق ترانيم منذ ثلاثة أعوام مكون من جميع الكنائس يرنمون ترانيم مشتركة،أيضا تم عمل كورس للإعداد للزواج اشتركت فيه جميع الكنائس،وهناك مجالات كثيرة للشعب أن يشارك فيها بخبراتهم.
ما رأيك في توحيد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بين الكنائس.؟
توحيد الأعياد بين الكنائس أعتقد أنه يعمل على التقارب،ولكنه لايوجد تباعد فنحن نحتفل بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر مع الكاثوليك،والكنيسة القبطية تحتفل يوم 7 يناير،والإختلاف يعطى الأعياد طعم خاص
وماذا عن توحيد عيد القيامة المجيد؟
فكرة توحيد عيد القيامة مع ميعاد خروج النور المقدس الذى يخرج من قبر السيد المسيح، فكرة جيدة لابد ان تسعى اليها الكنائس وهذا معناه أن عيد القيامة يتغير بحسب الصلاة .
وماذا عن علاقة الكنيسة الأسقفية بالكنيسة الإنجيلية الآن؟
الكنيسة الأسقفية تحترم الكنيسة الإنجيلية وكل قادتها وترحب بالتعاون مع الكنيسة الإنجيلية،والحقيقة أن الكنيسة الأسقفية موجودة فى مصر منذ عام 1839،حينما منح محمد على باشا أول ترخيص لبناء أول كنيسة أسقفية فى الإسكندرية،وبعد ذلك توالت القرارت الملكية والرئاسية لبناء الكنائس الأسقفية فى أنحاء الجمهورية،وهذا فى حد ذاته إعتراف من الدولة بإستقلالية الكنيسة الأسقفية عن الكنيسة الإنجيلية،والكنيسة الأسقفية أيضا جزء من الكيان الأسقفى الأنجليكانى فى العالم،ولايمكن أن تكون جزء من الطائفة الإنجيلية ومن هذا الكيان فى نفس الوقت،الكنيسة الإنجيلية هى مصلحة أى تتبنى فكر الإصلاح أما الكنيسة الأسقفية فهى كنيسة كاثوليكية وكنيسة مصلحة فى ذات الوقت،بالإضافة الى كل ذلك فإن المحكمة الإدارية العليا رفضت مرتين فكرة إنضمام الكنيسة الأسقفية الى الإنجيلية لأن هذا يخالف الأمر العالى الصادر فى 1902 وينص على أن الكنائس المكونة للطائفة الإنجيلية يجب ألا يكون لها رئاسة خارج القطر المصرى،ونحن لنا رئاسة خارج القطر المصرى،ولهذا فإن المحكمة رفضت الإدعاء بأن الكنيسة الأسقفية جزء من الطائفة الإنجيلية عام 1986،1980 ، أما عن علاقة الكنيسة الأسقفية بالكنائس الأخرى فهى ممتازة للغاية وتشارك الكنائس الأخرى فى المناسبات والإحتفالات التى يقيمونها ويشاركوننا أيضا،وهى علاقات وطيدة.
نعلم أن لكم دورا في خدمة المجتمع ماذا عن هذا الدور ؟
الكنيسة الأسقفية تؤمن تماما أنها جزء من المجتمع وأنها جزء من المجتمع ولابد من اشتراكها فى خدمة المجتمع وهناك محاور لخدمة المجتمع وهذه المحاور هى خدمة التعليم:لنا 4 مدارس للتعليم الأساسى،وأيضا مدرستين لذوى الإحتياجات الخاصة(ضعاف السمع والإعاقة الذهنية)،والخدمة الصحية والطبية:لدينا مستشفتين هما هارمل التذكارى بمنوف،وهارمل التذكارى بالسادات،ومستوصفات فى الزمالك،و6أكتوبر، وهو مشترك بين الكاثوليك والأرثوذكس الكنيسة الأسقفية،وعين شمس،ثم محور التنمية: من خلال مؤسسة الرعاية السقفية لدينا 8 مراكز منتشرين لتنمية المجتمع تشمل فصول محو الأمية،وتنمية المشروعات الصغيرة،والتوعية الصحية،هناك أيضا محاور أخرى مثل خدمة اللاجئين،العمل بين الشباب المسيحى والمسلم من خلال مشروع(معا من أجل مصر)،وخدمة السجون،وخدمة النشر المسيحى من خلال دار نشر عمرها 120 سنة،بالإضافة الى التعليم اللاهوتى من خلال كلية التعليم اللاهوتى بالكنيسة.
ماذا عن خدمة اللاجئين التي تتميز بها الكنيسة الأسقفية؟
نخدم اللاجئين من جنيسات مختلفة من جنوب السودان،وأريتريا،والصومال،وسوريا،وتخدم كل اللاجئين بصرف النظر عن ديانتهم،فنحن نتعاون تعاون جاد ومثمر مع مفوضية الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين،وأيضا نقدم لهم خدمات اجتماعية مثل تزويدهم بمساعدات مالية وأغذية وسكن أحيانا،ونقد لهم خدمات تعليمية عن طريق مدارس للاجئين،وايضا حضانات،والخدمات الصحية من خلال العيادات.
ما التحديات التي يقابلها المطران كشخص في المجتمع وسط أبناءه؟
المفترض أن المطران خادم للكل يعيش وسطهم كالراعى الذى يعيش وسط الخراف،فالوظيفة الأساسية التى أقوم بها خدمة التعليم والرعاية،فانا أعلم وأرعى الخدام وأركز على ذلك،وأركز أيضا على بناء الجسور بيننا وبين الديانات الأخرى فلانكون بعيدين عن المجتمع فنحن لدينا مركز جسور الثقافى يربط أبناء المجتمع الواحد، ونرحب بهم فى الكنيسة فى أنشطة موسيقية وفنية غير دينية تساعدهم على الإرتباط ببعض وتقربهم وتبعدهم عن تشويه الأخر.
وماذا عن علاقة الكنيسة الأسقفية بالدولة؟
علاقتنا مع الدولة ممتازة وهناك تعاون مستمر،ونحن جزء من المجتمع ككنيسة وعلينا أن نخدم بلدنا فالأمور التى تحتاج وعى للشعب نساعد فيها حملة “100 مليون صحة” شاركنا من خلال المستشفيات التى نمتلكها وبالتعاون مع الدولة من خلال المندوبين وشجعنا العاملين للمشاركة.
وما المعوقات التي تقابلها الكنيسة الأسقفية الآن؟
لاتقابلنا معوقات،الشىء الوحيد الذى أتمناه هو أن الأوراق التى قدمناها لتقنين بعض أوضع الكنائس للأسقفية ينتهى بتقنين 15 كنيسة على مستوى الجمهورية مراد تقنينها وبيت للخدمة.
ماذا عن انتشار الكنائس الأسقفية في المحافظات ؟
كان لدينا كنائس فى وجه قبلى،لكن بعد الإحتلال الإنجليزى عام 1956 قلت وأصبح أكثر الكنائس وجه بحرى فكان لنا كنائس فى اسيوط،والأقصر،ورأس غارب،وأسوان،وجاء وقت الدولة أفتكرت أننا تابعين للحكومة البريطانية فوضعت كل الكنائس تحت الحراسة،لكن أستطعنا استردادها فنحن مصريين وطنيين نحب بلادنا،لذلك صممنا على عمل كلية اللاهوت.
حدثنا عن علاقتكم بقداسة البابا تواضروس الثاني ؟
علاقتنا بالبابا تواضروس والكنيسة القبطية الأرثوذكسية قوية وننظر لها على أنها الكنيسة الأم ،وكذلك كانت تربطنا علاقة قوية بالمتنيح البابا شنودة معلم الأجيال،والبابا تواضروس يرحب بالاختلاف ويحترم وجهات النظر،وأعتقد أن العمل المسكونى سوف ينموا فى عصره،وهناك تعاون أيضا ببين الكنيسة الأسقفية والأرثوذكسية فى إنجلترا بين الأنبا أنجيلوس وأسقف كانتربرى.
كيف ترى دور الرئيس السيسي الآن؟
الرئيس السيسى له روئية وضعها فى تحقيق حق المواطنة وعد التفرقة بين المصريين،وهو يفعل ذلك بإعطاء نموذج من نفسه،فعندما يزور الكاتدرائية فإنه يقدم رسالة لكل الشعب أنه لافرق بين مسيحى ومسلم، ومايصنعه الرئيس حاليا سيجنى ثماره والأجيال القادمة.
Attachments area