_ “لجنة الحوارات اللاهوتية”.. تحتاج إلى قرار من رؤساء الكنائس لتفعيلها
_نحن لا نملك رفاهية التوقف لأننا نعمل في حقل الله
_ مجلس كنائس مصر يجعلنا نتحدث بصوت واحد
_ “أسبوع الصلاة” استطاع هذا العام فرد أجندته خارج القاهرة.. ووصل الصعيد
حلماً طالما داعب قلب مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، أن يحقق من خلاله رغبة السيد المسيح في “أن يكون الجميع واحد”، ولكن شاء العلي أن يتجسد الحلم في عصر قداسة البابا تواضروس الثاني، في مثل هذا اليوم منذ سبع سنوات، حيث تم إعلان تأسيسه في 18فبراير 2013 بحضور رؤساء وممثلي الكنائس المصرية..” إنه مجلس كنائس مصر”، الذي يضم العائلات والكنائس المصرية الخمس الآتية؛ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية، والكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة الإسكندرية للروم الأرثوذكس، والكنيسة الأسقفية، يدار المجلس من خلال اللجنة التنفذية، التي تنتخب أمينا عاما لها كل عامين، بالتناوب بين الكنائس المختلفة، ويترأسها الدورة الحالية الجانب الكاثوليكي.
حول أجندة المجلس في 2020، وتقيم أنشتطه في العام المنقضي، وكواليس الاستعدادات لحفل الذكرى السابعة لتأسيسه، ومدى تأثير المجلس في العمل المسكوني وشعور شعب الكنائس بدوره…وأكثر من هذا استطاعت “وطني” أن تعرفه من خلال الإبحار في عقل وقلب الاب بولس جرس، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، و راعي كنيسة الأنبا أنطونيوس للأقباط الكاثوليك بالفجالة من خلال هذا الحوار:-
* في البداية.. هل لنا أن نطلع على أجندة مجلس كنائس مصر في ٢٠٢٠ ؟
** يتم حاليا وضع خطة لكل لجنة لعقد أجتمعاتها ومؤتمراتها على مدار العام، فمثلا تسعى لجنة الكهنة والرعاة خلال هذا العام لعقد لقاء في الصعيد للآباء الرعاة هناك.
ومن المقرر أن يقوم القس بيشوي حلمي، الأمين العام المشارك عن الكنيسة الأرثوذكسية، والمسئول عن لجنة الشباب بتكملة تشكيل لجنة الشباب وعمل اجتماعات ولقاءات لها ليتم من خلالها مناقشة موضوعات مشتركة بين الشباب لينطلق بها إلى مسارات أعلى لتنمية الروح المسكونية بين شباب الكنائس.
كما تم تعين الأستاذ عصام عياد منذ أيام سكرتيرا للمجلس وهو رجل ذو خبرة طويلة في العمل المسكوني، أتمنى أن تثمر هذه الخطوة عن تنشيط العمل المسكوني في ٢٠٢٠، وأن تأتي بمزيد من التنسبق في عمل لجان المجلس.
* كيف رصدت أنشطة المجلس خلال العام المنقضي 2019؟
** بالطبع أنا أشكر الله على كل حال، ولكنني لا أستطيع أن أقول إني راضٍ بشكل كامل عن أنشطة المجلس خلال العام المنقضي، لأن الأمر يحتاج مزيد من الدفع المعنوي والروحي، فما قمنا به يعتبر الحد الأدنى من المطلوب، ولكن لا أستطيع أن أنكر أن لجنة المرأة قد استطاعت القيام بأنشطة مهمة على مدار السنة، حيث نظمت مؤتمرين هامين، امتازا بحسن التنظيم والإدارة بقيادة الأستاذة ماري يونان ومعها فريق يعمل بمحبة وتناغم، كما يعد مؤتمر “مهارات الافتقاد”، الذي أعدته لجنة الكهنة والرعاة في بيت الكرمة بوادي النطرون رائعا حيث عشنا خلاله لحظات روحية جميلة بمشاركة أكثر من 70 راعي وقس من مختلف الكنائس المصرية، كذلك تقوم لجنة الإعلام بعملا دؤبا ونشط طوال الوقت، حيث أنها المعنية ينشر أنشطة المجلس عبر الصفحة الرسمية للمجلس، وكذلك تقوم بالتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، كما تتابع بشكل يومي ما نشر عن المجلس في وسائل الإعلام، وتصدر أيضا مطبوعات متميزة عن المجلس.
ولكن من جانب آخر، لا أستطيع أن أنكر ألمي على عدم نشاط لجنة الشباب لأنها لجنة واعدة ومن الممكن أن تعطينا ثمار خصبة جدا عن طريق تعين بعض الشباب وتشجيعهم على العمل المسكوني.
* كيف جاءت فكرة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين؟ وكيف ترى أسبوع الصلاة في مصر هذا العام؟
** يرجع تاريخ أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين إلى أكثر من مئة سنة، ثم تبناه مجلس الكنائس العالمي بعدها أخذه عنه مجلس كنائس الشرق الأوسط ثم احتضن الفكرة مجلس كنائس مصر بعد تأسيسه، وإنني أرى أن أهم ما يميز أسبوع الصلاة هذا العام أنه أستطاع فرد أجندته خارج القاهرة حيث صلينا بالكنيسة الإنجيلية بالمنيا والكنيسة الأسقفية بالإسكندرية، وقد وجدنا أن الناس متعطشة جداً للصلاة بروح واحدة .
* لماذا لم يتم تفعيل لجنة الحوار اللاهوتي حتى الآن ؟
** كلنا نطالب بتفعيل هذه اللجنة الهامة، فالأمر يحتاج إلى قرار من رؤساء الكنائس وليس قرار من الأمين العام أو أمناء الكنائس، وعلى الرغم من سير الحوارات اللاهوتية بخطى جيدة ما بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما، ولكن الحوارات متوقفة على المستوى المحلي.
* يرى البعض أن مجلس كنائس مصر غير مؤثر ولا يشعرون بوجوده.. فما تعليق حضرتك؟
** هؤلاء معهم كل الحق، فنحن عبيد بطالون، ولكن علينا ألا ننسى أن مجلس كنائس مصر عمره فقط سبع سنوات، فهو مازال طفلا صغيرا يحاول أن ينمو، حيث أنه فكرة جميلة ويخلق روح حلوة، ويجعلنا ككنائس مصرية نتحدث بصوت واحد ومؤثر أمام الجميع، فعندما يصدر بيان يشير إلى أن مجلس كنائس مصر يدين مثلا أي عمل إرهابي أو يؤيد الرئيس السيسي في خطوة ما، هذا يجعل مسيحيو مصر يظهرون بصفة واحدة، ولكن قد لا يتضح هذا بالنسبة لرجل الشارع لأنه يبحث عن نتائج ملموسة تتعلق بحياته، وحياة أخوته من الكنائس الأخرى فهو لا يريد عند حضور صلاة جناز أو إكليل في كنيسة غير كنيسته أن يرى في أعين أحد نظرة توصفه أنه غريب أو ذو إيمان ناقص، وهذا ما يعمل المجلس لمجابهته بكل لجانه بسعيه لبث ثقافة الاحترام بين أفراد الشعب المصري المسيحي بصفة عامة وليس على نطاق معين.
* كيف ترى مجهودات رؤساء الكنائس في ملف العمل المسكوني؟
** لا أحد يستطيع أن ينكر مجهودات قداسة البابا تواضروس في ملف العمل المسكوني، وكذلك غبطة البطريرك إبراهيم إسحق ورؤساء الكنائس الإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس، فكلهم متحمسين وينتظرون منا نحن الأمناء أن نعمل معجزة ونحقق ما يصبون إليه، فهم منتظرون تحريك الماء ونحن منتظرون أيضاً لعل الله يرسل ملاكا ليحرك الماء، ولكن على الجميع أن يلتمس لنا عذرا، لأن الرؤساء والأمناء مثقلين بخدمات كثيرة جدا.
* “مجلس كنائس مصر لا يعمل بالسياسة ولكن يتفاعل مع المجتمع”..كيف ترى هذه العبارة؟
** بالطبع نحن لا نخوض في الأمور السياسية لأن مجلس كنائس مصر لم ينشأ لكي يكون كيانا سياسيا فنحن هيئة كنسية تحاول لم شمل المسيحيين في مصر ، ولكننا نشعر بما يحدث في المجتمع ونتفاعل معه ويظهر ذلك من خلال تعقيب المجلس للمواساة في حالة وقوع حادث إرهابي أو لدعم الدولة أو بعض القرارات الرئاسية ويكون ذلك بعبارات بسيطة جدا أخوية جدا أمينة جدا ودبلوماسية أيضا.
* ماهي الرسالة التي تحب أن توجهها لكنائس مصر مع حلول الذكرى السابعة لتأسيس مجلس كنائس مصر ؟
** سأقول لهم إلى الأمام دوما، “أنا زرعت وأبولو سقى والله الذي ينمي” فلا يأس ولا تراجع وسنكمل العمل المسكوني بالرغم من كل شئ، فنحن لا نملك رفاهية التوقف لأننا نعمل في حقل الله، حتى ولو كانت هناك تحديات وإحباطات، ولكن علينا أن نكمل المسيرة ونفلح الأرض ونتظر الثمر من عند الله، ولا نستطيع القول أننا وصلنا الآن إلى ما نصبو إليه لأننا كلنا عبيد بطالون.
وأريد أن أقول لرؤساء الكنائس تحديداً إن محبتكم هي أكبر سلاح نستطيع به أن نصبح به واحد ومعنى الوحدة أن نصبح لنا القدرة على التلاقي والتعاون، وأن نصبح يد واحدة بخمسة أصبع تستطيع أن تمسك الفأس وتفلح الأرض وتمسك المقص وتقلم ، وليس معنى “الوحدة” أن نفري الخمسة أصبع ليصبوا أصبع واحد، فالمحبة والإحترام بين الرؤساء أهم عنصر في تتميم العمل المسكوني.
وأحب أن أهمس في أذني أمناء المجلس، وأقول لهم: “كونوا أمناء على ما ائتمنتوا عليه”، ومن ليس لديه وقت فعليه أن يعتذر عن هذه الخدمة ويتركها لشخص يستطيع أن يستثمر هذه الوزنه، فأتمنى من الرؤساء أن يجددوا تشكيل اللجان إذا لزم الأمر، وأن يستعينوا بأشخاص جدد لديهم حماس وحيوية، لأننا نحتاج إلى دفعة من الأكسجين في رئتي مجلس كنائس مصر متمثلة في مجموعة من الشباب المقتنع بالعمل المسكوني لكي نستطيع في النهاية أن نقول “خمسة وزنات أعطيتني وهذه خمسة وزنات أخرى”، لأننا لا نسطيع أن نكمل المسيرة بمثل هذه المفردات.
وأقول لمسيحيو مصر إن “الوحدة” لا تعني أن نتبع كنيسة واحدة أو طائفة بعينها بل أن يظل كل منا محافظاً على هويته وكيانه الثابت الذي أستلمه، وأن نتعلم كيف نحب ونحترم ونساعد بعضنا بعض ونعمل معاً.