لقد قمطت مولودك, ووضعتيه في مذود البقر, في رفق شديد وحنان كلي. فهل تعلمين أن جسد طفلك الذي تعتنين به, سيقدمه ذبيحة علي الصليب لفدائنا, وأنه سيقوم من الموت في اليوم الثالث؟!
وعندما تتأملين في وجهه الجميل, فهل تعلمين أن هذا الوجه سيضيء كالشمس فوق جبل التجلي؟!
وعندما تنظرين إلي عينيه الطاهرتين, فهل تعلمين أنه سينظر بهما إلي الجموع, ويتحنن عليهم, ويشفي مرضاهم؟!
وعندما تقبلين فمه الصغير, فهل تعلمين أنه من هذا الفم سيصدر أمرا للميت فيحيا, وانتهارا للريح وللبحر, فيصير هدوء عظيم؟!
وعندما تلمسين أذنيه الصغيرتين, فهل تعلمين أنه سيسمع بهما صراخ الجموع وهي تهتف له حتي ارتجت المدينة قائلة من هو هذا؟!
وعندما تمسكين بيديه الدقيقتين, فهل تعلمين أن هاتين اليدين ستصنع من التفل طينا, ليخلق عينين للمولود أعمي؟!
وعندما تقمطين جسده الرقيق, فهل تعلمين أنه سيتمنطق عند ثدييه بمنطقة من ذهب علامة القضاء الإلهي؟!
وعندما تدربين رجليه الصغيرتين علي المشي, فهل تعلمين أنه سيمشي برجليه علي مياه البحر ويمشي بهما علي أرض اليهودية والجليل, فتتبعه آلاف الملايين عبر عصور التارخ؟!
إني أطوبك ياوالدة الإله, وأسجد ـ معك ـ بخشوع كلي ورهبة لله الذي ظهر في الجسد.