عقدت اليوم دار انسان للنشر والتوزيع ندوة لتقديم ومناقشة رواية “رادوبي .. سندريلا في الأصل مصرية” للكاتب والباحث الأستاذ سامى حرك المحامى والباحث بالحضارة المصرية القديمة ، وقد حضر الندوة الدكتور وسيم السيسى , الباحث فى علم المصريات , والكاتب والمفكر الأستاذ طلعت رضوان , وعدد من المفكرين و الباحثين , وقد عقدت الندوة بقاعة بلازا 1 بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة , على هامش فاعليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 51.
وقد تحدث الكاتب الأستاذ سامى حرك عن روايته قائلا : –
القصة هى إسهام فى موضوع الهوية المصرية , وأن أساس القصة والتيمة الدرامية لها من إحدى البرديات التى حصل عليها الأمريكى ” شيستر بيتى ” الذى كان مهتم بالثقافة بشكل كبير , وكان يمتلك العديد من المخطوطات النادرة والكنوز الثقافية المهمة ولذا أسست مكتبة حملت أسمه بمدينة “دبلن ” وكان من ضمن ما جمعه “بيتى ” هى تلك البردية التى حملت قصة ” رادوبى ” .
والقصة هى عن شاب مصرى من مدينة “قوص” كان يعمل بالزراعة و بالتجارة , وأثناء إحدى رحلاته للعاصمة المصرية “منف ” التقى بأحدى الأميرات , ونشأت بينهم قصة حب , وقرروا الزواج فما كان من الأميرة الأ أنها هربت من قصر والدها بمساعدة أختها التى جمعت لها عدد من المقتنيات الخاصة بها وكان من ضمنها “الحذاء “, وهرب الزوجان إلى بلدة صغيرة ،وهى مدينة حلوان حاليا , وانجبا طفلة وهى “رادوبى ” , تلك الطفلة التى ترث مقتنيات والدتها , ويخطف أحد النسور حذائها ليصل به بمحض الصدفة إلى قصر أهل والدتها الأميرة ليتعرف عليها أهلها من جديد .
وأشار “حرك ” إلى أن القصة تدور أحدثها زمن الأسرة السادسة , مما جعل الرواية تتناول العديد من مظاهر الحياة المصرية أنذاك , حيث تناولت الرواية العديد من أسماء البلاد التى مر عليها أبطال القصة , كما تناولت تفسير وشرح الأعياد التى مرت عليهم , لافتا إلى أنه تعمد كتابة الرواية باللغة المصرية المتداولة حاليا لانها كانت لغة المصريين أنذاك .
منوها على أن الرواية تؤكد على ان الهوية المصرية متواصلة و أن اعتقاد أن عصر الفراعنة قد انتهى هو مجرد ” أسطورة ” .
وقد علق الدكتور , وسيم السيسى قائلا :-
إن اللغة العامية الحالية هى اللغة المصرية القديمة ودخلت فيها روافد كثيرة ولكن الأصول كلها مصرية مثل كلمة ” دين ” هى كلمه أصلها مصرية قديمة وتعنى العقيدة ونقيس على هذا الكثير من الكلمات , وأن كتابة الرواية باللغى العامية أمر ليس سهلا وبالتاكيد كبد الأستاذ سامى حرك الكثير من العناء , وكان أيسر عليه أن يكتبها باللغة العربية و لكن هذا تمسك بالهوية المصرية .
كما أشار إلى أن الرواية تناولت فكرة الالهة المتعددة عند المصريين القدماء ,مؤكدا أن هذا الاعتقاد غير صحيح وأن الحضارة المصرية القديمة كانت قائمة على فكرة التوحيد الذى عرفته مصر منذ الأسرة الأولى مستشهدا بالعديد من الأدلة التاريخية , لافتا إلى أن الصهيونية العالمية هى التى تسعى الى تخريب التاريخ بنشر مثل تلك الأعتقادات وذلك لتجريدنا من تاريخنا , مشيرا إلى تجديد محاولات العبث بتاريخ مصر القديم كالذى حدث فى أحداث 25 يناير 2011 من مهاجمة المتحف المصرى .
كما اكد الدكتور وسيم السيسى أن الحضارة المصرية أستمرت لألاف السنين لأنها قامت على القانون والعدالة وليس على الظلم والسخرة كما صورها التشويه التاريخى .
كما قال أن الرواية تشرح العديد من ملامح الحياة المصرية القديمة شرحا صحيحا مما يساعد على التمسك بالهوية المصرية .
كما قال الكاتب والمفكر الأستاذ ,طلعت رضوان :-
أن الثقافة السائدة حاليا تجاه كل ما هو متعلق بالحضارة المصرية القديمة هى “الأهمال ” , وأن التعليم الحالى لا ينصف الهوية المصرية وهو أمر يجب أن يثير أهتمام الجميع للحفاظ على هويتنا وتاريخنا ,مشيرا إلى أن العديد من الأسماء والعادات السائدة فى مجتمعنا المصرى الآن لها أصول من الاف السنين , وهو ما تؤكد عليها الرواية .
كما علق على كتابة الرواية باللغة المصرية وليس بالعربية بأن علماء اللغويات أكدوا بأن عمر اللغة الأنسانية المنطوقة هو أطول من اللغة المكتوبة وبذلك يكون الأصل للغة المصرية القديمة وهى المتداولة بيننا حتى الأن .