صادق مجلس العموم البريطاني نهائياً، على اتفاق بريكست، مفسحاً المجال أمام الخروج التاريخي للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والمقرر بعد تسعة أيام.
وكان مجلس العموم قد صادق على الاتفاق الذي أبرمه جونسون مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، إلاّ أنّ مجلس اللوردات طلب هذا الأسبوع إدخال تعديلات عليه، لا سيما في ما يتعلق بحقوق رعايا الاتحاد والأطفال اللاجئين بعد بريكست.
وعلى الرغم من أن الاتفاق يحتاج كذلك إلى مصادقة البرلمان الأوروبي الذي سيجري تصويتاً الأسبوع المقبل، إلاّ أنّ مصادقة لندن على الاتفاق تُعدُّ لحظة تاريخية، خصوصاً أنها تمهّد لكي تكون المملكة المتحدة أول دولة تخرج من الاتحاد الأوروبي.
تُعتبر مصادقة مجلس العموم إنجازاً لجونسون الذي تولى رئاسة الحكومة العام الفائت، متعهداً وضع حد للأزمة السياسية التي أحدثت انقساماً في البلاد وشلّت حكومتين متعاقبتين.
وكانت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي قد أبرمت اتفاقاً مع بروكسل ينظم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رفضه مجلس العموم ثلاث مرات، ما دفعها إلى الاستقالة.
وتوصل جونسون بدوره إلى اتفاق مع بروكسل لم ينجح بتمريره في مجلس العموم، ما دفعه للدعوة إلى انتخابات مبكرة على أمل إنهاء حال المراوحة.
وبعدما صادق مجلس العموم الجديد على الاتفاق، طلب مجلس اللوردات إدخال تعديلات على خطة الحكومة التي تقضي بتسجيل 3,6 ملايين شخص من رعايا الاتحاد الأوروبي المقيمين في بريطانيا، لإعطائهم وثائق تثبت حقّهم بالبقاء في البلاد، وكذلك
بإجراء مفاوضات حول حق الأطفال اللاجئين في الاتحاد الأوروبي بالبقاء مع أقارب لهم في بريطانيا.
لكن مجلس العموم البريطاني، رفض التعديلات وأصرّ على النص المصادق عليه، ما أجبر مجلس اللوردات على الرضوخ.