جاء ليخلصنا, يقول القديس يعقوب السروجي إذا أردت أن تنقذ غريقا أو تنهض إنسانا مطروحا فلا ينفع أن تقدم له النصيحة بل عليك أن تخلع ثيابك وتنزل البحر لتنقذه وتقيمه معك, هكذا جاء الكلمة إلينا ونزل وأخلي ذاته, خلع ملابس مجده, ولبس ثوبنا, أخذ جسدنا, نزل إلينا نحن الجالسين في الظلمة وظلال الموت نزل إلي الحجيم من قبل الصليب, ليفك قيود المسبيين, نز إلي عالمنا ليصعدنا معه ونجلس معه في السماوات.
جاء ليوجه أفكارنا وعقولنا إلي الذات الإلهية, يقول القديس أثناسيوس الرسولي نزل الابن إلينا كي يوجه الفكر البشري إلي شخصه المبارك ويركز أحساساتهم إلي ذاته الإلهية.
جاء وافتقر ليغنينا, 2كو 9/8 إنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره
جاء ونزل لأرضنا ليصعدنا لسمائه,, حيث قال وآخذكم إلي حيث أكون أنا وتكونون معي أيضا جاء وأخذ الذي لنا وأعطانا الذي له,, أعطانا نعمة البنوة لله, فقد صار أخا بكرا بالجسد.
جاء ليعرفنا محبة الله لنا, يو 16/3 هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
جاء ليعطينا أن نشاركه في مجده, فقد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة 2بط 3/1 لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية.
جاء ليفصح لنا عن جوهر الحب الحقيقي في البذل والعطاء, والمحبة العملية الباذلة التي تجلت في الفداء بالصليب.
جاء من أجل تجديد الخليقة مرة أخري ويرد الإنسان إلي رتبته الأولي.
جاء واتضع ليرفعنا لو 52/1 رفع المتضعين أي ليحمل خطية العالم كله, وانتصر لنا فانتصرنا به, عمل نجارا فبارك العمل, جاع ليشبعنا, عطش ليروينا.
إن الحياة بعد المسيح صارت كلها للمسيح, لي الحياة هي المسيح والموت ربح لأنه إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت, إن عشنا وإن متنا فللرب نحن. الماضي هو إعداد للتجديد والحاضر هو تنعم بالتجسد والمستقبل نوال بركات وأمجاد التجسد.