نشرت هذه القصيدة لأول مرة يوم 23 ديسمبرعام 1823 في جريدة “سنتينل ” بنييويورك بدون اسم ، حيث أرسلها الي الجريدة أحد أصدقاء الكاتب كليمنت كلارك مور ، وأعيد نشرها علي مدي عدة سنوات بدون اسم الي أن تم نشر اسم كليمنت كلارك مور مع القصيدة لأول مرة عام 1837 ، وأكد مور أنه هو كاتب القصيدة عندما ضمها لكتاب به نخبة من أشعاره عام 1844 ، وقد أكد الناشر الأصلي للقصيدة وناشرون آخرون اعترافهم بأنه هو المؤلف .
عرف مور بكونه أستاذا جامعيا واسع المعرفة متخصصا في الأدب اليوناني والمشرقي وبحوث الكتاب المقدس ، وقد سيم قسيسا في الكنيسة الأسقفية الأمريكية ، ولذلك لم يكن يتمني أن يرتبط اسمه بقصيدة تتناول فكرة خرافية يصور فيها فيها سانت كلوزعلي أنه قزم يأتي علي زلاجة تجرها غزلان ، ولكنه اضطر أن يضم هذه القصيدة الي كتاب المقتطفات الأدبية الذي طبعه وذلك بعد اصرار الأطفال علي ذلك ، وهم الذين كتب من أجلهم هذا العمل .
الليلة التي تسبق الكريسماس :
اختار مور زمن الحدث في الليلة التي تسبق الكريسماس وعبر عن ذلك في البيت الأول من القصيدة ، وقد تعمد ألا يكون الحدث في يوم الكريسماس نفسه ، لأنه في تلك الحقبة كانت هناك بعض الخلافات بين البروتستانت والكاثوليك ، وكان يوم الكريسماس ينافس يوم رأس السنة باعتباره الاجازة المفضلة للعائلات فالبروتستانت كانوا ينظرون الي الكريسماس كأنه نتيجة لخداع وجهل الكاثوليك ، وعندما اختار مور وصول سانت نيكولاس في الليلة السابقة للكريسماس استطاع بذكاء أن يتحاشي التركيز علي يوم الكريسماس بكل ما يتعلق به من خلافات طائفية ، وكنتيجة لذلك تعلق أهل نيويورك بقصيدة مور بأسلوبها الطفولي وكأنهم كانوا يفعلون ذلك طيلة حياتهم .
مصادر الالهام :
في عام 1822 دعا مور أقاربه للاحتفال بعيد الميلاد مع أسرته وبهذه المناسبة طلبت منه ابنته تشاريتي والتي كانت محببة الي قلبه .. أن يكتب شعرا خاصا لهذه المناسبة، حيث أنه اعتاد أن يكتب أشعارا في المناسبات التي تتجمع فيها العائلة ، وكان كليمنت قد قرأ كتاب واشنطن ايرفينج ” ديتريتش نيكربوكر ” الذي تحدث فيه عن القديس الذي عاش عمرا طويلا وكان يعطي الهدايا للأطفال ، وقرأ مور أيضا كتيب صغير بعنوان ” صديق الأطفال ” للكاتب الأمريكي آرثر جيه ستانسبري ، وهو يحتوي قصيدة عن سانتا كلوز ، صدر ذلك الكتيب عام 1921 ، و استعان مور بشخصية البستاني الخاص بالعائلة دايتشنيك وهو من أصل هولندي لكي يستلهم منه تصورا لملامح بابا نويل ، وقد كان مور مهيئا لتصوير شخصية بابا نويل خاصة أن الغرب كان يحتفل بذكري رحيل القديس نيكولاس يوم 6 ديسمبر ولكنهم جعلوا الاحتفال فيما بعد يوم 24 ديسمبر نظرا لارتباط أعمال القديس بعيد الميلاد . ومن هنا بدأ مور يكتب قصيدته .
والمعروف أن هذه القصيدة قام بتلحينها الموسيقار لين داربي في بدايات القرن العشرين ، وأعيد تلحينها بواسطة الملحن الطفل البريطاني ألما دوتشار من مواليد 2005 .
من المتاحف الي هواة الجمع :
توجد من هذه القصيدة أربعة نسخ بخط اليد ، منهم ثلاثة نسخ في متاحف ومؤسسات عامة مثل الجمعية التاريخية بنيويورك ، أما النسخة الرابعة فهي مكتوبة بخط يد كليمنت كلارك مور نفسه وعليها امضاؤه عندما قدمها هدية لصديق له عام 1860 ، وتم بيعها من أحد هواة الجمع الي هاو آخر عام 2006 ، مقابل 80 ألف دولارا ، في مزاد بولاية تكساس .
قصة القصيدة :
تحكي القصيدة عن رب أسرة يستيقظ ليلة عيد الميلاد علي أصوات مزعجة خارج المنزل فينظر من النافذة ليشاهد أمامه بابا نويل قادما علي زلاجة يحملها الهواء ويجرها ثمانية غزلان ، بعد أن يهبط بابا نويل بزلاجته في شرفة المنزل يدخل البيت في لمح البصر حاملا معه صرة الهدايا ، ويراقب الأب بابا نوبل وهو يملأ جوارب الأطفال المعلقة حول المدفأة بهدايا الكريسماس ، ويضحك في نفسه ، ويعود بابا نويل ويبنما هو يطير يتمني للجميع عيد ميلاد سعيد وليلة سعيدة .
هذه هي القصيدة مترجمة من الانجليزية :
زيارة من القديس نيكولاس
كانت الليلة السابقة للكريسماس .. عندما كان في جميع أنحاء البيت
لا يتحرك أي كائن ، ولا حتي فار
كانت الجوارب معلقة بعناية فوق المدفاة
علي أمل أن يحضر القديس نيقولاس علي الفور
كان الاطفال مستقرون في أسرتهم ينعمون بالدفء
وهم يحلمون بقطع الحلوي الشهية وهي ترقص أمام أعينهم
وأمهم مغطاة الرأس بمنديلها وأنا بطاقيتي (قلنسوتي)
قد استسلم فكرنا لغفلة شتوية طويلة
عندما صدر بالخارج صوت طرقعة
قفزت من فراشي لأري ما الخبر
طرت الي النافذة بسرعة البرق
فتحت الشيش واطار النافذة
وقد أعطي القمر وسط الثلج المتساقط لتوه
بريق الظهر لكل الأشياء من تحته
لم يظهر أمام عيني المتسائلتين
سوي زلاجة صغيرة جدا يجرها ثمانية غزلان
وسائق عجوز صغير الحجم في منتهي الحيوية والسرعة
في لحظة واحدة أدركت أنه لابد أن يكون هو القديس نيكولاس
جاءت جياده أسرع من النسور
أما هو فقد أطلق صفارة لهم وناداهم باسمائهم
” الآن ، داشر ، الآن دانسر ، الآن برانسر وفيكسن
هيا كوميت ، هيا كيوبيد ، دونار وبليتزن
الي أعلي الشرفة الي أعلي الحائط
الآن هيا اندفعوا اندفعوا اندفعوا ”
كأوراق الشجر التي تطير قبل الاعصار الشديد
عندما يصطدم بعائق وتصعد الي السماء
كذلك الجياد قفزت الي أعلي المنزل
بالزلاجة المليئة بالألعاب والقديس نيكولاس أيضا
في لحظة واحدة سمعت اصوات الوثب والخدش من كل حافر
وبينما أدرت رأسي لأنظر حولي
وجدت أسفل المدفأة سانت نيكولاس ينحني للتحية
كان يرتدي الفراء من رأسه لقدمه
وملابسه ملطخة بالرماد والسخام
وقد ألقي فوق ظهره صرة مليئة بالألعاب
وبدا كانه بائع متجول بدأ يفتح جواله
كم كانت عيناه تلمعان ووجهه ضاحكا
بدا خداه كالزهور وأنفه كالكريز
فمه الصغير الضاحك كان كالقوس
لحيته فوق ذقنه بيضاء كالثلج
وجهه عريض وله بطن صغيرة مستديرة
تهتز عندما يضحك كصحن مليء بالجيلي
كان ممتليء القوام كقزم حقيقي مرح
وضحكت عندما شاهدت غمزة منه وهزة من رأسه
وأيقنت أنه لاشيء يخيفني منه
لم ينطق بكلمة بل بدأ عمله فورا
ملأ جميع الجوارب واستدار بهزة عنيفة
ثم وضع اصبعه بجوار أنفه
واعطي ايماءة ، وتسلق المدخنة
قفز فوق زلاجته واعطي صفارة لفريقه
وانطلقوا جميعهم كزغب الشوك
لكني سمعته بعد ان اختفي عن نظري يقول
” عيد ميلاد سعيد للجميع ” ” ليلة سعيدة للجميع ”
ونعرض لكم أصل القصيدة باللغة الانجليزية:
A Visit from St. Nicholas
BY CLEMENT CLARKE MOORE
‘Twas the night before Christmas, when all through the house
Not a creature was stirring, not even a mouse;
The stockings were hung by the chimney with care,
In hopes that St. Nicholas soon would be there;
The children were nestled all snug in their beds;
While visions of sugar-plums danced in their heads;
And mamma in her ‘kerchief, and I in my cap,
Had just settled our brains for a long winter’s nap,
When out on the lawn there arose such a clatter,
I sprang from my bed to see what was the matter.
Away to the window I flew like a flash,
Tore open the shutters and threw up the sash.
The moon on the breast of the new-fallen snow,
Gave a lustre of midday to objects below,
When what to my wondering eyes did appear,
But a miniature sleigh and eight tiny rein-deer,
With a little old driver so lively and quick,
I knew in a moment he must be St. Nick.
More rapid than eagles his coursers they came,
And he whistled, and shouted, and called them by name:
“Now, Dasher! now, Dancer! now Prancer and Vixen!
On, Comet! on, Cupid! on, Donner and Blitzen!
To the top of the porch! to the top of the wall!
Now dash away! dash away! dash away all!”
As leaves that before the wild hurricane fly,
When they meet with an obstacle, mount to the sky;
So up to the housetop the coursers they flew
With the sleigh full of toys, and St. Nicholas too—
And then, in a twinkling, I heard on the roof
The prancing and pawing of each little hoof.
As I drew in my head, and was turning around,
Down the chimney St. Nicholas came with a bound.
He was dressed all in fur, from his head to his foot,
And his clothes were all tarnished with ashes and soot;
A bundle of toys he had flung on his back,
And he looked like a pedler just opening his pack.
His eyes—how they twinkled! his dimples, how merry!
His cheeks were like roses, his nose like a cherry!
His droll little mouth was drawn up like a bow,
And the beard on his chin was as white as the snow;
The stump of a pipe he held tight in his teeth,
And the smoke, it encircled his head like a wreath;
He had a broad face and a little round belly
That shook when he laughed, like a bowl full of jelly.
He was chubby and plump, a right jolly old elf,
And I laughed when I saw him, in spite of myself;
A wink of his eye and a twist of his head
Soon gave me to know I had nothing to dread;
He spoke not a word, but went straight to his work,
And filled all the stockings; then turned with a jerk,
And laying his finger aside of his nose,
And giving a nod, up the chimney he rose;
He sprang to his sleigh, to his team gave a whistle,
And away they all flew like the down of a thistle.
But I heard him exclaim, ere he drove out of sight—
“Happy Christmas to all, and to all a good night!”