ميلاد ربنا يسوع المسيح له المجد هو سمو بالقيم الإنسانية
حيث غير وجه التاريخ… وسما بالقيم الإنسانية.. ودعم الحياة الروحية, وأضفي علي البشرية المواهب والبركات السمائية بميلاده العجيب امتلأت الدنيا رائحة ذكية… وانبعث في النفس البشرية تغيير جذري… نقلها من الشر إلي الخير… ومن الإثم إلي البر… ومن الدنس إلي الطهر… وارتقت بالأخلاق إلي الذروة… لتبني الحياة علي الإيمان الأقدس… غرس المحبة في البشرية… وفصل الحياة الدينية عن الحياة الدنيوية… وصنع سلاما عجيبا بين السمائيين والأرضيين فهتف الجميع نشيد السلام. المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام, وبالناس المسرة (لو 2: 14) فنجد أن السيد المسيح له المجد في ميلاده… وبقدرته الإلهية… علم الناس الهروب من الشر… وكانت السماء قادرة علي الحماية والرعاية كما ورد في إنجيل معلمنا متي البشير.
قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلي مصر, وكن هناك حتي أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه (مت 2: 13).
فهرب السيد إلي أرض مصر حاملا معه سلاما… وقداسة … وبركة لكل أراضينا, فتقدمت الأراضي المصرية… وتباركت بدخول العائلة المقدسة فيها… وترك لنا الرب سلامه ومنهجه المقدس… وهو الهروب من الشر… لتأتي أيام ويحل السلام قدم لنا مثلا حيا في عمل الخير والصلاح… وكان يجول يصنع خيرا… ويعلم الفضيلة للجميع… ليعيش الناس سويا في محبة… وفي تآخ… ومد يد المساعدة للمحتاجين وطوب الفاعلين للخيرات … بالمواعيد السمائية وأصبح دستوراص للمعايشة وقال في إنجيل معلمنا متي البشير طوبي للمساكين بالروح, لأن لهم ملكوت السموات طوبي للحزاني, لأنهم يتعزون طوبي للودعاء, لأنهم يرثون الأرض. طوبي للجياع والعطاش إلي البر, لأنهم يشبعون طوبي للرحماء, لأنهم يرحمون طوبي لأنقياء القلب, لأنهم يعاينون الله. طوبي لصانعي السلام, لأنهم أبناء الله يدعون طوبي للمطرودين من أجل البر, لأن لهم ملكوت السموات
(مت 5: 3 ـ 10)
أرسي دستور القيم الإنسانية, وقال في إنجيل معلمنا متي البشير
وأما أنا فأقول لكم:
لا تقاوموا الشر, بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا.
(مت 5: 39)
ومن يغضب علي أخيه يكون مستوجب حكم الموت… وأيضا علم الإنسان كيف يعيش بمنهج قبول الآخر… حتي يكون هناك سلام… فارتقي بالناس لأعلي سلم في الفضيلة وهي محبة الأعداء.
وقال في إنجيل معلمنا متي البشير
سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك, وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم باركوا لأعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.
(مت 5: 43 ـ 45)
في ميلاده العجيب
لم يجعل الناس يدينون بعضهم البعض إلا بالحق ويدعوا الحكم للحاكم… لأن كان من عادة اليهود في وقت مجيء السيد المسيح أن يدينوا غيرهم ولا يحكموا علي أنفسهم, فحث الناس علي فضيلة عدم الدينونة… بل أرسي مبدأ التسامح والمغفرة, ففي أثناء صلبه طلب المغفرة من أجل صالبيه… بل أعطي الحياة بقيامته المقدسة لكل من يؤمن به فقال في إنجيل معلمنا متي البشير
لا تدينوا لكي لا تدانوا, لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون
(مت 7: 1ـ 2)
فسما بالقيم الانسانية… ليسمو الانسان في تعاملاته عن التدنيات الأرضية… ويتسم في معاملاته بمكارم الأخلاق.
ميلاد السيد المسيح له المجد دعم الحياة الروحية
أراد التلاميذ أن يتعلموا الحياة الروحية فقالوا علمنا يا رب كيف نصلي كما ورد في إنجيل معلمنا لوقا البشير
يا رب, علمنا أن نصلي كمل علم يوحنا أيضا تلاميذه فقال لهم: متي صليتم فقولوا: أبانا الذي في السموات, ليتقدس اسمك, ليأت ملكوتك, لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض… إلخ. (لو 11 : 1)
فعلم الناس كيف ترتفي بالصلاة إلي السماء فيرتفع الإنسان عن الأرضيات, بما فيها من طمع… وحقد… وكراهية… وانتقام… ومحبة الذات… ورفع الناس في الفضيلة إلي أن الإنسان يطلب من أجل أخيه… ويقدم الآخر عنه في الخير والصلاح وارتقي بتعاليمه المقدسة في علاقة البشرية مع الله في كيفية تقديم صلوات نقية فقال: وأما أنت فمتي صليت فادخل إلي مخدعك واغلق بابك, وصل إلي أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية. (متي 6:6)
الحياة الروحية ترتقي بسلوكيات الإنسان
السيد المسيح له المجد في إنجيل معلمنا يوحنا البشير
وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل (يو 10: 10)
ففي تجسده كان هناك هدف للارتقاء بالبشرية… لأنه أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له… أخذ طبيعتنا الضعيفة وبنوة الله الآب بالتبني وأعطانا نعمة لنرتقي بها روحيا, ممارسة الإنسان في حياته هي التي تحكم طباعه وسلوكه وتعامله مع الآخرين فانحراف الروحيات تؤثر علي سلوكيات البشر… في تجسد الله الكلمة… أعاد للإنسان الصورة الحقيقية… قبل سقوطه… من حياة الطهارة… والقداسة… والبر فعلم البشرية أمورا ترتقي بها من الناحية الروحية… فبالممارسات الروحية أصبح الإنسان قادرا علي ضبط نفسه للوصول لحياة الفضيلة.
وأيضا في تعاليم مخلصنا الصالح… ربط المؤمنين بالحياة الخالدة… وبالملكوت السماوي فكل ما يفعله الإنسان من خير أو صلاح إنما له آجر سماوي… ومحفوظ في السموات وقال لا تكنزوا لكم كنوزا علي الأرض حيث يفسد السوس والصدأ, وحيث ينقب السارقون ويسرقون, بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء… حيث لا يفسد سوس ولا صدأ.
وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون, لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا.
(متي 6: 19: 21)
فارتقي بروحيات البشرية بأن يقدموا للآخرين احتياجاتهم بمحبة… لينالوا الأجر السمائي… فلا يعيش الإنسان في أنانية مهتما بذاته غافلا عن الآخرين… أو يظلم الآخرين من أجل إشباع رغباته بل علم الناس فضيلة العطاء وقال: من سألك فأعطه, ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده. (متي 5: 42)
كل هذه التعاليم ساهمت في تغيير نمط حياة البشرية وسلوكياتها… ومن أجل ارتفاع الروح الإنسانية فوق مستوي ورغبات الجسد غير الآدمية. إن ميلاد ربنا يسوع المسيح عجيب… فهلم نستقبل هذا العيد المجيد بما يليق زغاريد… وشكر… وتمجيد… هلم نستقبل العيد بأفئدة تحقق النور الذي أشرق القلب الذي أشفق… والحب الذي أغدق.
فأفئدتنا تحقق أجلالا… وتقديرا… وحمدا… وتمجيدا لذلك الذي ارتضي أن يولد في عالمنا هذا… ليرفع الروح المعنوية التي كادت أن تسحق… ويعلو بالقيم التي قاربت أن تمحي.
بعيدا عن الشهوات الدنيوية حتي نستحق عمل نعمة الله فينا… ونستحق بشاير السماء بالخير لنا دائما… وننشد بصدق… نشيد الفرح والسلام المجد لله في الأعالي… وعلي الأرض السلام… وبالناس المسرة