دعي السيدالمسيح في مولده, عمانوئيل, الله معنا وهذا الاسم الذي فيه الكثير من التعزية, فيه الكثير من حب الله لنا.
نشعر أن المسيح هو الله معنا, الله في وسطنا, ساكن معنا. وساكن فينا ويحب أن يهب الإنسان لذة الوجود.
إن عبارة عمانوئيل الله معنا لم يقصد بها أن يكون معنا في فترة تجسده فقط, وإنما علي الدوام وهكذا يقول الرب ها أنا معك كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (متت 28:20) وإحساسنا أن الله معنا يعطينا الطهارة والنقاء والقداسة علي الدوام.
ويعطينا الشجاعة وعدم الخوف ويهبنا الثقة والاطمئنان. كما يقول الرب نوري وخلاصي ممن أخاف إن نزل علي جيش فلن يخاف قلبي, وإن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئن (مز 27:1 ـ 3) الرب عوني لا أخشي ماذا يصنع بي الإنسان؟ (مز11:6) وفي ذلك نلمح الفرق بين شجاعة القديسين وشجاعة أهل العالم. شجاعة أهل العالم سببها ثقتهم في نفوسهم, وشجاعة القديسين سببها ثقتهم بوجود عمانوئيل, الله معهم.
هذا هو عمانوئيل الذي كان مع الثلاثة فتية في أتون النار فلم تكن للنار قوة عليهم وشعرة من رؤسهم لم تحترق, وسراويلهم لم تتغير, ورائحة النار لم تأت عليهم (د31:27), حتي انذهل نبوخذ نصر قائلا ليس إله آخر يستطيع أن ينجي هكذا. لقد كان الفداء هو السبب الرئيسي للتجسد. إن الإنسان أخطأ ضد الله بأكله من الشجرة المحرمة, والله غير محدود, لذلك صارت خطيته غير محدودة, والخطية الغير محدودة عقوبتها غير محدودة. وإن قدمت عنها كفارة, ينبغي أن تكون غير محدودة ولا يوجد غير محدود غير الله. لذلك كان ينبغي أن يقوم الله بنفسه بحمل الكفارة. لذلك كان التجسد الإلهي (عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد) (1تي 3:16). هذا هو الحب الأعظم لميلاد السيد المسيح له المجد.