اضافت المخرجة الموهوبة الفنانة الشابة ماريهام توماس مع مجموعة من زملاءها المبدعين الشباب الى كتابات التاريخ الكنسى لحياة الاباء القديسين المعاصرين واحدا من أروع الاعمال الفنية التى قدمتها الميديا القبطية، خلال موسم 2017 حتى 2019.
وهو فيلم جبل شامخ بأجزاءة ال 15 والذى تناول سيرة وشخصية شيخ شيوخ الكرازة المرقسية نيافة الانبا ميخائيل مطران أسيوط الجليل المتنيح لتنفتح ويعاين الشباب صفحاتها ويبحرون بشواطئها بمراكبهم الشراعية ,,,صادقوا السيرة تأملوها وأحبوها وحيوها ولم يدركوا أن هذا الرمز الرعوى عاش يخدم العائلات والاسر الاسيوطية بأفرادها وطوائفها وتنوعاتها لحقبة امتدت لقرابة قرن من الزمان … غاصوا ليلتقطوا قطوف من سمات الابوة الروحية والشخصية الانسانية للانبا ميخائيل المطران الراهب العابد الناسك و ليقدموة بملء الحيوية من خلال مشاهد الفيلم لكنيسة وشعب أسيوط … وتنطلق السيرة بحيويتها عبر قناة أغابى القبطية الارثوذكسية الى أرجاء الكرازة المرقسية وليجد العمل الفنى أصداؤة فى عشرات الالاف من الكومنتات على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى وبالاخص لصفحات شباب الفيس بوك وخلافا لكل الاعراف الفنية للأفلام التسجيلية وروتينية الترتيبات ,, فاق رواجة كل التوقعات والمقاييس البشرية
والاعجب أجطن الفيلم ليس لة ميزانية مالية
+ قالت ماريهام : فى الحقيقة أنا أنسانة عادية لم أتشرف مسبقا بالتعرف الى سيدنا نيافة الانبا يؤانس و ماعنديش علاقات مع أحد أباءنا الكهنة أو أحد المسئولين بالكنيسة و غمرتنى مشاعر الفرح ،،بوصول رد نيافة الحبر الجليل الانبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها على رسالتى ،،كتبت لنيافتة : “أنا أسمى ماريهام توماس حاصلة على بكالريوس تجارة أنجلش ودرست أثناء الكلية كورس مونتاج واخراج بالقاهرة بأفكر أعمل فيلم تسجيلى قصير جدا عن حياة نيافة الانبا ميخائيل يطلع فى مناسبة تذكار نياحتة أواخر شهر نوفمبر ” كان ذلك عام 2017 وأستأذن نيافتكم فى هذا ! وبصراحة فوجئت بالرد ” بالبركة يا أبنتى الغالية ،، وسأل هل تحتاجين الى مصاريف ” فى الحقيقة الهمتنى السماء أن أجيب بالنفى كنت خايفة أن أقدم عملا لا يحظى بالقبول فاتحمل انا مسئوليته ؟!
+ أضافت : بأعتبر نفسى من الشباب الهواة علاقتى بالميديا بدأت بعمل “كليبات الافراح ” وجمعت هذة الاعمال الفنية البسيطة مؤخرا فى صفحة مستقلة Mt,memories in motion حازت أعجاب قرابة 23 ألف مشاهد بدأت علاقتى بقناة أغابى القبطية الارثوذكسية من خلال تصوير ترنيمة ” الى متى يارب تنسانى ” لقدس أبونا أندرو والتى حصدت على اليوتيوب قرابة 4 ونصف مليون مشاهدة – وقتئذ – تعرفت على المخرج الاستاذ رأفت رميلة والذى تفضل بقولة ” من الان أرسلى لنا كل شغلك ” !
+ بداية الموضوع ,, أنة خلال شهر يونيو 2017 كنت برفقة والدتى بنقضى فترة خلوة روحية بدير العذراء بجبل أسيوط -ماكانش وقت مواسم أو أجازات – كنا بنتجول وسط هدوء وسكون الموضع المقدس مابين مغارة العذراء ومزار سيدنا،،ماأعرفش اية اللى حصل !!أنجذبت روحيا للمكان ،، صارحت والدتى قبل المغادرة بالقول : نفسى أعمل حاجة لسيدنا الانبا ميخائيل ،، دى كان مجرد فكرة جالت بخاطرى
والدتى أجابت بقولها ” فكرة حلوة”،، بصراحة – قالت ماريهام – أنا كان أنطباعاتى عن شخصيتة من بعيد لبعيد أنة صعب وشديد ولية مهابة خاصة عند كل شعب أسيوط – ،، قبل مغادرتنا للدير قالت والدتى وهى تشير الية : أبونا بيشوى أهو ،، ترحيب قدس أبونا بيشوى الراهب بالدير وردة على طمأننى كثيرا وصارحتة بالقول : أنا ياقدس أبونا عاوزة أعمل حاجة بسيطة لسيدنا الانبا ميخائيل هاأجيب الكاميرا بتاعتى هاخد كلمتين من قدسك وكلمتين من ابونا لوقا وصورتين من داخل المزار ،، وبعد صمتة لبرهة قال : أبتدى أشتغلى …
+ لم يستصغرنى الشماس عماد جمال بل شجعنى ,, كان هو الوسيلة الوحيدة للتواصل مع سيدنا الانبا يؤانس لاننا سنضطر أن ندخل المزار والمغارة والكنائس ليلا أثناء عملية التصوير .,,فوجئت بأنة أخرج جهاز اللاب توب من غرفة الاستقبال بالاسقفية وعرض على أعظم مشهد رأيتة ” واللى هز موقع الفيس بوك وعمل فرقعة ” مشهد الانبا ميخائيل فى سيارتة وهو يحتضن حذاء وملابس خاصة بالفقراء يعرضها على نيافتة خدام أخوة الرب وتدمع عيناة قائلا : ياولدى دقات قلبى معاكم ” شفت المنظر دة بصراحة صعقت لاني فوجئت بحنان سيدنا ودموعه وهذا كان عكس توقعاتي عن شدة وقوة شخصيته
أدركت وقتئذ ان عظمة الانبا ميخائيل فى ( المكس دة ) مهابته مع تواضعه و قداستة تبان أوضح مع بساطتة علشان كدة أنا حاولت أجمع المواقف اللى بتعمل المكس (mix) دة،، وبكدة (يبان الواو اللى فى الشخصية )
،،، وبدأنا : وكان معانا فى أول يوم تصوير قدس أبونا بيشوى وقدس أبونا لوقا والاستاذ عماد والشماس اسحق شكرى اللى أهدانا الصور أشارت ماريهام بقولها : أنا لم أكن يوما ما مذيعة أو معدة برامج ،،،أنا مكانى ورا كاميرتى ( كنت بأرمى الاسئلة وبأتوقع من الضيف الاجابة فى كلمتين وخلاص) لكن لقيت الضيوف بدأوا يحكوا قصص كتير ما أعرفهاش
وأنا مش عاملة حسابى على كل دة وأنا بأسمع الكلام منهم لاول مرة قلت لنفسي : دة طلع سيدنا راجل طيب ، وبيهتم بأدق تفاصيل حياة أولادة …والدى من جهتة احب مساعدتي فكلم صديقة الشماس الدكتور أكرام الذيات وايضا قمنا بالتسجيل مع الشماس ماهر أنطون و الذى روى مشهد عن تقشف سيدنا من جهة ملابسة _ والناس أحبتة من بساطتة وتلقائية كلماتة – وايضا مع الشماس سعد والدكتور محسن هرون والشماس نصر بشاى و تهيأت لي فرصة لمقابلة مس فاتن مؤسسة كورال كاتدرئية رئيس الملائكة ميخائيل والتى رفضت اولا التصوير ثم بعد التفكير قالت : دة حقه علينا اني اشهد عنه وتوالى المشاركون طبعا قابلت صعوبة من جهة بعض الشخصيات لانهم لم يعرفونى قبلا …
+ أضافت ماريهام : هوة بصراحة الفيلم ماكنش متخططلة خالص بالمساحة دى ،، الفيلم شال نفسة وهوة اللى كان بيمشينى واللى بيخططلى الخطوات
وأكملت بقولها : ياااة لمعاناتى وعذابى فى عملية المونتاج مفيش نوم وبكاء ،،!! أمامى كم هائل من التسجيلات كان مطلوب تفريغها وترتيبها وضعت نفسى بين أختيارين اما أن التزم بالمساحة الزمنية القصيرة للفيلم التسجيلي ويتم الاستغناء عن باقى الحكايات أو أختار الاصعب وأنزل بكل حاجة ذى ماهية !! ،،، اخترت البديل الاصعب رغم التخوف من نتيجة ذلك
+ أضافت : فى الحقيقة صاحب فكرة عمل ” ترنيمة للفيلم ” زميلنا،، رومانى جوزيف،، قبل ان يسافر للخارج..بدأنا نبحث عن عنوان للفيلم حدثت مفارقة أذ استرجعت عبارة ذكرها قدس أبونا بيشوى اثناء التصوير ( كان طفل صغير وجبل شامخ ,,,) العبارة دى ” رنت بقوة ” فى أذنى وشعرت انها بتخدم نفس رؤيتنا للعمل وهى المذج بين الصفات المتناقضة، ووجدت زميلي المصور مينا ظريف يؤكد ان هذه العبارة تصلح عنوانا للفيلم
و كنت بأتابع مع الفنان مينا حليم النقاط الهامة فى كل تسجيل مع الشخصيات علشان نقدر نختار كلمات الترنيمة ,,لقيتة كاتب رسالة بيقولى فيها ( كان جبل عملاق ،،،) فتأكد الاختيار ووضعنا أسم الفيلم “جبل شامخ “،
وبداية الترنيمة” كان جبل عملاق بطبعة … والخوف كان تحت رجله ..ومهابته الروحانية شعرها كل اللي قابله .. تأليف وتلحين مينا حليم وتوزيع موسيقى عماد عزيز وأتسجلت فى أستديو بالمنيا وشارك فى الموسيقى التصويرية للفيلم شباب smkأستديو باسيوط وهم مينا ملاك على الجيتار وعلى الكمان كيرلس صابر وناى ماركو جميل وبيانو رفيق راجى ،
اوضح مينا بقوله : لا ادعي اني احترافيا ولا روحيا مكسر الدنيا لكن حطيت ايديى على المفتاح وطلبت من الله ان يعطيني نعمه ان اكتب كلمات تليق بسيدنا واضاف انا فارق معايا ليس فقط الاحاسيس التي تركتها الترنيمة لدى المشاهدين لان احنا مش بنمجد شخصية روحانية عظيمة لكن بنعلن مجد الله اللي اظهرته سيرة وحياه الانبا ميخائيل واعتقد ان الهدف دة وصل للشباب من كل الطوائف…انا برضة كنت بأسمع عن نيافة الانبا ميخائيل حكايات كتير من أسرتى وكنت امر مع والدتى أيام الاحاد مع الجموع أمامة علشان ناخد البركة
+ومن جانبها استكملت ماريهام الحديث بقولها : فى الحقيقة أنا ورملائى غير محترفين وعندما طلبت منهم العمل فى الفيلم لم يطلبوا مقابل – فقط – نوال البركة ،،بدأت بالمصور مينا ظريف وتواجد معاة زملاؤة الآخرين بشكل متقطع واللى عمل الجرافيك وصمم الفيديوهات الاخيرة لوداع سيدنا زميلنا فؤاد فوقى
+ نوفمبر 2017 الفيلم كان over قسمنا الفيلم الى 3 أجزاء فبمجرد ماوضعتة على الفيس بوك فوجئت بتفاعل كبير من الشباب بالذات بصورة غير مسبوقة وأعداد كبيرة أشتركت فى الصفحة عندى واحسست أن الشباب أتفاجأ مثلى ،،،واحدة من الشابات قالت : أبكيتينى لأن كان فية قديس عايش وسطينا وأحنا مش عارفينة ! واحد كاتب ياخسارة ماقابلناش القديس دة ! واخر كتب كملى وماتتأخريش علينا ،،،أضافت : سيرة الانبا ميخائيل المطران الجليل جذبت الشباب لان الفيلم سلط الضوء على جانب من أعماقة ..كنموذج حى للقداسة أحبة الشباب واتشدوا لية!
+ بدأنا نشتغل الجزء الرابع ،، ساعدنى قدس أبونا ايساك وزوجتة صديقتى نرمين فى البحث عن شخصيات تكمل معانا ،، بدأت أطرق الابواب تواصلت مع القس باقى صدقة ونيافة الانبا هدرا أسقف أسوان وأبونا القمص مكارى والقسيس سامح موريس وماتوقعتش أن نيافة الانبا ميخائيل مؤثر فى حياتهم الى هذة الدرجة فهم يتحدثون عن نيافتة بحب قوى وتأثير واضح حاجات طالعة من القلب ووصلت بسهولة لقلوب الناس .. قالت المخرجة ماريهام ؛ أنا كنت اقوم بالاشارة الي الاطار العام للحديث و بأترك الضيوف يتحدثون حسبما يريدون ربما ألتقط عبارة أو حدث يدخلنى لعمق أكثر لشخصية سيدنا ،،، وفى اخر اللقاء مع ضيفي بأطرح سؤال بيتفاجأ بية الضيف ( لو سيدنا سامعنا دلوقت تحب تقولة أية ؟ ) فأجد ضيفي بيسكب دموعه مع مشاعره الحقيقية أمام الكاميرا فباخد المشاعر دى وهية سخنة ودة أحد العوامل الرئيسية لنجاح الفيلم
+ أضافت الفنانة ماريهام بالقول : أنا اتأثرت بالجزئية اللى أتكلم عنها القسيس سامح (بأن عمق السيرة بتورينا أن كلام الانجيل ينفع يتعاش وان دة مش كلام نظرى ,, مكررا بأن دة سبب حبنا لسيدنا أنة كان يجسد كلام الانجيل وحياة الانجيل ) اتأثرت خالص بالقس باقى صدقة وهوة شخصية جبارة وذات مهابة ولقيتة بيبكى أمامنا وبرضة فى الكواليس حصل معاة حاجة لذيذة واحتراما منة للكنيسة القبطية أصر أنة أثناء التصوير لازم يكون موجود حد من الاباء الكهنة من كنيستنا ،،، ألتقى بنا الدكتور نبيل جبران ببساطة شديدة وترحيب حار والدكتور فتحى فوزى كان مشجعا أحبوا يكرموننى من أجل الاسم الذى أحملة ،