74 ـ يوحنا المعمدان
الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان, ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه (مت 11: 11).
* تضع الكنيسة القديس يوحنا المعمدان كأول نموذج في السنة القبطية (2 توت) فتقول عنه: يوحنا السابق أي الذي سبق السيد المسيح, والصابغ لأنه قام بعماد السيد المسيح, والشهيد لأنه نال إكليل الشهادة في نهاية حياته.
* يوحنا المعمدان نموذج نأخذ منه فضائل كثيرة, وله دور عظيم في خدمة المسيح له المجد.
أولا: دور يوحنا المعمدان في خدمة السيد المسيح:
الدور الأول: إعداد الشعب
* أول دور قام به هو إعداد الشعب لاستقبال السيد المسيح, حتي مجيء المسيح يحتاج إلي إعداد وإلي مقدمة وتهيئة للعقول والنفوس, فعندما نتكلم في أي موضوع أو قرار لابد أن نهيئ الآخرين له.
الدور الثاني: الشاهد الأساسي:
* الشاهد الأساسي علي مجيء السيد المسيح فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم! (يو1: 29), وشهادته وقت المعمودية: إني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه (يو1 : 32).
الدور الثالث: الزاهد الناسك
* يقول عن نفسه إنه مجرد صوت, أما السيد المسيح فهو كلمة الله, وأشار علي السيد المسيح وقال: ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص (يو 3: 30) هذا الرجل العظيم انتصر علي ذاته, كان يعرف دوره تماما, هو إنسان لا تحاربه ذاته, وليست عدوة له.
* في المفهوم المسيحي أعداء الإنسان: الشيطان, وإغراءات العالم, وذات الإنسان التي يمكن أن تتحكم فيه.
الدور الرابع: أعظم المواليد
* شهد السيد المسيح له بأنه أعظم مواليد النساء, جاء بالصلاة وبعد وقت طويل, ولما مارس حياته كان يعرف وظيفته بالتحديد, وتخلي عن ذاته تماما.
الدور الخامس: المناداة بالتوبة
* حياته كلها مرتبطة بكلمة التوبة كان يضع التوبة أساسا لدخول الملكوت: توبوا, لأنه قد اقترب ملكوت السموات (مت 3: 1).
ثانيا: مصادر القوة في حياة القديس يوحنا المعمدان:
المصدر الأول: الأسرة
* تربي علي يد زكريا الكاهن وأليصابات زوجته, هذين الزوجين البارين فبلا شك وجود هذا الأب المصلي والذي يحمل طاقة إيمان في داخله والخائف الرب, وكان مع زوجته يسلكان بلا لوم, فكان لابنهما أكبر نموذج ومثال وقدوة حسنة في الحياة مع الله.
* هناك من يربي بالأوامر, وآخر يربي بالتدليل, وثالث بالقسوة, وآخر بالنعمة.. ما أجمل أن نربي أولادنا وبناتنا بالنعمة, من الإنجيل والصلوات والكنيسة والأسرار.
كل هذه قنوات النعمة. الأسرة أيقونة الكنيسة وصانعة القديسين.
المصدر الثاني: النذورية
* أي مخصصا ومكرسا لله أريد أن ألفت نظركم إلي شيء هام وهو أنه في سر التثبيت (الميرون) يرشم الطفل المعمد في جسده 36 رشما تشمل الطفل كله, وهذه الرشومات الـ 36 هي بمثابة تكريس عام, فيصير هذا الطفل الصغير مكرسا ومفرزا لله.
المصدر الثالث: البرية
* الذي يعيش في البرية تموت منه الشهوات, لذا توجد أديرتنا في الصحراء.. الوجود في البرية يميت في الإنسان الشهوات والتطلعات, وهذا الذي جعل القديس أغسطينوس يقول: جلست علي قمة العالم عندما وجدت نفسي لا أخاف شيئا ولا أشتهي شيئا.
المصدر الرابع: الامتلاء
* امتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه, وهذه نعمة خاصة وفي التقليد الكنسي نعمد أطفالنا في سن صغيرة لكي يمتلئوا من الروح النقي في حياتهم والامتلاء من الروح القدس جعله يفيض علي الآخرين, فكان بلا شك مرشدا لكثيرين.