+ يذكر لنا إنجيل القديس لوقا خبر ميلاد السيد المسيح له المجد أبلغ أولا إلي القديسة العذراء مريم:
وهي مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.. وظهر لها ملاك من عند الرب الملاك جبرائيل ليخبرها بهذه البشارة قائلا لها: سلام لك أيتها الممتلئة نعمة, الرب معك, مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما معني أن تكون هذه التسمية. فقال لها الملاك: لا تخافي يامريم لأنك وجدت نعمة من عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب كرسي داود أبيه, ويملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا؟, فشرح الملاك جبرائيل معني هذا الكلام؟ وقال لها : إن الموضوع ليس زواجا عاديا بل هو من الله..
فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك فلذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله (لو 1: 28ـ35) فاستقبلت مريم هذه البشري بروح التواضع والطاعة قائلة: هوذا أنا أمة الرب عبدة ليكن لي كقولك.
تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي اتضاع أمته, فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني, لأن القدير صنع بي عظائم, واسمه قدوس.
ثانيا – اليصابات:
عندما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت اليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنت في النساء. ومباركة هي ثمرة بطنك فمن أين لي أن تأتي أم ربي إلي فهوذا حسن صار صوت سلام في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني أي أنها فرحت وفرح الجنين في بطنها.. وباركت العذراء أيضا المولود الإلهي.
ثالثا’- الملائكة:
بشروا الرعاة بميلاد السيد المسيح له المجد وقال الملاك للرعاة: فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.
رابعا – سمعان الشيخ:
كان سمعان من ضمن السبعين شيخا الذين ترجموا التوراة من اللغة العبرية إلي اللغة اليونانية في عهد بطليموس, وكان ضمن الآيات التي كان يجب أن يترجمها هي هوذا العذراء تلد ابنا وتدعي اسمه عمانوئيل, فقال سمعان في نفسه: كيف تلد العذراء ابنا؟! من الأفضل أن نترجمها إلي كلمة فتاة, فمنعه الروح ليكتبها كما هي عذراء كقول الكتاب وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يري الموت قبل أن يري مسيح الرب لذلك عاش سمعان الشيخ أكثر من ثلاثمائة عام.. عندما دخلت العذراء مريم مع ابنها ويوسف النجار إلي الهيكل بعد أربعين يوما أيام تطهيرها لكي يقدموا ذبيحة عن المسيح حسب الشريعة كما هو مكتوب في الناموس ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام. فأتي سمعان بالروح إلي الهيكل وعندما دخل الصبي يسوع أبواه ليضعوا له حسب عادة الناموس, أخذه علي ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك بسلام ياسيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب.
خامسا – حنة النبية بنت فوئيل النبية
وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم.
سادسا – المجوس:
قبل مجيء وليد المذود انتشرت العبارات الوثنية في كل بقاع الدنيا وانطفأ نور الحق في المشرق وفي الغرب وامتلأت الأرض بالعتامة الروحية, إلا من القليلين الذين استنارت عقولهم فتوجهت قلوبهم إلي انتظار وعد الله, وهم فئة من علماء النجوم والفلك وهؤلاء جاءوا إلي أورشليم بإرشاد نجم إلهي قادهم الطريق وذهبوا إلي هيرودس الملك قائلين: أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له, وإذا رأو النجم فرحوا فرحا عظيما جدا واتوا وراء الصبي مع مريم أمه, فخروا وسجدوا له, ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا.
سابعا – الرعاة
وتراءي مجد الله للرعاة المتبدين في حراسة قطعانهم في تلك الليلة الباردة.. ومع أن هؤلاء الرعاة كانوا في بادية من بوادي الأرض, إلا أنهم استحقوا أن يحسبوا من السمائيين في الأعالي وأن يسمعوا تسبحة الملائكة.. لقد رفعتهم هذه الرؤيا من مستوي الأرض والتراب, لكي يطلعوا علي سر الله المكتوم منذ الدهور… سمح لهم القدير إن يعاينوا تدبيره لخلاص جنس البشر.
ثامنا – يوسف النجار:
الجندي المجهول في حياة السيدة العذراء مريم والطفل يسوع شاهد لسر الفداء.. خادم مطيع للتجسد الإلهي.
نقف إجلالا وإكراما لذلك الرجل المختص الذي لم ينطق بكلمة واحدة لا بلسانه ولا في الكتب وحتي الأناجيل الأربعة.
لقد تمتع القديس يوسف بعلاقة قوية بالسماء حيث كان يصدر له التعليمات بتحركاته وتصرفاته وقد كان مثال الطاعة في كل مكان يصدر إليه من أوامر.. وكان يطيع الرب بدون أي مناقشة ولنا في شخصيته قدوة عظيمة من خلال ما تمتع به من صفات